الأحد 19 أيلول (سبتمبر) 2010

ايران : من نهض ليقتلك...

الأحد 19 أيلول (سبتمبر) 2010

وجه الشبه بين ايران محمود احمدي نجاد وألمانيا النازية ادولف هتلر يثير الغثيان، ولكنه بارز في مسائل جوهرية.

مثل الإيرانيين، الذين لا يزالون يسعون الى تجديد عهد الإمبراطورية الفارسية وفرض المعتقد الشيعي على جموع المسلمين، فان المانيا الرايخ الثالث ايضاً عانت من احساس بالإهانة ومشاعر «العمل التاريخي غير المنجز» بسبب اتفاقات فرساي التي فرضت عليها في اعقاب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى. تماماً مثل ايران، التي تتحول نووياً كاستفزاز للعالم، المانيا ايضاً جمعت السلام الفتاك دون ان تكون مهددة من أحد عملياً.

مثل ايران، المانيا ايضاً استخدمت اليهود كعامل تضامن سلبي وسعت الى توحيد الأمة في الإرادة لابادتهم. وللدقة، بالنسبة لإيران «اسرائيل» ليست السبب بل الذريعة للتدخل في منطقتنا. عملياً، كما يقول المثل العربي، ليس لإيران «لا ناقة ولا جمل» عندنا. ليس لهم حقاً نزاع معنا. ايران ببساطة تشق طريقها الى قلب جماهير المسلمين لتحريضهم ضد الأنظمة العربية المعتدلة وفي المرحلة الأولى اضعاف الأنظمة هناك. ايران تستخدم حجة الدولة التي تسعى الى اعادة «فلسطين السليبة» الى الفلسطينيين كي تكسب قلب الجماهير وتتحول الى قوة عظمى اقليمية بعد أن تنهار الأنظمة العربية المعتدلة.

عملياً، تسعى ايران الى أن تستعيد كرامتها الفارسية من عهود سابقة، تضرب الإسلام السني، تسيطر على النفط العربي، على اراضيهم ومساراتهم البحرية، وفي النهاية أسلمة الجماهير حسب المدرسة الشيعية. العرب السنة هم في واقع الأمر الهدف الحقيقي لايران.

التخوف «الاسرائيلي»، الذي يملي المسألة بالنسبة للهجوم المبكر لايران او مشاركتها الى جانب آخرين في مثل هذا الهجوم، ينبع من امكانية أنه مثل موقف المانيا النازية تجاه اليهود، ايران ايضاً قادرة على أن تضرب «اسرائيل» دون صلة لما يمكن أن تحصل عليه جراء ذلك. لولا هذا التخوف، بالمناسبة، لكان يمكن القول ان للوضع الحالي ايضاً فضائل معينة بالنسبة لـ «اسرائيل».

في كل الأحوال، على «اسرائيل» أن تعمل، في اطار فرضية عمل بموجبها اذا ضربت ايران، حتى وان كان من قبل آخرين، فانها ستضرب «اسرائيل» حتى بالتوازي مع سياق هزيمتها. وذلك حسب ذات النموذج الذي وجه خطى المانيا النازية في محاولة تصفية الشعب اليهودي حتى عندما فهم هتلر بانه مهزوم امام الحلفاء. الوحش الايراني المستقيظ هو أولاً وقبل كل شيء خصومة العرب السُنة وحلفائهم الأمريكيين. فالحديث يدور عن آلية مواجهة معروفة مسبقاً وإلا لماذا يكون لايران ترسانة نووية اذا لم تكن معنية باستخدامها؟ واضح للجميع بأن المسدس الايراني المعروض في المعركة الاولى «سيحرق النادي» في المعركة الثالثة.

المسألة الايرانية هي مشكلة أمريكية صرفة تتعلق بالهيمنة، المصالح والقوة الاقتصادية والعسكرية لها ولحلفائها ورعاياها في العالم. ولكن يتبين أن أمريكا المستنزفة مطالبة اليوم بأن تسدد دينا أكبر من طاقتها. مهمة ضرب ايران عاجلة وضرورية. ومع ذلك يجدر بالذكر انه يوجد احتمال بانه اذا عملت «اسرائيل» وحدها واستنزفت بضربة مضادة من ايران، فانه فضلاً عن الأضرار الهائلة التي ستتعرض لها سيستغل العرب حولنا ضعفها المؤقت ضدنا. كما ينبغي أيضاً الأخذ بالحسبان بأنه اذا ما ازيل التهديد الايراني، فستعود الدول العربية «المعتدلة» الى دائرة العداء العادية ضدنا. وعليه فمن الافضل لـ «اسرائيل» ألا تهاجم ايران وحدها بل أن تفعل ذلك في مسعى متداخل مع الأمريكيين والعرب.

- **«اسرائيل اليوم»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2180818

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2180818 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40