الثلاثاء 14 أيلول (سبتمبر) 2010

مفاوضات الآن.. لماذا هذا مُلّح؟

الثلاثاء 14 أيلول (سبتمبر) 2010

بين البحر والنهر توجد دولة واحدة، يسكن فيها شعبان، دون أن تكون هناك حدود بينهما. الاول نفي من بلاده قبل الفي سنة وعاد اليها من ارجاء المعمورة؛ الثاني يعيش فيها منذ الازل. هؤلاء واولئك يدّعون حق الاباء والاجداد. الاول - اقام له دولة. الثاني لم تكن له دولة أبدا.

في 1947 حسمت الامم المتحدة في أن للشعبين حقاً في البلاد، وعليه فسيتقاسمانها. وهكذا، ابناء الشعب الاول اعلنوا عن دولتهم. ولكن ابناء الشعب الثاني، مع اخوانهم، شنوا حربا على الدولة التي ولدت لتوها. كيف انتهت هذه كلنا نعرف. ولكنّ شعبا لم يفقد حق الاباء والاجداد في دولة خاصة به بعد الفي سنة منفى، لن يسمع وهو يطلق ادعاء ً بان ابناء الشعب الثاني فقدوا حقهم في الدولة بعد 62 سنة. وصحيح، هم بدأوا في الحرب اياها. ورغم ذلك.

الاستيطان «الاسرائيلي» في الضفة الغربية منذ 1967 وضع امكانية التقسيم بين الشعبين في علامة استفهام لا تفتأ تكبر. وسؤال ملزم كل «اسرائيلي» أن يسأله لنفسه هو: ما هي مصلحة دولة «إسرائيل» بالنسبة للمناطق؟ وعلى ذلك نرد الاستيطان في المناطق يعرض للخطر مجرد وجود «إسرائيل». الدولة القومية للشعب اليهودي تجلب بكلتي يديها النهاية للاغلبية اليهودية في دولته. وهي تدحرج الدولة في منزلق سلس من الديمقراطية المشكوك فيها، حيث يسكن ثلاثة ملايين من السكان عديمي الحقوق تحت نظام الاحتلال.

الاستيطان أدى الى شرخ داخلي في «إسرائيل»، بسببه قتل رئيس وزراء. وهو يلقي بظلاله على قدرة الحكومة على تنفيذ سياسة، اذا كانت هذه تتعارض مع مذهب فكري ما. كلما كانت صورة «إسرائيل» الديمقراطية أقل هكذا تهتز مكانتها الدولية لدرجة التآكل الحقيقي في شرعية وجودها.
المصلحة في التخلص من معظم المناطق هي مصلحة (اسرائيلية) «صرفة». لا يوجد هنا «تنازل» للفلسطينيين. فهو يأتي لانقاذ «إسرائيل» من نفسها، وللحفاظ عليها كدولة قومية للشعب اليهودي الذي يعيش في اطار نظام ديمقراطي، والحفاظ على قيمها الاساسية. المصلحة الوطنية في الحفاظ على الاطار السياسي لـ «إسرائيل» ليست من نصيب حزب او جمهور معينين. المصنف كـ «يسار» ليس وطنيا أقل قامة من نظيره «اليميني». هؤلاء واولئك على حد سواء يسعون الى الحفاظ على وجودها. ولكن صوت الاغلبية في «إسرائيل» لا يسمع على الاطلاق. يبدو أنه تعب في الطريق.

وها هي، أطلت بوادر مفاوضات سياسية بمبادرة الولايات المتحدة، التي لها مصلحة خاصة بها لانهاء النزاع. على هذه الخلفية يحاول رجال مبادرة جنيف تعظيم فرص المفاوضات السياسية في خدمة المصلحة «الاسرائيلية» لانهاء النزاع. وتأتي مبادرتهم للوصول الى الاذن «الاسرائيلية»، التي طحن فيها شعار باراك القديم في أن «لا شريك» ـ فيما أنه يوجد بالتأكيد. اذا صرح زعيم فلسطيني عن تطلعه الى السلام، شجب أعمال الارهاب وبذل جهودا للقضاء على الارهاب في نطاقه، اذن يوجد شريك، ومحظور تفويت الفرصة التي ربما لن تعود. وحتى لو عادت، لعلنا لا نكون نستطيع في حينه.

وذلك لان الزمن يلح. فالرؤيا المهددة لعزمي بشارة عن دولة واحدة من النهر الى البحر آخذة في التجسد امام ناظرينا، على يد حكومة «إسرائيل» ومؤيديها المستوطنين الذين يملأون الارض بالمزيد من المستوطنات. ونحن، بالاجمال، نريد الحفاظ على دولتنا، التي بدم كثير وببعض المعجزات قامت لنا.

- [**تاليا ساسون | «يديعوت» | 14 ايلول (سبتمبر) 2010*]

[**♦ عضو لجنة التوجيه في «مبادرة جنيف»، واضعة تقرير البؤر الاستيطانية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2178713

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178713 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40