الاثنين 20 أيلول (سبتمبر) 2010

لا للهجوم : ايران مشكلة العالم

الاثنين 20 أيلول (سبتمبر) 2010

في اثناء مؤتمر دولي لمكافحة «الارهاب» عقد في المركز متعدد المجالات في «هرتسيليا» دعا بعض الخبراء الى هجوم «اسرائيلي» ضد المنشآت النووية لايران. الاراء في هذا الشأن منقسمة، ولكن من المعروف أن بين اصحاب القرار في «اسرائيل» هناك من يؤيد هذه الامكانية. وبينما تفترض مصالح العالم الحر مثل هذا الهجوم، فانه سيكون من الخطأ ان تأخذ «اسرائيل» المهمة على عاتقها.

تدمير كل البنى التحتية النووية لايران هي خطوة مركبة نجاحها بعيد عن أن يكون مؤكدا. مثل هذا الهجوم من شأنه أن يوحد ايران، المنقسمة اليوم، تحت قيادتها الحالية. في أعقاب هجومنا ستأتي، كما ينبغي الافتراض، سنوات من الحرب. والحرب ستعتبر شرعية حسب القانون الدولي. والحرب المستمرة، حتى وان كانت بقوى منخفضة، ستثقل جدا على اسرائيل. الصواريخ التي ستطلق بين الحين والاخر علينا من شأنها أن تشوش النشاط الاقتصادي والسياحي على مدى زمن طويل. اهداف «اسرائيلية» ستتعرض للهجوم في ارجاء العالم. وحتى اذا ما نجح الهجوم، فسيتمكن الايرانيون في غضون بضع سنوات من اعادة بناء القدرات النووية ومن شأنها عندها ان يأتي هجوم ذري من جانبهم من شأنه ان يعتبروه خطوة وقائية حيوية.

[**♦♦♦♦*]

يبدو أن مساعي انتاج القنبلة الذرية من جانبهم لا ترمي الى ابادة «اسرائيل». الهدف الاساسي هو، كما يبدو، توفير مظلة نووية لايران تسمح لها بالسيطرة على معظم مخزونات النفط في العالم. ايران كفيلة بان تبادر الى ثورات داخلية واسقاط الانظمة في العراق، في الكويت ودول الخليج. وفي ظل غياب غزو ايراني لن يكون مبرر لتدخل عسكري اجنبي، وفي كل الاحوال ستقف مثل هذه القوى امام تهديد بإحداث حرب نووية. السيطرة على مصادر النفط ستكسب ايران مصادر مالية كبيرة ونفوذا هائلا على دول الشرق الاقصى وعلى اوروبا. ومن شأنها أن تنهض، إذن، امبراطورية اسلامية متطرفة تنشر بشرى الجهاد الاسلامي.

في ضوء ذلك، فان هجوما ذريا على «اسرائيل» من شأنه أن يحبط تعاظم ايران واهدافها الاستراتيجية.

مشكوك أن يكون مثل هذا الهجوم ناجعا ضد منظومات الدفاع ضد الصواريخ لـ «اسرائيل»، ولا سيما من شأنه ان يؤدي الى رد فعل مضاد يمحو ايران عن الخريطة. عمليا، وجود «اسرائيل»، وان كانت نازفة وتحت الحصار، يخدم المصالح الايرانية لانه لهذا السبب تنحرف المشاعر المناهضة للشيعة لدى السنة نحو العمل ضد اليهود.

منع تحول ايران الى قوة عظمى نووية هو مصلحة فورية للولايات المتحدة، دول الخليج، اوروبا وروسيا، اكثر منها مصلحة لـ «اسرائيل».

يمكن ان نتوقع من الولايات المتحدة أن تقود تحالفا لمنع التعاظم المستقبلي للنظام الديني الايراني الذي من شأنه أن يعظم موجة الجهاد الاسلامي. لشدة الاسف، يبدو أن السياسة الحالية للولايات المتحدة تتحفظ من الهجوم على ايران. لاقناع القيادة والجمهور في «اسرائيل» بعدم مهاجمة ايران، من المهم ان تعلن الولايات المتحدة، مثلما فعلت في اثناء الحرب الباردة، بان هجوما نوويا على «اسرائيل» مثله كالهجوم على الولايات المتحدة.

[**♦♦♦♦*]

لما كانت «اسرائيل» لا يفترض بها أن تهاجم والقوى العظمى العالمية تمتنع عن ذلك، فان على «اسرائيل»، مع حلفائها ان تطور استراتيجية للتصدي لايران نووية. غواصات «اسرائيلية» اضافية، مزودة بصواريخ ذات رؤوس متفجرة مناسبة، تجول «الخليج الفارسي»، كفيلة بان تشكل عامل ردع. في كل مواجهة مستقبلية مع «حزب الله» أو «حماس»، لا ينبغي استراتيجيا مراعاة القدرة النووية لايران.

محظور أن يمنعنا التخوف من ايران من استنفاد كل امكانيات الدفاع الذاتي حيال الاعداء القريبين. مشكوك جدا أن تخاطر ايران بحرب ذرية بسبب حرب محلية.

مجرد المعارضة للهجوم المباشر ضد البنية التحتية النووية لايران لا تستبعد انواع مختلفة من العمليات «الاسرائيلية» ضد النظام الايراني. طالما كانت ايران تدعم، من خلال السلاح ومن خلال التدريب، اهداف «حماس» و«حزب الله»، وطالما كان الزعيم الايراني يدعو علنا الى ابادة «اسرائيل»، فان هذه الدولة تصبح جهة مشاركة في النزاع وتتحمل نتائج مسؤوليتها.

- [**اورئيل رايخمن | «اسرائيل اليوم» | 20 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2178073

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178073 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40