الأربعاء 15 أيلول (سبتمبر) 2010

السلام : الخروج من العلبة

الأربعاء 15 أيلول (سبتمبر) 2010

ماذا قصد بنيامين نتنياهو حين قال في جلسة الحكومة، مع عودته من القمة في واشنطن انه «من أجل الوصول الى حلول عملية سيتعين علينا التفكير بحلول جديدة للمشاكل القديمة»؟ ماذا قصد حين دعا الى تعلم دروس الـ 17 سنة من المفاوضات الفاشلة والشروع في التفكير في النزاع «من خارج العلبة»، بشكل اصيل وابداعي و «بطرق جديدة»؟

التفكير في حل (النزاع) «الاسرائيلي» الفلسطيني «من خارج العلبة»، هو التفكير من خارج حدود بلاد «إسرائيل» الغربية. دولتان للشعبين نعم، ولكن ليس بين نهر الاردن والبحر المتوسط. تقسيم الارض نعم، ولكن ليس قطعة الارض الصغرى التي انشغلوا فيها على مدى 17 سنة من المفاوضات الفاشلة. الحل يجب أن يتناول أرضا أوسع بكثير، التسوية يجب أن تكون اقليمية، وكل تفكير آخر هو تفكير يبقى داخل ذات العلبة المغلقة والمستعملة، التي يسعى نتنياهو الى التخلص منها.

في الاسبوع الماضي رفض نتنياهو مستوى التوتر في مستوطنات يهودا والسامرة، حين قال لاعضاء الليكود جملة «لا احد يعلمني ما هي محبة بلاد «إسرائيل»». جملة درج قادة الليكود، بشكل تقليدي، على اطلاقها على مسمع من رجال حزبهم قبل لحظة من تسليم اجزاء من بلاد «إسرائيل» الى العدو. مناحيم بيغن قال: «لا احد يعلمني ما هي محبة بلاد «إسرائيل»»، وخرب قاطع يميت. ارئيل شارون قال ذات الكلمات، بذات النبرة الوطنية، عشية خراب غوش قطيف ومستوطنات شمالي السامرة. اطلاق هذه الكلمات على لسان نتنياهو يدل، ظاهريا، على أنه لا يزال يفكر من داخل ذات العلبة المغلقة والمستعملة التي يتطلع جدا، ظاهرياً، للتخلص منها.

من داخل العلبة المستعملة اياها امتشق، في احدى جولات المفاوضات الفاشلة، موافقته على اقامة دولة فلسطينية «على نموذج اندورا»، أي ليس دولة بل شبه دولة، دون سيادة حقيقية ودون استقلال وبالطبع دون جيش، على ما يبدو لأن اقامة دولة فلسطينية حقيقية في رأيه أمر خطير جدّاً مع سيادة واستقلال ودبابات وطائرات على مسافة بصقة من مسرح «هبيما». تكرار ذات الاقتراح في جولة المحادثات الحالية سيكون مخيبا للامال، ليس فقط لان كل ذي عقل يفهم بان حماس يمكنها أن تحول كل اندورا الى افغانستان بل بالاساس لانه سيكون تكرارا للعلبة الكريهة اياها.

عند الخروج من العلبة نرى، فجأة، بانه في «الشرق الاوسط» توجد منذ الان دولة فلسطينية. صحيح أنها خاضعة، حتى الان، لحكم ملكي قديم، ولكن أليس بوسع الولايات المتحدة أن تطلب من جلالة حكمته وانفتاحه على الغرب، الملك عبدالله، ان يأخذ على نفسه المسؤولية اللازمة والا يكتفي بالمشاركة المبتسمة في القمم على انواعها؟ أفلا يمكن المطالبة بذات الشيء من الرئيس مبارك ايضا والذي يفترض بوضع قطاع غزة وسكانه أن يشغل باله بقدر لا يقل عما يشغل بالنا؟

السير «في طرق جديدة» لن يطمس في هذه اللحظة التهديد الايراني، الذي التخوف منه هو، على ما يبدو، السبب الاساسي لاستجابة نتنياهو لمبادرة «السلام» لأوباما. ولكن «إسرائيل» مع ذلك يمكنها أن تستغل هذه المبادرة كي تبدأ بالكف عن ضلالها المتواصل، الدامي، في الطرق القديمة والسيئة.

الطرق الجديدة هي الاخرى غير سهلة، وذلك لان احدا لن يعلم الفلسطينيين ما هي محبة فلسطين، فيما ان الاردن ومصر، من جانبيهما، سيفضلان ان نبقى في العلبة حتى الفناء. ولكن عند الخروج من داخل العلبة نتذكر فجأة بان صيغة العلبة «الاسرائيلية» المطلقة، «دولتين للشعبين»، العرب ايضا لم يوافقوا عليها ابدا.

- [**أمونا الون | «إسرائيل اليوم» | 15 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165744

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165744 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010