الاثنين 20 أيلول (سبتمبر) 2010

زمن غفران

الاثنين 20 أيلول (سبتمبر) 2010

يتغذى عمل تخمينات نيّات بنيامين نتنياهو في المحادثات مع الفلسطينيين من أنه يصافح محمود عبّاس ويسميه «شريكي في السلام»، ويستضيفه في منزل رئيس الحكومة ويرفع العلم الفلسطيني. هذه رموز، لكنها رموز مهمة كما كان رابين بالضبط مع الكوفية ورابين مع ملابس الـ اس اس رموزا مهمة.

هذه الأمور التي يقوم بها نتنياهو تذكر بالكلام الفظيع الذي قاله نتنياهو عن رابين عندما صافح هذا ياسر عرفات بفرح أقل كثيرا : «بطل الانطواءات»، «وبطل الخضوع»، و«سقط على الرأس»، و«يفقد عقله»، و«حكومة «اسرائيل» تمكنه (أي عرفات) بعماها من تحقيق المرحلة الأولى من خطته وهي إبادة الدولة اليهودية» ـ وهو يقف أمام الجمهور الصارخ «رابين خائن» و«الموت لرابين» و«نريد انتقاما». يثيرنا أن نعلم ماذا كان يقول نتنياهو لو كان رابين هو الذي يستضيف عبّاسا في بيته.

لم يقترح نتنياهو قط بديلا عن «طريق رابين». ولم يقترح قط مثلا ضم المناطق، والانفصال من جانب واحد او ترحيل الفلسطينيين. لم يقترح نتنياهو قط أي اقتراح محدد. ومع ذلك لم يعترف نتنياهو قط بأن الطريق الذي كأنما يسير هو فيه الآن «طريق رابين». وهو يسلك كأنه أول من ابتدع فكرة الدولة الفلسطينية. وعلى القدر نفسه، لم يتحمل نتنياهو قط المسؤولية عن شراكته الكبيرة في التحريض الذي سبق مقتل رابين.

أعلم ان الحديث عن مسؤولية نتنياهو عن ذلك التحريض أصبح يعد كليشيهاً، ومقولة يسارية جوفاء، وأن الزمن الذي مضى جعل الصور تشحب والمسؤولية تنسى. لكن الزمن لم يجعل هذه المسؤولية غير ذات صلة بل العكس.

لأن ما يفعله نتنياهو الآن هو أن يستعمل ببساطة رموز «طريق رابين». ليس هو الأول على التحقيق؛ فمنذ مقتل رابين استعمل جميع رؤساء الحكومة ممن كانوا لنا رموزاً من غير أن يفعلوا الشيء نفسه وسببوا لنا أضرارا فقط. لكن عندما يفعل نتنياهو هذا فانه لا يطاق حقا. بسبب نصيبه من التسلسل الذي سبق مقتل رابين، ولأنه يوجد احتمال حسن أن يكون يفعل هذا في سخرية بصفته وسيلة لاحراز زمن حكم هادىء. وهكذا فمن أجل محضر الجلسات على الأقل يجب أن نقول إنه في ضوء استعمال نتنياهو الان لرموز «طريق رابين»، تلقى عليه مسؤولية أن يكفر عن أفعاله في ذلك الوقت.

أدنى قدر يستطيع نتنياهو أن يفعله للتكفير عن الظلم الذي سببه لدولة «اسرائيل» بالتحريض على رابين هو أن يفعل ما كان رابين في الطريق الى فعله آنذاك. طريقته الوحيدة للتعويض عن السنين الضائعة، والموت عبثا، والخوف والانطواء الذي فرضه علينا آنذاك ومنذ ذلك الحين هو أن يفعل هذا الشيء الأساسي الذي لم يقترح قط بديلا عنه وهو اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

قليل هم الناس الذين يحظون بفرصة تصحيح ظلم أحدثوه كهذا. ليس واضحا ماذا فعل نتنياهو الذي حظي بذلك، وليس واضحا هل يعلم كيف يفعل ذلك.

يستطيع كي يساعد نفسه أن يتذكر التأييد العظيم الذي كان لرابين عندما وقع على اتفاق اوسلو، والنشوة المدهشة التي كانت للجمهور. يتصرف المجتمع والقيادة في «اسرائيل» منذ مقتل رابين وكأن الفلسطينيين قتلوا لهم رابين وهذا غير صحيح. إن بيبي، الى جانب علم فلسطين، فرصة ممتازة لتذكر كيف بلغنا هذا الوضع، وأن نغلق الدائرة.

- [**ميراف ميخائيلي | «هآرتس» | 20 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2178346

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178346 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40