الاثنين 27 أيلول (سبتمبر) 2010

المفاوضات.. ما رغبتم في معرفته ولم تتجرأوا على سؤاله

الاثنين 27 أيلول (سبتمبر) 2010


- هل ستحل مسألة تجميد الاستيطان؟

♦ لا. الحل الوحيد سيتوفر عندما تتقرر، أخيراً، حدود بين «اسرائيل» وفلسطين. حتى ذلك الحين ستستمر عملية انزال الايدي انطلاقا من الامل في أن يكتفي الائتلاف اليميني بالنهاية الرسمية للتجميد، بينما القيادة الفلسطينية ستكتفي في أن يكون البناء في المناطق متواضعا. هذه صيغة مؤكدة للجدالات والخلافات.

- ما هو سليم عمله الان؟

♦ استغلال الاستعداد الامريكي لتوظيف زمن وطاقة في حل النزاع، وايجاد ثلاث قنوات مفاوضات متوازية تمهيدا لاتفاق دائم : مع (م.ت.ف)، مع سورية ومع لبنان، لضمان التطبيق الكامل للمبادرة العربية (التي تعني، ضمن امور اخرى، سفارات للدول العربية والدول الاسلامية في القدس، عاصمة «اسرائيل»)، وضمان تمويل دولي لتحقيق الاتفاقات، وضمانات أمريكية لأمننا.

- ماذا كفيل أن يحصل في الواقع؟

♦ في ضوء الفارق بين مواقف الحكومة ومواقف الحد الادنى الفلسطينية لن يكون ممكنا الوصول الى تسوية دائمة، بل الى تسوية جزئية، في اطارها تقام دولة فلسطينية على معظم مناطق الضفة. اتفاق كامل مع سورية ممكن على خلفية الحوار الذي جرى بين حكومة نتنياهو الاولى وبين الاسد الاب. في نهاية التسعينيات أعرب نتنياهو عن استعداده للتنازل الكامل عن هضبة الجولان (نتنياهو ينفي ذلك ويدعي بانه وافق فقط على انسحاب حتى خط الجروف. دنيس روس يصر على أن تعهدا كاملا اعطاه مبعوث نتنياهو).

- على ماذا يمكن للسوريين ان يوافقوا؟

♦ اتفاق مع السوريين كاد يتحقق في محادثات شيبردستاون في العام 2000، التي شارك فيها كلينتون، ايهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع. في نهاية المطاف الاستطلاعات التي رآها باراك، ولم تظهر فيها اغلبية لانسحاب من الجولان، دفعته الى عدم استنفاد الفرصة (وهو ينفي ان هذا كان السبب. كلينتون قال انه سمع ذلك على لسانه). السوريون أعربوا في حينه عن استعداد لان تجرد هضبة الجولان التي ستعود الى سورية، لعلاقات دبلوماسية كاملة، ترتيبات امنية، وتوزيع متفق عليه للمياه. كل هذا يبنى على موافقة «اسرائيلية» للانسحاب الى الخط الذي وجد فيه الطرفان نفسيهما عشية حرب الايام الستة.

- هل الفلسطينيون يفضلون المحادثات معهم فقط أم مظلة أوسع في اطارها تجرى مباحثات في قنوات اخرى؟

♦ علناً سيؤيد الفلسطينيون القنوات المتوازية. عمليا، فانهم يفضلون الحصرية، انطلاقا من التخوف بان التنازلات ستعطى للسوريين، وعندها الضغط عليهم سيكون أكبر للمساومة مع «اسرائيل».

- هل سيعترف الفلسطينيون بـ «اسرائيل» كـ «دولة يهودية»؟

♦ نعم، كجزء من الاتفاق الدائم. هذا مطلب «اسرائيلي» منطقي. فبعد كل شيء يدور الحديث عن تطبيق قرار الامم المتحدة في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947. الصيغة لذلك اتفق عليها في مبادرة جنيف : «هذا الاتفاق يشير الى الاعتراف بحق الشعب اليهودي في دولة والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولة، دون المساس بالحقوق المتساوية لمواطني الطرفين».

- هل سيوافق الفلسطينيون على تجريد دولتهم؟

♦ سيوافقون على دولة غير مسلحة، توجد فيها شرطة قوية لحماية القانون والنظام. فلم يطرح في أي مفاوضات رسمية أو غير رسمية من جانبهم مطلب اقامة جيش.

- هل سيصر الفلسطينيون على عودتنا الى حدود 1967؟

♦ في حجم الارض ـ نعم. في مكان الحدود ـ لا. فهم مستعدون لان توجد بعض من الكتل الاستيطانية (ليس ارئيل التي في قلب السامرة) تحت سيادة «اسرائيلية»، وبالمقابل تحصل الدولة الفلسطينية على أرض مماثلة في حجمها (نحو 3 في المئة) من «اسرائيل» السيادية.

- هل سيتنازل الفلسطينيون عن حق العودة؟

♦ مثل هذا التنازل سيكون نتيجة التسوية الدائمة، ولكن لن يكون اعلان عن ذلك. فقد قبل الفلسطينيون اقتراح كلينتون لحل كامل لمشكلة اللاجئين حيث أن جوهر الحل هو استيعابهم في الدولة الفلسطينية التي ستقوم ومنح تعويضات مالية. قرار «اسرائيل» في استيعاب رمزي للفلسطينيين سيكون خاضعا لاعتباراتها.

- هل سيصر الفلسطينيون على سيادة في القدس؟

♦ نعم. عاصمتهم ستتضمن الاحياء العربية في شرقي القدس، الحي الاسلامي، المسيحي، ومعظم الحي الارمني والحرم. وستكون لـ «اسرائيل» سيادة على القدس الغربية، على الاحياء اليهودية في شرقي المدينة، على الحي اليهودي وعلى قسم من الحي الارمني، وعلى المبكى.

- هل سيكون ممكنا قبول ادعاء عبّاس بان اتفاقاً دائماً مع «اسرائيل» سيطرح على استفتاء شعبي ويلزم «حماس» ايضا؟

♦ رسميا نعم، أم عمليا لا. «حماس» ستحاول عرقلة كل اتفاق او استفتاء شعبي. وعليه، حتى لو توصلنا الى اتفاق دائم، سيتعين على قسم هام منه ان ينتظر اياما افضل.

- ما هي المفاجأة التي يعدنا بها نتنياهو؟

♦ نتنياهو يعرف انه في اللحظة التي يعرض فيها مواقفه الاولية في المفاوضات، سيوجد في الاقلية حيال كل العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، في الوقت الذي تقبل فيه اغلبية هائلة من العالم مواقف عبّاس.

هذا هو السبب في أنه حتى في المحادثات المغلقة مع اوباما لم يعرض حلولا محددة، بل استعداداً مبدئياص لقطع شوط طويل.

مواقف نتنياهو في 2010 تذكر جدا مواقف المعراخ في السبعينيات : استعداد لحل وسط اقليمي، ابقاء غور الاردن في يد «اسرائيل»، ضمان سيادة «اسرائيل» في القدس، عرض موضوع اللاجئين كموضوع غير ذي صلة بـ «اسرائيل»، ووعد بأن يبقى أمن الضفة في يد «اسرائيل». هذه المواقف لم تجلب المعراخ الى أي مكان ولن تجلبنا ايضا الى تسوية دائمة.

كي لا يطرح مواقف لن يمنحها أحد الاسناد، يفضل نتنياهو الحديث بشكل عمومي عن تفهمه للحاجة الى التنازلات، ووضع حافة عالية أمام المرحلة التي يتعين فيها عليه أن يعرض مواقف واضحة.

هكذا تمسك بشعار «اذا اعطوا ـ فسيأخذون» في ولايته الاولى، وهكذا يطرح الان مطلب الاعتراف بـ «دولة يهودية» وكأن هذا هو الامر الاهم في المفاوضات. اذا فاجأ نتنياهو، فانه سيفاجىء نفسه ايضا. ليس لديه خطة لحل «من خارج العلبة» للنزاع، واذا ما فاجأ ـ فسيكون هذا الاستعداد لتبني مواقف معسكر السلام.

هل سيكون مستعدا لان يعترف، مثل سلفه، اولمرت بانه اخطأ على مدى عشرات السنين وان السبيل الوحيد لتجسيد الصهيونية هو سبيل رابين ـ بيريس ـ باراك ـ كلينتون ـ جنيف؟

من الصعب التصديق. وعليه يخيل أن الاتفاق الجزئي سيكون عمليا أكثر من ناحيته.

هو نفسه، مثل عبّاس، يفضل تسوية دائمة، لانه يتطلع، وعن حق، الى انهاء النزاع ونهاية مطالب الطرفين، ولكن من أجل الحصول على هذا سيتعين عليه أن يدفع ثمنا غير مستعد لأن يدفعه.

- [**يوسي بيلين | «إسرائيل اليوم» | 27 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2178939

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2178939 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40