الثلاثاء 14 أيلول (سبتمبر) 2010

الفلسطينيون يزدادون تطرفاً

الثلاثاء 14 أيلول (سبتمبر) 2010

مع الاجتماع في شرم الشيخ يثار للنقاش سؤال جدي وهو هل برغم التصريحات والكلام اللطيف، الموجه في الأساس الى العنوان الأمريكي، يوجد لنا في الجانب الفلسطيني شريك حقيقي في السلام؟ «شريك»، أي مشارك هدفه كهدفنا أي انهاء الصراع الذي عمره مئة سنة؟ شريك يدرك أن كل تسوية يجب ان تقوم على مصالحات من الجانبين؟اذا اردنا الحكم على حسب تصريحاتهم المعلنة، وعلى حسب الاقوال التي يقولونها في الغرف المغلقة فان الجواب هو لا. وكما قال في هذه الايام عوديد عيران، الذي ترأس فريق التفاوض «الاسرائيلي» في السلام في مدة حكومة ايهود باراك (وكما يستطيع أن يشهد كاتب هذه السطور بناء على تجربته للتفاوض مع الفلسطينيين أيضا)، لم يغيروا أي موقف من مواقفهم المتطرفة، لا في شأن اللاجئين ولا في شأن القدس ولا في شأن الحدود. ولا في أي موضوع جوهري في الحقيقة وفيه بطبيعة الأمر الاعتراف بأن «إسرائيل» دولة الشعب اليهودي، بل إنهم زادوا مواقفهم تطرفا وبخلاف توجههم في «انابوليس»، مثلا، يطلبون اليوم تجميدا مطلقا لكل بناء «اسرائيلي» في «المناطق» وفي القدس على أن ذلك شرط سابق لمجرد حضورهم التفاوض.ليس الفلسطينيون هناك البتة. أي أنهم ما زالوا يعملون تحت انطباع أن عليهم فقط أن يأخذوا وأن «إسرائيل» هي التي يجب ان تعطي. بالمناسبة، في شأن البناء وانهاء «التجميد»، ربما كانت صيغة ما في هذا السياق، وهي صيغة وزَنَ رئيس الحكومة تبنـّيها، تستطيع ان تحل «العقدة» لولا أن مضى وزير من وزراء «إسرائيل» ونشرها علنا، لأن نشرها السابق على الناس أحدث صعوبة سياسية للاشخاص الثلاثة الذين يمسون الأمر وهم اوباما وأبو مازن ونتنياهو.على كل حال حتى لو وجدت طريقة للتغلب على هذه العقبة، فان عناد الفلسطينيين وتأميلهم مبادرات أمريكية تكون أسهل عليهم مما هي على «إسرائيل»، لا يترك مجالا واسعا للتفاؤل. والمثال على ذلك هو تصريح الرئيس اوباما عن أنه يجب ان يبدأ التفاوض بقضية الحدود كما يطلب الفلسطينيون. يناقض ذلك الموقف «الاسرائيلي» المنطقي وهو أنه ينبغي في البدء نقاش قضايا الأمن. فكل مسألة الحدود بين «إسرائيل» والكيان الفلسطيني المخطط له متعلقة تعلقا مباشرا بقضية الأمن (وأدرك هذا أيضا صاغة القرار 242 عن مجلس أمن الامم المتحدة فيما يتعلق بالحاجة الى حدود آمنة).لا يوجد لنقاش قضايا الحدود أي صلة قبل أن يتفق على المسائل الأمنية وأن تثبت لامتحان عملي فوق الاتفاق عليها. حاول ايهود باراك في زمانه اقناع الجمهور «الاسرائيلي» بأن المقترحات البعيدة المدى التي آثارها في مؤتمر كامب ديفيد وطابا ترمي الى امتحان ياسر عرفات. بعبارة أخرى لو وقع عرفات على الوثيقة المطلوبة لأعطي كل ما طلبه تقريبا. يسلك نتنياهو سلوكا مختلفا: يجب في الحقيقة محاولة أن نقدم الان اطارا لتسوية في المستقبل، لكن كل مرحلة في هذه التسوية ستكون متعلقة بالتنفيذ أي بوفاء الفلسطينيين بالتزاماتهم.

- [**زلمان شوفال | «إسرائيل اليوم» | 14 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2178603

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2178603 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40