الخميس 23 أيلول (سبتمبر) 2010

كتاب «حروب اوباما» لبوب وودورد : الرئيس الأمريكي مستاء من استمرار الحرب في افغانستان ومطالب الجيش المتكررة

الخميس 23 أيلول (سبتمبر) 2010

في كتابه الجديد يعود الصحافي الأمريكي المعروف ومؤرخ رؤساء البيت الأبيض، بوب وودورد الى موضوعه الأثير وهو الحروب التي شنها ويشنها رئيسا امريكا الأخيران، جورج بوش وباراك اوباما في العراق وافغانستان، وذلك في مرحلة ما بعد هجمات ايلول (سبتمبر) على الولايات المتحدة، وهو وان ارخ لحرب بوش في العراق في ثلاثية فكتابه الجديد «حروب اوباما» قد يكون بداية لثلاثية او رباعية اخرى.

لكن ما يهم في تحليل وودورد المعروف بإطلاعه على خفايا النقاش داخل البيت الأبيض والذي يحصل على مقابلات للدخول الى مركز صناعة القرار انه يقدم في كتابه الجديد صورة كئيبة عن النقاشات داخل ادارة الرئيس اوباما حول الإستراتيجية المناسب اتباعها في افغانستان، ويكشف عن الخلافات حول الإستراتيجية التي تحولت لخلافات شخصية، وتظهر رئيساً مختلفاً مع قادته العسكريين خاصة مايك مولين، رئيس هيئة الأركان، والجنرال ديفيد بترايوس، قائد المنطقة الوسطى السابق والقائد العام للقوات الامريكية في افغانستان.

ويتحدث الكتاب عن ميليشيات «سي آي إيه» في افغانستان ووصف اوباما لباكستان بأنها سرطان يجب ان يعرفه الناس، ويتحدث عن مزاج الرئيس الأفغاني حامد كرزاي المتقلب، كما يشير الى استراتيجية اوباما لمكافحة «الإرهاب» وابقائه على 14 امراً تنفيذياً لحماية «سي آي إيه» وتغطية عملياتها قانونياً.

[**سباب وشتائم*]

[**

غلاف كتاب «حروب اوباما»

*] ويظهر الكتاب ان ادارة اوباما كادت ان تنقسم على نفسها في النقاش الذي دار خلال العشرين شهراً الماضية حول الإستراتيجية. وان الخلاف كان جذرياً، حتى وبعد قرار الرئيس اوباما مضاعفة عدد القوات الأمريكية في افغانستان. ويكشف وودورد ان مستشار الرئيس للشؤون العسكرية في البيت الأبيض الجنرال دوغلاس لوط، ومبعوثه الخاص لكل من باكستان وافغانستان، ريتشارد هولبروك، لم يكونا مؤمنين بإمكانية نجاح الإستراتيجية حيث نقل عن هولبروك قوله «لن تنجح». وينقل الكاتب دعوة الرئيس في واحدة من الجلسات مستشاريه للبحث عن «إستراتيجية خروج». وانه أيد بطريقة غير مباشرة موقف نائبه، جوزيف بايدن، الذي كان يعارض زيادة اعداد القوات الأمريكية في افغانستان الى تأكيد خياره حول مواجهة طالبان و«القاعدة» وهو تصعيد الهجمات الصاروخية وملاحقة طالبان و«القاعدة» في معاقلهم من خلال الغارات الجوية والإعتماد على طائرات التجسس والموجهة بالريموت كونترول.

ويكتب وودورد ان اوباما وضع خطة خروج وحدد جدولاً زمنياً لإيمانه انه سيخسر الحزب الديمقراطي حالة تواصلها. وبنى وودورد، وهو مراسل عريق لصحيفة «واشنطن بوست» ومحرر فيها روايته على وثائق خاصة وملفات للنقاش حول الإستراتيجية فيما سمح له بمقابلة الرئيس نفسه. وحصلت صحف امريكية على نسخ من الكتاب مقدماً قبل نشره عن دار «سيمون اند سوشتر» الأسبوع القادم التي علقت ان النقاش حول الإستراتيجية وان خرج للعلن وعرفت تفاصيله إلا ان ما يضيفه الكاتب هو ان الخلاف كان اعمق مما نعرف وتحول لخلافات شخصية حيث نقل عن بايدن وصفه هولبروك بأنه «اكثر ابن حرام مغرور قابلته في حياتي»، فيما نقل الكاتب مواقف احتقار من مستشار الرئيس للأمن القومي الجنرال جيمس جونز لمسؤولي الإدارة الذين وصفهم بالمافيا وبق الماء واعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي.

ونقل مشاعر الخوف والشك من مايك مولين، رئيس هيئة الأركان الذي كان يشتبه او يشك ان نائبه الجنرال جيمس اي كارتويت يلعب من وراء ظهره، خاصة ان كارتويت كان ينظر نظرة دونية الى مولين لأنه لم يكن مقاتلاً في الحرب. اما وزير الدفاع روبرت غيتس فقد كان يخشى من «كارثة» حالة تولي الجنرال جونز منصب نائبه بدلاً من توماس اي دونيلون وفكر مرة بترك اجتماع في المكتب البيضاوي بعد تعليقات غير مريحة من نائب مستشار الأمن القومي.

واضافة الى المماحكات والحروب الشخصية يكشف وودورد عن قول اكسلرود مستشار اوباما البارز معلقاً على فكرة طرحها اوباما اثناء الحملة الإنتخابية حول تعيين هيلاري وزيرة للخارجية حيث قال معلقاً «كيف تثق بهيلاري؟».

ويشير الكاتب الى ان قائد المنطقة الوسطى، الجنرال ديفيد بترايوس حتى توليه منصب قيادة القوات الأمريكية في افغانستان كان يكره الحديث مع كبير مستشاري الرئيس اوباما، ديفيد اكسلرود حيث كان يعتقد بترايوس ان المستشار «بارع في حيل العلاقات العامة». كما ان بترايوس علق بعد رحلة طويلة شرب فيها كثيراً من الخمر واصفاً البيت الأبيض بأنه مجموعة من الناس غير المناسبين.

ويعيد الكتاب حكاية قصة شجار وقعت بين دينيس بلير، مدير الإستخبارات القومية، ومدير طاقم البيت الأبيض السابق رام ايمانويل ومستشار الرئيس لشؤون مكافحة «الإرهاب»، جون برينان حول المخاطر «الإرهابية» على امريكا.

[**ميليشيات «سي آي إيه»*]

يكشف الكتاب عن نشاطات الإدارة الأمريكية لمكافحة «الإرهاب» في الخارج حيث يقول ان الإستخبارات الأمريكية لديها جيش سري مكون من 3 آلاف عنصر يعمل داخل افغانستان وتطلق عليه اسم «فرق الملاحقة لمكافحة الإرهاب» وهو مكون في المعظم من عناصر افغانية متخصصة لملاحقة طالبان واعتقالهم او قتلهم وكذا العمل على نيل ومساعدة رجال القبائل. وتعمل هذه العناصر بشكل قريب من الحدود مع باكستان وهي مدربة بشكل جيد ومختارة بعناية. كما تم تطوير آلية داخل وكالة الأمن القومي للتنصت السريع وتحويل عمليات التنصت الى معلومات مهمة.

ويثير الكتاب مسألة اخرى تتعلق بمزاج الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وتشخيص الإستخبارات الأمريكية لحالته المتقلبة والتي تظهر انه يعاني من مزاج متقلب وكآبة دائمة وانه يتلقى علاجاً لكن الكتاب لا يقدم تفاصيل اخرى. وكانت تقارير امريكية قد اشارت الى ان حالة كرزاي النفسية موضع قلق للأمريكيين، ففي مرة هدد البرلمان الأفغاني بانه سينضم الى طالبان.

[**رئيس يريد الخروج من افغانستان*]

وفيما يتعلق بأوباما نفسه يصفه الكاتب بالرئيس المحترف الذي يعرف عمله ويقوم بتوزيع المهام على فريقه لكنه يشعر بالضيق من مطالب الجيش ومحاولة القادة اجباره على اتخاذ مواقف لا يشعر بالراحة منها، فعندما طلبت منه وزارة الدفاع اضافة 30 الف جندي للقوات في افغانستان عادت وطلبت منه 4500 من الجنود لدعمهم لكن اوباما صرخ قائلاً «تعبت من عمل هذا». ويظهر الكتاب ان اوباما كان واعياً بأهمية إنهاء الحرب وإيجاد مخرج منها، وينقل وودورد تفاصيل ما تم في لقاءات سرية ووثائق حول الموضوع.

وعندما شعر بالإحباط من قادته قام اوباما بإملاء خطته التي حدد فيها «شروطاً» للعمل على تخفيض التورط الأمريكي في افغانستان. وبحسب وودورد فقد تجنب اوباما في لقاءاته ومذكراته للقادة الحديث عن استراتيجية نصر كما كان سلفه جورج بوش يحب التأكيد، فيما ركز اوباما على «الخطة حول تسليم المهمة والخروج من افغانستان»، ونقل عنه في اجتماع آخر قوله ان تخفيف دور الأمريكيين في افغانستان هو من «المصالح القومية».

وعليه رفض اوباما خطة الجيش الأولى بزيادة اضافة 40 الف جندي الى القوات الأمريكية حيث قال «لا اريد ان ابقى هناك عشر سنوات»، واضاف حيث كان يتحدث لغيتس ووزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون «انا لا اقوم باستراتيجية بناء دولة طويلة المدى ولست مستعداً لإنفاق تريليونات الدولارات».

ويظهر الكتاب رئيساً واثقاً من قدرة امريكا على استيعاب وهضم أية هجمات على الرغم من الخلافات داخل إدارته حول كيفية مواجهتها حيث أكد للكاتب أنها قوية وتستطيع استيعاب أي هجوم «إرهابي» مع ان إدارته ستقوم بما لديها من امكانيات لمنع وقوعه.

[**باكستان سرطان*]

والأهم في كتاب وودورد ان المسؤولين الأمنيين قدموا صورة سلبية للرئيس حالة وصوله البيت الأبيض عن باكستان التي وصفت بالشريك غير المخلص، والحليف الذي لا يريد او غير القادر على وقف العناصر المتعاونة مع «القاعدة» وطالبان داخل وكالة الإستخبارات الباكستانية. وهو الأمر الذي أدى بأوباما عام 2009 للتوصل الى نتيجة ان أي إستراتيجية لن تنجح بدون ملاحقة «القاعدة» وطالبان في ملاجئها داخل باكستان ونقل عن الرئيس قوله «علينا ان نقوم بالتوضيح للناس ان السرطان موجود في باكستان».

وعلى خلاف الكتب الثلاثة الأخيرة عن بوش لا يتطرق الكاتب الى العراق ولكنه يتطرق الى مسألة اخرى وهي ان امريكا ليست مستعدة لحرب نووية.

- [**المصدر : صحيفة «القدس العربي» اللندنية*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2181838

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2181838 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40