أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعليق مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محذرة من التداعيات والنتائج الخطيرة لسياسة التنازلات والعودة للمفاوضات في ظل الشروط الأمريكية «الإسرائيلية».
[**
*] وأعلنت في مؤتمر صحفي عقد في مدينة رام الله ظهر اليوم (الأحد) رفضها القاطع لاتفاقيات أوسلو 1993، محذرة مبكراً من نهجها المستكين ونتائجها الكارثية على القضية الفلسطينية، وعلى منظمة التحرير برنامجاً وميثاقا ومشروعاً وطنياً ونضالات مديدة.
كما وأكدت أن قرار العودة للمفاوضات المباشرة التي فشلت على مدار قرابة عقدين يمثل إمعاناً في نهج أوسلو المدمر، ويشكل خضوعاً لمستجدات الإملاءات الإمبريالية الأميركية و«الإسرائيلية» التي تستهدف تصفية الحقوق التاريخية والوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.
وقالت : إن قرار العودة للمفاوضات المباشرة يمثل تراجعاً خطيراً عن قرارات المجلس المركزي، ويشكل بطريقة إتخاذه إساءة لمنظمة التحرير وما مثلته من هوية وطنية فلسطينية كفاحية وصيغة للعمل الفلسطيني المشترك، ويقلب معادلة الاستناد للقرار الوطني في مخاطبة الآخرين.
وأوضحت الجبهة أن قرار الجبهة الشعبية بتعليق مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية، لا يعني انخراطها في أية أطر موازية أو بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية كإطار وطني جامع للشعب قائلة : الشعبية ليست فقط ضد إستخدام منظمة التحرير وتحويل مؤسساتها إلى هياكل شكلية، بل وضد التنكر لها، بإعتبارها إنجازاً وطنيا كبيراً.
كما ودعت إلى ضرورة العمل الجاد لاستعادة الوحدة الوطنية ولرسم إستراتيجية عمل سياسي ترتكز إلى التمسك بالثوابت الوطنية معلنة تمسكها بمنظمة التحرير بإعتبارها ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا في كافة أماكن تواجده.
وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الدكتور ماهر الطاهر في مقابلة فضائية «الجزيرة» معه «الآن القرار أخذ وقته للإعلان نتيجة الوضع التنظيمي المعقد ولكنه صدر عن اللجنة المركزية للمكتب السياسي للجبهة بالإجماع ولا علاقة له على الإطلاق بخبر اجتماعات «حماس» ووفد «فتح - دايتون»» في دمشق أمس.
كما دعا ماهر الطاهر إلى التوقف عن النهج المدمر الذي سار خلال عقدين من الزمن مع الإصرار العجيب على مواصلته رغم ثبوت فشله المدوي واستبداله بنهج الوحدة الوطنية القائمة على أساس برنامج كفاحي شامل لا يستثني الكفاح المسلح والمقاومة.