الأربعاء 15 أيلول (سبتمبر) 2010

«يهودية الدولة» شرط ضروري

الأربعاء 15 أيلول (سبتمبر) 2010

رئيس الوزراء يكثر مؤخرا من الذكر بان التسوية الدائمة مع الفلسطينيين ستستوجب منهم ليس فقط الموافقة على فكرة «الدولتين» بل وايضا على التفسير الاكثر صراحة: «دولتين للشعبين». وبتعبير آخر، الموافقة على انه مثلما هي الدولة الفلسطينية حين تقوم ستكون الدولة القومية للشعب الفلسطيني، هكذا فان دولة «إسرائيل» هي الدولة القومية للشعب اليهودي.

سبقت نتنياهو في اقوال مشابهة ايضا تسيبي ليفني عندما كانت وزيرة الخارجية. يبدو أنه في اوساط معظم اليهود يوجد تأييد مبدئي لهذا المطلب، وان كان هناك من لا يفهمون «لماذا هذا هام بهذا القدر». مطلب رئيس الوزراء هذا أهم مما يبدو في الوهلة الاولى. لا يدور الحديث هنا فقط عن موضوع يتعلق بالدلالة، بل عن شرط ضروري (وان لم يكن كافياً بالضرورة) لتحقيق تسوية مستقلة.

هناك سببان لذلك. الاول يتعلق بالمطلب «الاسرائيلي» بشأن نهائية النزاع ونهاية المطالب. الفلسطينيون يضربون تمييزا بين الاعتراف بحقيقة ان دولة «إسرائيل» موجودة وبين الاعتراف بان لـ «إسرائيل» الحق في الوجود. للتيار الذي يؤيد ابو مازن لا توجد مشكلة مع التعريف الاول: «إسرائيل» موجودة ويبدو أنه من المجدي الاعتراف بها بشكل دبلوماسي؛ هذا هو السبيل للحصول على ما يمكن لـ «إسرائيل» فقط أن تعطيه. هذا الاتفاق يناسب الحاضر، بينما بالنسبة للمستقبل من يدري...

كل فكرة «الهدنة» تقوم على اساس النهج الذي يعتقد بانه من السليم المساومة ولتحقيق ما يمكن تحقيقه، ولكن دون التطلع لتحقيق أكثر بكثير في المستقبل. السبيل الى صد المطالب المستقبلية، ولا سيما بالنسبة لمسألة اللاجئين، هو خلق التزام فلسطيني بقبول حق «إسرائيل» في الوجود كدولة يهودية.

فضلا عن ذلك، فان مبادرة الجامعة العربية تضمن بانه بعد ان توقع «إسرائيل» على اتفاق سلام مع الفلسطينيين (ومع سورية) ستعترف بها ايضا باقي الدول العربية، أي اعتراف سيكون هذا؟ لـ «إسرائيل» مصلحة واضحة في أن يكون هذا اعترافا كاملا، اعترافا بحقنا في الوجود كدولة يهودية هنا. اذا لم يتحقق الامر مع الفلسطينيين، فهو ايضا لن يتحقق ابدا مع باقي الدول العربية.
السبب الاخر يتعلق بمكانة عرب «إسرائيل» («الاسرائيليين» الفلسطينيين، كما دعاهم ارئيل شارون ومثلما يرى معظمهم انفسهم). في نظر الفلسطينيين دولة «إسرائيل» هي «دولة كل مواطنيها». لا يوجد ولا حاجة لان يكون لها، طابع قومي. واذا كان، كحل وسط، سيكون لها طابع قومي، فانه يجب لهذا أن يكون بقدر متساو للقوميتين اللتين تعيشان فيها، اليهودية والفلسطينية.

اذا لم تعترف الدولة الفلسطينية، حين تقوم، بدولة «إسرائيل» كالدولة القومية للشعب اليهودي، فلا أمل في أن يسلم الفلسطينيون الذين يعيشون في «إسرائيل» بذلك. اذا لم نصر على هذا الان، فان من شأننا أن نجد أنفسنا في غضون جيل أو اثنين في وضع يطالب فيه عرب «إسرائيل» (وربما ايضا بالعنف) بالحصول على حقوق قومية متساوية. الدولة الفلسطينية ستدعم ذلك تلقائيا بل ومن شأنها أن ترى هذا الموضوع كسبب لخرق اتفاق السلام. السبيل الى تقليص هذا الخطر، او على الاقل التواجد في وضع تؤيدنا فيه دول العالم، هو التعريف بوضوح وبشكل متفق عليه من كل الاطراف بان دولة «إسرائيل» هي الدولة القومية للشعب اليهودي.

- [**غيورا ايلند | «يديعوت» | 15 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2176747

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2176747 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 3


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40