الأربعاء 22 أيلول (سبتمبر) 2010

نتنياهو امام الإمتحان

الأربعاء 22 أيلول (سبتمبر) 2010

يزعم مقربو بنيامين نتنياهو ان مواقفه الجديدة تقرب التسوية بين «اسرائيل» والفلسطينيين الى حد اللمس. مد يدك لتلمسها. وعبثا أنفق مقر عمل «مبادرة جنيف» مالا على لافتات شوارع واعلانات في الصحف «اريد أن أكون شريكك»، لأنه في حين يلتزم صائب عريقات وجبريل رجوب وياسر عبد ربه معنا نحن «الاسرائيليين» فهذا يعني أنه يوجد من يتحادث معه، منح نتنياهو نفسه الشريك الفلسطيني أهلية : «التاريخ يمنحنا فرصة نادرة لحسم المواجهة بين أبناء شعبنا»، توجه الى محمود عبّاس في قمة واشنطن مطلع الشهر. «يوجد متشككون كثيرون. وتوجد أسباب كثيرة للشك، لكن ليس عندي شك في أن السلام ممكن. أيها «الرئيس» عبّاس، لا نستطيع أن نمحو الماضي لكننا قادرون على تغيير المستقبل».

بالمناسبة يدل الماضي، وماضي نتنياهو خاصة ،على أنه يفضل أن تسبق اتفاقات السلام خطب السلام. قد لا يبرد ماء كثير فورة تفاؤل نتنياهو، بيد أن الأحاديث المقطوعة عن الأعمال قد تفعل بالتفاؤل حولنا ما فعله تسرب النفط بخليج المكسيك.

توج محللون خطب نتنياهو في واشنطن بأنها خطب سلام، وحظيت بالمقارنة مع خطب رابين. وتساءل بعضهم : ألم يكتبها ايتان هابر؟ كتب أري شفيت في مقالة عنوانها «سلام مختلف»، («هآرتس» 16/9/2010)، يقول إن «نتنياهو موجود اليوم عن يسار المكان الذي كان فيه رابين عندما قتل»، وانه كان لرابين «تصور سلام يختلف تماما عن ذاك الذي نسب اليه بعد أن قتل».

كان رابين رجل يسار كما كان حزب «العمل» حركة يسار. لا أكثر ولا أقل. أراد السلام وتوجه الى السلام، وما كانت توجد حاجة الى تحديث تصوره السلمي بعد القتل. فقد نجح في التوصل الى اتفاق سلام مع الأردن، وخاب أمله لـ «تكمش» الأسد، وقال لمقربيه إن التفاوض مع سورية سيستمر «في ولايتي الثانية». التوجه الحالي الذي ينسب الى رابين تفضيل تسوية مرحلية مع الفلسطينيين مدة عشرات السنين على تسوية دائمة معهم، يتصل كما يبدو بذاكرة قصيرة أو انتقائية. اتفاق اوسلو كان يرمي وافتحوا الارشيفات إلى أن يكون لخمس سنين بعد الاتفاق الذي مكن من اقامة «السلطة الفلسطينية» في أريحا وفي غزة في 4 أيار (مايو) 1994. وتقرر أن تبدأ المحادثات في التسوية الدائمة في موعد لا يتأخر عن سنتين بعد ذلك وتنتهي في أيار (مايو) 1999، واشتملت على ثلاثة مواعيد لاعادة نشر قوات الجيش «الاسرائيلي» في الضفة من جديد.

أجل، فضل رابين وبيريس معه الاستمرار على الخطوط الهيكلية التي رسمت في كامب ديفيد (بيغن، الحكم الذاتي)، وتبناها شامير في مؤتمر مدريد. وافترضا أن تأجيل القرار على جوهر التسوية الدائمة سيمنح الطرفين فرصة «لاجازة» الاجراء بين الشعبين. ربما كان هذا خطأ وربما لا. من المحقق أنه لا يوجد في ذلك برهان على أنهما رفضا انشاء دولة فلسطينية.

رأى نتنياهو اتفاق اوسلو كارثة. والتزم مرة بعد أخرى بأنه عندما يصبح رئيس الحكومة سيلغيه. عشية انتخابات 1996 وجد مستطلعوها أن أكثر الجمهور يؤيد اتفاقا مع الفلسطينيين. وآنذاك، قرب موعد الانتخابات، أعلن بأنه سيحترم اتفاق اوسلو ويستمر على المسيرة لكنه سيفعل ذلك «على طريقته». مضى في طريق معوج. زعم عشية انتخابات 99 أنه نجح في منع تطبيق الاتفاق وأسقطه. إن واجب البرهان الآن عليه.

- [**نيفا لانير | «هآرتس» | 22 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2181626

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

70 من الزوار الآن

2181626 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 70


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40