الأحد 19 أيلول (سبتمبر) 2010

أعطوه تخويلاً

الأحد 19 أيلول (سبتمبر) 2010

لن يعرف الشبان بيننا ما الذي أتحدث عنه، لكن من هم أكبر سناً ما زالوا يتذكرون توسل صراخ رئيس الحكومة الراحل ليفي أشكول نحو بن غوريون الذي بدأ يضيق به ذرعاً بعد سنة من تخليه له عن مكانه رئيساً للحكومة : «أعطني تخويلاً!». وبهدي من تلك الدعوة، ومن أجل الفكاهة والحفاظ على التراث «الاسرائيلي»، أدعو الجميع، وهذه المرة بلغة عبرية سليمة قائلاً : أعطوه تخويلاً! تخويلاً حقيقياً وشيئاً من الصبر قبل أن تتضح الأمور حقاً في أيامنا القريبة.

وأتحدث في هذه الحال بصفتي مستوطناً أيضاً يعارض من أعماق نفسه أي تخل عن أي مستوطنة، ويرى الدولة الفلسطينية في كل واحد من الطرز الموجودة على المائدة اليوم خطراً حقيقياً على دولة «اسرائيل» (أنا أؤيد طرازاً مختلفاً تماماً للسلام مع الفلسطينيين). وما زلت أقترح : ابذلوا لنتنياهو الثقة المؤقتة على الأقل. فحبه لأرض «اسرائيل» لا يقل عن حب جميع محبيها، وهو يعلم بالمناسبة كيف يحب الأرض لذاتها أيضاً. أتذكره ذات مرة يتحدث في اشتياق كبير عائق لنوع ما من التراب في هضبة الجولان اذا لم أكن مخطئاً.

وتعلمون أنه أيضاً ابن بن تسيون نتنياهو، صاحب الذاكرة التاريخية العظيمة الذي عمل في جملة ما عمل سكرتيراً خاصاً لجبوتنسكي.

كذلك كان بيبي الوزير الوحيد الذي استقال من حكومة شارون لأنه لم يرد أن يحتمل عار الإنفصال المجنون عن غوش قطيف، حتى لو كان شريكاً له قبل ذلك في الفعل والإخفاق، وحتى لو عمل الإنفصال آخر الأمر في مصلحتنا (اذا أسقطنا حساب صواريخ القسام من المعادلة). من استقال عندنا لأسباب مبدئية تماماً سواه؟

أعطوه لحظة اذن. لحظة واحدة هادئة، من فضلكم. حتى السادس والعشرين من أيلول (سبتمبر) على الأقل وربما بعد ذلك ايضاً.

تبدو التسوية المتحدث عنها في هذه الأثناء (بناء ألفي وحدة سكنية هذه السنة) غير سيئة البتة في الظروف القائمة. ولا يجب الإنقضاض عليه كالذئاب المفترسة من جميع الإتجاهات، وأنا أقصدك أنت أيضاً يا سلفان شالوم.

سمعت رئيس مجلس الشمرون عندي، غرشون مسيكا. وسمعت أيضاً نغمة رئيس مجلس «يهودا والسامرة» داني ديان ولم أحبها.

لم أحب الكلمات ولا النغم. سيتضح بعد قليل كل شيء، وسنعلم قبل كل شيء عم يتحدث على العموم. فلماذا الإنقضاض الآن؟ وبهذه القسوة؟ لأن مسيكا استعمل حقاً تعبيرات لا تطاق، وبدأ بإعلان بلا غطاء بأن «الإعلان باستمرار التجميد سيكون اعلاناً بنهاية ولاية حكومة نتنياهو» (أتستطيع التكفل بهذا يا مسيكا؟ وإذا حدث هذا أيكون في مصلحتنا؟)، مروراً بمجرد شتائم لا أساس لها لـ «حكومة انتخبت بأصوات المعسكر القومي وتحاول أن تنفذ سياسة حزب التجمع العربي» (وهذه اكذوبة دعائية فظة)، وانتهاء الى اهانات شخصية قبيحةر: «يوجد حد لعدم الصدق والإنكار حتى من سياسي مثل بيبي». لماذا الإهانة؟ ولماذا الوصم؟

لأن من الواضح من الذي يواجهه نتنياهو : إنه يواجه العالم كله، من العرب والأمريكيين الى الإتحاد الأوروبي والساسة من جميع المعسكرات الذين يطلبون دمه، من سلفان شالوم الى تسيبي لفني. واذا نجح حقاً في إنزال الفلسطينيين عن الشجرة العالية التي تسلقوها، عندما أعلنوا أنه «اذا بني بيت واحد في المستوطنات فسيتركون المحادثات على الفور» وأن يبني مع ذلك كله ألفي بيت هذا العام فانه يكون قد فعل شيئاً عظيماً.

لماذا التحرش وتثوير العالم كله عليك في حين يمكن السلوك في اعتدال وتليين العالم؟ ليست هذه أول مرة يبرهن فيها نتنياهو في ولايته على أنه بدأ يتعلم الإصغاء. فقد أصغى وإن يكن ذلك جزئياً على الأقل، في شؤون اقتصادية واجتماعية على اختلافها (ضريبة القيمة المضافة على الفواكه والخضروات، وأولاد العمال الأجانب وقضايا أخرى) فهو يصغي أيضاً الى العالم ويعمل كما يبدو بأقصى قدرته. أعطوه تخويلاً.

- [**مناحيم بن | «معاريف» | 19 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2181596

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2181596 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40