الأحد 26 أيلول (سبتمبر) 2010

لا مبادرة طيبة بدون مقابل

الأحد 26 أيلول (سبتمبر) 2010

حرصت «اسرائيل» على مدى عشرة اشهر على احترام التزامها بتجميد البناء في «يهودا والسامرة». ومع نهايته في منتصف هذه الليلة تبين أنه من زاوية نظر الفلسطينيين والامريكيين السلوك «الاسرائيلي» مهم كأهمية قشرة الثوم. لم يسجل حتى ولا بارقة نقطة استحقاق.

منذ البداية مسألة التجميد وضعت بنيامين نتنياهو في موقف دون. واشنطن لم تطلب ذلك من حكومة ايهود اولمرت عندما أدار مفاوضات مع ابو مازن في ظل استمرار البناء. ولكن نتنياهو ابتلع القرص المرير وحقق اجماعاً ائتلافياً على التجميد، والآن لا يمكنه أن يستجيب لطلب باراك اوباما التمديد بثلاثة اشهر هكذا، دون مقابل.

صحيح انه كان أكثر راحة وسهولة الاستجابة لطلب الصديق الكبير من الولايات المتحدة. في «اسرائيل» ايضاً انطلقت اصوات تدعو نتنياهو لأن «يكون رجلاً» فيمدد التجميد. لو كان الامر ممكناً لاقترحت عليه منح الاسرة الدولية والفلسطينيين تمديداً آخر. لا يوجد فارق مبدئي بين عشرة اشهر و ثلاثة عشر شهراً.

ولكن الامر متعذر. ليس فقط لأن مثل هذه الخطوة كانت ستحدث هزة أرضية في الائتلاف وصرخات انكسار في «الليكود» وفي اوساط المستوطنين، بل وايضاً لانها كانت ستعطي اشارة الى كل العالم بان نتنياهو غير قادر على الاصرار على موقفه. ولا حتى في موضوع تعهد به بلسانه على الملأ.

موافقة احادية الجانب اخرى على تمديد التجميد ستثقل على نتنياهو في أن يحصل في المستقبل على مقابل لتنازلاته في المواضيع الجوهرية للحدود والاعتراف بـ «اسرائيل» كـ «دولة يهودية». الخصم سيفترض بانه لا يصر على اقواله ومن المجدي مواصلة الضغط عليه.

الامريكيون معنيون بمدة تسعين يوم تجميد اخرى؟ يحتمل. ولكن «اسرائيل» لا يمكنها أن تكرر بادرة احادية الجانب، لا يوجد الى جانبها مقابل. أي مقابل؟ في الولايات المتحدة عمل ايهود باراك واسحق مولكو على التفاصيل. اقترحا حل وسط وحل وسط آخر، صيغة وصيغة اخرى. ماذا كانت هذه؟ مثلاً، ان يوافق ابو مازن على ان يدخل التجميد حيز التنفيذ بعد ستة اشهر. امكانية اخرى : صحيح ان «اسرائيل» لم تطلب شيئاً مقابل العشرة اشهر من التجميد، ولكنها تطالب الآن بتعهد خطي من واشنطن ومن رام الله بانه اذا ما مدد التجميد لثلاثة اشهر اخرى سيوافق ابو مازن على التوقف عن مطالباته اذا لم تتحقق في 26 كانون الاول (ديسمبر) مسودة اتفاق سلام.

أمس، اجتمع نتنياهو مع نفسه وامتنع عن اتخاذ موقف. في الولايات المتحدة عمل المبعوثون «الاسرائيليون» على التفاصيل. ثار تخوف كبير من امكانية مواجهة خفية مع الولايات المتحدة، لا أن يغضب اوباما على «اسرائيل» قبل الانتخابات للكونغرس في بداية تشرين الثاني (نوفمبر)، ولكن أن يقف جانباً عندما يهاجمها الاوروبيون ويشددون الحصار على القدس.

التجربة تفيد بانه لا تزال هناك امكانية لتسوية في اللحظة الاخيرة. هذا شد أعصاب تقليدي، وشد كلاسيكي للحبل. ولكن ليس بالضرورة. لانقاذ المفاوضات هناك حاجة الى تدخل فوق بشري، ذي صوت يأتي من السماء. خسارة، ولكن يحتمل الا يكون هنالك مفر من قول كلمة (لا) للصديق الامريكي وبالعبرية، وليس فقط بالانكليزية.

- [**دان مرغليت | «إسرائيل اليوم» | 26 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165247

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2165247 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010