الثلاثاء 21 أيلول (سبتمبر) 2010

العدو الأكبر في داخلنا

الثلاثاء 21 أيلول (سبتمبر) 2010

أحد التحديات الحاسمة التي تقف امامها «اسرائيل» في المفاوضات الحالية مع الفلسطينيين هو التذكر باننا لا نجري فقط مفاوضات مع الفلسطينيين، بل ومع انفسنا ايضا. السؤال ليس فقط ما سيسمح به الفلسطينيون والاسرة الدولية بل ما نحن، بصفتنا شعبا يهوديا، نريد ان نضع في مركز سياستنا. اذا كانت الصهيونية معناها الاستعداد للسيطرة على شعب آخر ووضع قيمة قدسية البلاد فوق المبادئ الاخلاقية العامة واليهودية، والتي تطالب بموقف متساوٍ من كل انسان خلق على صورة الرب، فان الكثيرين سيرغبون في التحلل من المثال الصهيوني وتبني هوية ما بعد صهيونية. حمل الاحتلال الى منتهاه في ظل الحفاظ على الاحتياجات الامنية الشرعية لدينا هو المبدأ الضروري لمستقبل وحصانة الصهيونية. الصهيونية لن تتعاظم من الاعلام والتعليم لتاريخ الصهيونية بل بصفتها تعبيرا عن قيم اخلاقية.

المطالب القانونية والاخلاقية من «اسرائيل» حيال الاحتلال هي مطالب واضحة : الاحتلال هو شرعي فقط اذا كان نتيجة حرب عادلة؛ اذا كان مؤقتا؛ اذا بذلت جهود ثابتة وصادقة لانهائه، دون المساومة على المصالح الشرعية للامن القومي؛ واذا كنا نمتنع عن أعمال ليست امنية تثقل على الجهود لحمل السلام الى منتهاه.

احتلال الشعب الفلسطيني، والذي نبع من الدفاع عن النفس في حرب الايام الستة، يستجيب لهذا المقياس طالما نبذل جهدا مستمرا وحقيقيا لانهائه. صحيح ان اتفاق السلام يتطلب طرفين، ولكن واجبنا الاخلاقي والقانوني هو التأكد من أننا نفعل كل شيء كي نؤدي واجباتنا.

هذا هو السياق الذي في اطاره علينا أن نفحص مسألة تجميد البناء. كل توسيع للمستوطنات خارج نطاق القدس، «غوش عصيون»، «معاليه ادوميم» و«ارئيل» يضعضع صحة التزامنا في حمل الاحتلال الى منتهاه ويتعارض مع القانون والاخلاق.

ماذا يمكن أن يكون المبرر لتوسيع مناطق نحن ملزمون بالانسحاب منها؟ استمرار التوسع خارج الكتل الاستيطانية يفسر بشكل شرعي كتشكيك بالتزامنا لانهاء الاحتلال.

مهم أن نعترف بان الموضوع الجوهري الذي على جدول الاعمال هو ما نريده نحن كـ «اسرائيليين» ونحن كيهود لتكون سياسة «اسرائيل» حسب رؤيانا الصهيونية وقيمنا اليهودية. الولايات المتحدة والاسرة الدولية كفيلتان بان تنجحا في ابقاء الفلسطينيين في المفاوضات. ومع ذلك، في موقفنا من توسيع المستوطنات التي خارج الكتل الاستيطانية كتطلع «اسرائيلي» فاننا نضعف الصهيونية من الداخل ونشكك بكلتي يدينا بقيمة الصهيونية والتزام الكثير من مواطني الدولة ويهود العالم بالمشروع الصهيوني.

حان الوقت للتغيير الفكري. مستقبل «اسرائيل» والصهيونية يستوجب منا أن نفهم بان العدو الاكبر يوجد في داخلنا وأن الحيوية والشرعية لـ «اسرائيل» منوطتان بقوتنا الاخلاقية.

السلام يحتاج الى اتفاق بين الطرفين. ومع ذلك، فان تحول المجتمع «الاسرائيلي» الى مجتمع يهودي، يبث الالهام ويطلق صوتا اخلاقيا واضحا ونبيلا، منوط بنا وحدنا.

- [**دانييل هيرتمان | «معاريف» | 21 ايلول (سبتمبر) 2010*]

[**♦ دكتور ورئيس «معهد هيرتمان للسلام*]»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165543

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165543 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010