السبت 25 أيلول (سبتمبر) 2010
تمثيل هام لقيادة الإنقاذ الفتحاوي الموحدة، في أعمال المؤتمر....

أهم وقائع اللقاء التشاوري العربي حول الثوابت الفلسطينية

السبت 25 أيلول (سبتمبر) 2010

[**♦ انسحاب حمدان احتجاجاً على كلمة «فتح» .. والكوفحي يعلن (لا) لـ «حماس» إن...

♦ دعوات لتحرير الشعوب من الأنظمة التي تمالئ العدو والفيشاوي يدعو لتحرير شعبي لفلسطين

♦ عزمي بشارة يرفض الوحدة الوطنية بين المقاومين والمنسقين أمنياً مع الإحتلال

♦ أحمد عبيدات يرفض الوطن البديل ويدعو لخارطة طريق عربية فلسطينية بدلاً من خارطة الرباعية

♦ بلال الحسن : الفلسطينيون وحدهم لا يستطيعون تحرير فلسطيني.. يحتاجون لكامل الجهد العربي*]

انتهى اللقاء التشاوري العربي الذي عقدته «الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني» في العاصمة اللبنانية يومي الخميس والجمعة (23 ،24 أيلول/ سبتمبر الجاري) إلى نتائج رئيسة :

الأولى : تأييد نهج الكفاح المسلح، وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة المسلحة للإحتلال «الإسرائيلي».

الثانية : البدء في تشكيل لجان عربية لدعم الثوابت الفلسطينية.

النقاش تركز اساساً على نص المادة السادسة من الوثيقة التأسيسية للهيئة، التي تحمل عنوان «بيان فلسطين». ونص هذه المادة هو :

«يمكن تحقيق السلام بين الشعوب والأفراد عرباً وغير عرب بغض النظر عن اصولهم الطائفية وانتماءاتهم الدينية.. اسلامية ومسيحية ويهودية على العيش المشترك والإحترام المتبادل والمساواة التامة في الحقوق. هذا ممكن وهذا واجب. وهذا ما يعنيه التحرر من العنصرية الصهيوينية والإحتلال. ولكن لا يمكن تحقيق السلام مع الإحتلال، ولا يمكن تحقيق السلام مع العنصرية الصهيونية، أو مع الكولونيالية».

وهي المادة التي تشي صياغتها بأنها من وضع بشارة نفسه.

[**(لا) اسلامية لحركة «حماس»*]

المهندس بادي رفايعة، رئيس لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية الأردنية، أثار جدلاً حول هذه المادة، التي رأى فيها المشاركون محاولة للحديث عن حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية، والصراع مع «إسرائيل» والحركة الصهيونية، وكأن الخلاف مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في تركيبتها الراهنة يدور على رفض حل غير عادل تحاول انجازه، وبحث عن حل عادل، وليس على رفض أي حل وأي تفاوض مع «إسرائيل»، لأنه يعني الإعتراف بوجودها، والتسليم ببقائها.

الرفايعة اقترح عدم الموافقة على هذه المادة، لكن هذه مهمة المؤتمر التأسيسي المقبل للهيئة، وليس مهمة اللقاء التشاوري العربي.

الدكتور نبيل الكوفحي، الذي قدم نفسه كونه عضواً في جماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن، كان أشار قبل الرفايعة مباشرة إلى هذه المادة، بقوله «يوجد في الأوراق حديث عن حل عادل، وحل غير عادل.. هذا منزلق للإعتراف بـ «إسرائيل» مرفوض من قبلي».. واضاف القيادي البارز في تيار الوسط بجماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن «إذا تخلت حركة «حماس» عن شعار تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، فلا لـ «حماس»». وختم «مسك العصا من منتصفها مرفوض سواء فعلت هذا «فتح» أو «حماس». و أو

ولوحظ في المؤتمر مشاركة حمائم ووسطيو جماعة «الإخوان المسلمين» الأردنيين، دون صقورهم الذين يبدو أنهم لم يتلقوا دعوات.

وفي هذا السياق أعطيت الكلمة للفنان المصري فاروق الفيشاوي، فقال «الأصل هو تحرير فلسطين، لا تجزئة فلسطين». وطالب الفيشاوي بعدم انتظار الأنظمة العربية لتحقق تحرير فلسطين، بل أن تبادر الشعوب العربية إلى تولي انجاز هذه المهمة.

[**فلسطينيو الشتات الأوروبي*]

متدخل واحد خرج فقط عن سياق هذا الحوار كان الدكتور طارق طهبوب، وهو نقيب سابق للأطباء في الأردن، وعضو بارز في جماعة «الإخوان المسلمين» الأردنية، تحول منذ سنوات للإقامة في بريطانيا، حين طالب بتشكيل لجنة تنبثق عن المؤتمر تعنى بالشتات الفلسطيني في اوروبا، ما اعتبره بعض الحضور محاولة للحصول على تفويض من المؤتمر بتشكيل مثل هذه اللجنة، وعلى شرعية لشخصه بالقيام بهذه المهمة، على خط مواز لنضالات اتحاد الجاليات الفلسطينية في الشتات الأوروبي، الذي تأسس عبر عديد المؤتمرات، كان آخرها مؤتمر فيينا الذي عقد في آيار (مايو) 2009 وعقدت جلسته التكميلية في برشلونة قبل عدة أشهر، وكرست الدكتور راضي الشعيبي رئيساً للأمانة العامة للإتحاد، والذي يستعد حالياً لعقد مؤتمر جديد يضم الشتات الفلسطيني في الأميركتين، من المقرر أن ينعقد قريباً في العاصمة السورية. وللمفارقة، أن الدكتور الشعيبي كان مشاركاً في مؤتمر بيروت، وقد ارتفعت أصوات تعلن مشاركته في المؤتمر رداً على طهبوب، فيما ارتفعت أيد كثيرة في الصالة، تعلن أنها قادمة من الشتات الفلسطيني في اوروبا.

[**الثوابت الفلسطينية كما تراها الهيئة*]

الجدل الذي أزعج بشارة حول المادة السادسة من «الوثيقة التأسيسية» إنسحب على المؤتمر الصحفي الذي عقده عدد من قادة الهيئة صبيحة اليوم التالي (الجمعة) في مقر مؤسسة الصمود بمخيم مار الياس داخل بيروت، وتحدث فيه اساساً بلال الحسن، كونه الناطق الرسمي بإسم الهيئة، بحضور محمد الرفاعي أمين سر الهيئة، ونافذ أبو حسنة المنسق الإعلامي، وحلمي البلبيسي عضو قيادة الهيئة.

فقد طرح أحد الصحفيين سؤالاً عن المادة السادسة اياها، وتحدثها عن حل عادل وحل غير عادل، وسأل ما هو الحل العادل الذي ترونه..؟

وأضاف السائل : قال الدكتور بشارة في الجلسة الختامية في الأمس أنه لا وحدة وطنية بين من ينسقون أمنياً مع العدو، وبين من يقاومون العدو، لأن الذين ينسقون أمنياً مع العدو لم يعودوا وطنيين، لكن الهيئة تضم فتحاويين من مختلف تيارات حركة «فتح» بمن في ذلك تيار التنسيق الأمني، فكيف تفسرون ذلك..؟!

وختم السائل بالإستفسار عن الثوابت الفلسطينية كما تراها الهيئة، وهل من بينها المقاومة المسلحة، لافتاً إلى أن الرئيس السابق ياسر عرفات، كان حصر هذه الثوابت في «تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، والعودة»، دون أن يضمن هذا الشعار حق المقاومة..

الحسن، الذي أبدى ضيقاً مكتوماً، وانتقد صراحة الذين شككوا بمواقف الهيئة، وكان يعني ما حدث في الجلسة الختامية، أكد أن حق الشعب الفلسطيني في المقاومة المسلحة للإحتلال هو من بين الثوابت الفلسطينية التي تتبناها الهيئة، وأشار إلى أنه منصوص على ذلك في الميثاق الوطني الفلسطيني، ونفي أن يكون عرفات أسقط هذا الحق، قافزاً عن حقيقة أن عرفات كان عدّل الميثاق الوطني الفلسطيني في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد سنة 1996 في غزة، بحضور الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وهي الجلسة التي اصطلح فلسطينياً على وصفها بـ «همروجة غزة»، نظراً للتجاوزات العديدة التي رافقت عقدها، واعتماد تصفيق الحضور، وغالبيتهم ليسوا من اعضاء المجلس الوطني، بدلا من التصويت على القرارات التي أعلن اتخاذها.

ونفى الحسن أن تكون المادة السادسة تعني ما ذهب إليه السؤال، وقال إن الفتحاويين الأعضاء في الهيئة لا يمثلون «فتح»، وإنما اشخاصهم، والمفترض فيهم أن يكونوا ملتزمين بمواقف الهيئة.

كان لافتاً تأكيد الحسن على «الفلسطينيون وحدهم لا يستطيعون انجاز تحرير فلسطين.. إنهم يحتاجون إلى كامل الجهد العربي من أجل تحقيق هذا الهدف».

وكشف الحسن عن تحديد شهر تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل لعقد المؤتمر التأسيس للهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وذلك في العاصمة السورية دمشق، وأعلن عن تلقي قيادة الهيئة اتصالات من مشاركين مصريين فور وصولهم القاهرة، وقبل عقد المؤتمر الصحفي، أكدوا فيها بدء العمل على تأسيس هيئة الحفاظ على الثوابت الفلسطينية في مصر، وتوقع أن يحدث هذا قريباً أيضاً في الأردن، والسودان، والمغرب.

[**بشارة يدعو لإعادة بناء منظمة التحرير*]

غير أنه يظل لما قاله الدكتور عزمي بشارة في الجلسة الختامية أهمية استثنائية، فقد قال الرجل بلغة لا ينقصها الوضوح، «لا وحدة وطنية بين المقاومين والمنسقين أمنياً مع الإحتلال.. الذي ينسق أمنياً مع الإحتلال لم يعد وطنياً».

وتعرض بشارة إلى محاولات التشكيك التي ينتهجها الخط المساوم بالمقاومة من خلال القول إن أحدا لم يعد يقاوم الإحتلال، وأن الجميع في الساحة الفلسطينية أصبح ينفذ سياسة واحدة، قائلا «إن دعاة المقاومة أصبحوا لا يقاومون بسبب التنسيق الأمني الذي يجريه المساومون مع العدو».

ولاحظ بشارة أن الذين ينسقون أمنيا مع العدو لم يتورعوا عن محاولة دق اسفين طائفي بين المقاومة والناس في لبنان، من أجل اطفاء جذوة المقاومة..!، فيما يتم التنكيل بالمقاومين في فلسطين، وقال إن أول من تعرض للتنكيل في فلسطين هم مقاومو حركة «فتح»، الذين جرى اعتقالهم، وتعذيبهم في سجون السلطة.

ونفى بشارة أن تكون الهيئة تريد تشكيل منظمة تحرير بديلة، وأكد أنها تعمل على إعادة بناء منظمة التحرير القائمة.

دكتورة مصرية تحدثت في هذا الخضم بلغة حماسية صارمة، أعلنت رفض المفاوضات مع العدو بشكل مطلق، مؤكدة أن «هذه المفاوضات لا تعبر عنا».. وأضافت «نحيي المقاومين ونرفض المفاوضات.. مفاوضات جميع الأنظمة».

وختمت قائلة «نحن في حاجة إلى تحرير الشعوب من الأنظمة التي تمالئ العدو».

[**كلمة أحمد عبيدات*]

أما الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر فقد حفلت بعدد من الكلمات الإنشائية، التي قدمت عرضاً تاريخياً لجوانب من القضية الفلسطينية، لقيت انتقادات واسعة من المشاركين، كون الموقف يتطلب مناقشة اتخاذ اجراءات عملية، لا اجترار تاريخ معروف للجميع. وقد تميزت من بين هذه الكلمات، كلمة أحمد عبيدات، رئيس وزراء الأردن الأسبق، الذي ركز على امرين اساسين، اولهما رفض اقامة وطن بديل للفلسطينيين، وثانيهما الدعوة إلى وضع خارطة طريق عربية، بدلاً من خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية.

ويبدو أن اشارة عبيدات إلى رفض الوطن البديل ذات صلة بما نصت عليه «الوثيقة التأسيسية» للهيئة، التي تقول في سياق مادتها التاسعة «وليس من حق أحد أن يختزل حق العودة إلى مجرد منع التوطين».

وكان قياديون في الهيئة اجتمعوا بعدد من الوفد العربية، خاصة مع الوفدين الأردني والمصري، لم يخرج ما جرى فيهما عن النقاشات التي دارت في الجلسات المفتوحة.

[**انسحاب اسامة حمدان*]

الجلسة الإفتتاحية كان شهدت خلافاً بين حركة «حماس» وقيادة الهيئة أدى إلى انسحاب اسامة حمدان، عضو المكتب السياسي للحركة فور اعطاء كلمة لحاتم عبد القادر، مسؤول ملف القدس في حركة «فتح»..

خلفية هذا الإنسحاب تتمثل في مخالفة اعطاء كلمة لشخصية فتحاوية، على نحو مخالف لتوافق سابق بعد اعطاء كلمات للفصائل..!

وقد علم «المستقبل العربي» أن حركة «حماس» كانت طلبت أن تكون لها كلمة في الجلسة الإفتتاحية، فجاءها الرد بعدم وجود كلمات للفصائل. وتم التوافق على ذلك، بموافقة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية. ولذلك، فقد خرج حمدان من الجلسة احتجاجاً، فور اعطاء الكلمة لعبد القادر، وكان الغضب الشديد باد على وجهه.

ونقل عن حمدان قوله إن هذا مخالف للإتفاق، فضلاً عن عدم جواز حرمان المقاومة الفلسطينية من التحدث في مؤتمر فلسطيني تكون فيه كلمة للمقاومة اللبنانية، القاها الأسير المحرر سمير القنطار بإسم «حزب الله»، وأن يتحدث في ذات الجلسة ممثل للخط الفلسطيني الذي تخلى عن المقاومة..!

وكان لوحظ في المؤتمر، دون اعتراض أحد من تيارات «فتح» المتعددة، تمثيل هام لقيادة الإنقاذ الفتحاوي الموحدة، في أعمال المؤتمر، كما في قيادة الهيئة.

[**الثوابت الفلسطينية*]

وما بين الجلستين الأولى (الإفتتاحية)، والثالثة (الختامية)، تحدث منير شفيق في الجلسة الثانية عن الثوابت الفلسطينية، محدداً اياها في خمسة ثوابت رئيسة، علماً أنه هو الآخر كان يشغل موقعاً قيادياً في حركة «فتح».

الأول : تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، و«تصفية دولة الكيان الصهيوني، وهو شرط لتأمين حق العودة».

الثاني : المقاومة المسلحة، وكل اشكال المقاومة الشعبية والعسكرية النظامية حق للشعب الفلسطيني والأمة العربية.

الثالث : رفض المفاوضات والصلح والإعتراف الدبلوماسي بالكيان الصهيوني تحت أي ظرف من الظروف.

الرابع : رفض المفاوضات من حيث المبدأ، ومن حيث هي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

الخامس : رفض المفاوضات مع «إسرائيل»، وقال شفيق تحت هذا العنوان : مخطئ من يرفض المفاوضات لأنها عبثية، ذلك أن نجاح المفاوضات هو الكارثة بعينها تحل على الشعب الفلسطيني والأمة العربية.

- **المصدر : صحيفة «المستقبل العربي» الإلكترونية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2165986

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165986 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010