الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010
نتنياهو يستخف بالمفاوضات ... وعبّاس يحيل الأمر إلى المتابعة العربية

حملة الاستيطان تتصاعد ... وتغيّر معالم الضفة الغربية المحتلة

الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

صعّد المستوطنون اليهود، أمس، حملة مكثفة للبناء على امتداد الضفة الغربية المحتلة، في محاولة واضحة لتغيير الوقائع على الأرض، مدعومين بضوء اخضر ثلاثي، الاول تمثل في دعم حكومي مباشر للاستيطان، وثانيهما أميركي، تبدى في إبداء واشنطن «خيبة أملها» من عدم تمديد قرار التجميد ومحاولة إيجاد «حل وسط» لمقايضة تمديد هذا القرار بترتيبات أمنية والاعتراف بـ «يهودية إسرائيل»، وثالثهما فلسطيني عبّر عنه إحجام «رئيس» السلطة محمود عبّاس عن اتخاذ موقف حاسم من الاستمرار في المفاوضات المباشرة واحالة الامر على لجنة المتابعة العربية التي ستنعقد في القاهرة في مطلع الأسبوع المقبل.

وشرع المستوطنون في بناء عشرات الوحدات في مختلف انحاء الضفة الغربية المحتلة بدعم من أعضاء «الكنيست» والحكومة «الإسرائيليين»، في وقت فضلت «السلطة الفلسطينية» عدم الالتزام بموقفها السابق بالخروج من المفاوضات المباشرة، في ما بدا استجابة لرغبة الإدارة الأميركية، التي ستوفد مبعوثها الخاص إلى «الشرق الأوسط» جورج ميتشل مجدداً إلى المنطقة بهدف التوصل إلى حل وسط لإنقاذ عملية التفاوض.

وذكرت صحيفة «هآرتس» الصهيونية أن المستوطنين بدأوا العمل لبناء عشرات الوحدات السكنية في مستوطنات «أرييل» و«رفافاه» و«ياكير» و«كوخاف هشاحار»، مشيرة إلى أن التقديرات تفيد بأنّ هناك ألفي وحدة استيطانية جاهزة للبدء ببنائها. وبحسب وسائل الإعلام «الإسرائيلية»، فإنّ المستوطنين بدأوا استعداداتهم لبناء 34 وحدة سكنية على مدخل مستوطنة «كريات أربع»، بالإضافة إلى 90 وحدة أخرى في مستوطنة «كيدوميم».

وكان مستوطنو الخليل وضعوا مساء أمس الحجر الأساس لبناء روضة للأطفال في قلب البلدة القديمة من المدينة الخليل في جوار البؤرة الاستيطانية «أبراهام أفينو»، فيما يتوقع أن يتم وضع الحجر الأساس، اليوم، لبناء حي استيطاني جديد في مستوطنة «بيت حجاي». كما بدأ المستوطنون العمل على توسيع مستوطنة «يتسهار» جنوبي مدينة نابلس، فيما أقدم مستوطنو «أفرات» على تجريف الأراضي المحيطة بمستوطنتهم تمهيداً لبناء عشرات الوحدات السكنية.

ولم يقتصر استئناف البناء على المستوطنين، بل لقي دعم عدد كبير من أعضاء «الكنيست» والحكومة. فقد أوعز وزير المواصلات «الإسرائيلي» إسرائيل كاتس إلى المسؤولين في وزارته بشق طريق جديدة بين مستوطنة «كريات أربع» ومدينة الخليل، فيما قال وزير العلوم والتكنولوجيا «الإسرائيلي» دانيال هركوفيتش، خلال احتفال أقيم في مستوطنة «يكير» : «نحن نودع تجميد الاستيطان، وحان الوقت للعمل والبدء بالبناء بشكل مكثف».

واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية أنّ مغزى الرسالتين اللتين وجههما رئيس الحكومة «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو لكل من المستوطنين و«الرئيس» الفلسطيني محمود عبّاس كان واضحا، ويعني أنه «يمكن مباشرة البناء فورا».

وكان نتنياهو اكتفى بدعوة المستوطنين إلى التحلي بـ «ضبط النفس وروح المسؤولية» بعد انتهاء قرار التجميد، مطالباً وزراءه بإبداء التحفظ في مواقفهم لتجنب تحميل «إسرائيل» مسؤولية نسف المفاوضات. كما دعا نتنياهو عبّاس إلى أن «يواصل المفاوضات الجيدة والنزيهة التي أطلقناها للتو، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين شعبينا».

وذكرت «يديعوت» أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو رفض اقتراحاً أميركياً بتمديد قرار التجميد في مقابل ضمانات مكتوبة وتعويضات أمنية.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي أنّ واشنطن تشعر بخيبة أمل من قرار «إسرائيل» عدم تمديد وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، لكنه أوضح أنّ الإدارة الأميركية ستواصل جهودها لحل هذه المشكلة، مشيراً إلى أنّ المبعوث الأميركي الخاص إلى «الشرق الأوسط» جورج ميتشل سيتوجه مجدداً إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة لإيجاد مخرج يحول دون انهيار المفاوضات. وأشاد كراولي بـ «ضبط النفس» الذي أظهره عبّاس بعد انتهاء فترة التجميد، معرباً عن أمله في أن تستمر الجامعة العربية في دعم المفاوضات.

وكانت صحيفة «هآرتس» الصهيونية ذكرت أنّ الجانبين «الفلسطيني» و«الإسرائيلي» واصلا محادثاتهما في نيويورك ممثلين في رئيسي وفدي التفاوض اسحق مولخو وصائب عريقات بحضور مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على سير المفاوضات أنّ «الفلسطينيين مستعدون للتخلي عن مطلبهم بتجميد البناء الاستيطاني بشكل كامل إذا وافق نتنياهو على مناقشة قضية حدود العام 1967 ومسألة مقايضة الأراضي».

وبحسب «هآرتس» فإنّ نتنياهو تحدث هاتفيا مرتين مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث أكد لهم أنه «يبذل جهودا للحفاظ على استمرار المحادثات مع الفلسطينيين»، حيث أبلغهم بأنّ ««إسرائيل» مستعدة للإبقاء على الاتصالات المستمرة مع «الفلسطينيين» على مدى الأيام المقبلة للتوصل إلى وسيلة للمضي قدما في المفاوضات».

من جهتها، أشارت صحيفة «معاريف» الصهيونية إلى أنّ وزير الدفاع ايهود باراك بحث مع الإدارة الأميركية إمكان تجميد البناء فعليا في مقابل دعم أميركي لمطالب «إسرائيلية» وخصوصا اعتراف الفلسطينيين بـ «إسرائيل» (دولة للشعب اليهودي) وموافقتهم على ضمانات أمنية لحدودها الشرقية.

أما صحيفة «جيروزاليم بوست» الصهيونية فلفتت إلى أنّ الجانبين الفلسطيني و«الإسرائيلي» اتفقا على مواصلة المفاوضات لأسبوع إضافي بهدف إيجاد صيغة «حل وسط» في موضوع الاستيطان. وأضافت أن عبّاس وافق على إعطاء مهلة لا تتجاوز الأسبوع قبل إعلان موقفه حول المفاوضات بعد انعقاد لجنة المتابعة العربية في القاهرة. وأضافت انّ «فكرة شراء المزيد من الوقت للتفاوض ظهرت في اجتماعات متعددة عقدها ميتشل خلال اليومين الماضيين مع عباس وباراك خلال وجودهما في نيويورك».

وأعلن عبّاس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الإليزيه أمس، انه لن يتخذ قرار العودة رسميا إلى المفاوضات مع «الإسرائيليين» قبل اجتماع لجنة المتابعة العربية في 4 تشرين الأول المقبل، وقبل دراسة الأوضاع «دراسة متأنية مع قياداتنا في منظمة التحرير الفلسطينية، كي نقرر رد فعل سريعا». واقترح عبّاس على «الإسرائيليين» تجميداً جديداً للبناء لفترة ثلاثة إلى أربعة أشهر، مكرراً أنّه سيكون من الصعب الاستمرار في المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان.

من جهته، قال ساركوزي انه «حصل على موافقة من نتنياهو لحضور اجتماع في باريس نهاية الشهر المقبل، إلى جانب الرئيسين حسني مبارك ومحمود عبّاس، الذي وافق على الاقتراح». ورغم أن ساركوزي لم يحدد أي جدول اعمال لاجتماع سيدور بعيدا عن واشنطن إلا أنه سيكون مرتبطا بقمة الاتحاد من أجل المتوسط، التي ستعقد في 23 تشرين الثاني المقبل في برشلونة.

وفي نيويورك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن خيبة أمله لعدم اتخاذ الحكومة «الإسرائيلية» قرارا بتمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وجدد التأكيد أنّ «النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، غير شرعي وفقا للقانون الدولي»، داعياً «إسرائيل» إلى «تنفيذ تعهداتها الواردة في خريطة الطريق».

من جهته، قال وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو ان قرار «إسرائيل» عدم تمديد تجميد الاستيطان يعكس عدم وجود نية حقيقية لديها للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين. وشدد داود أوغلو على أنه «من أجل مواصلة هذه المفاوضات يجب على الجميع أن يظهر النيات الحسنة والرغبة السياسية»، معرباً عن أمله أن «تقوم «إسرائيل» بتمديد تجميد الاستيطان، وأن تظهر النية الحسنة والاستعداد للقبول بدولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود العام 1967».

بدورها، قالت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إنها تشعر بـ «الأسف»لانتهاء قرار تجميد الاستيطان، فيما أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن «خيبة أمل كبيرة»، داعيا نتنياهو إلى «إثبات روح قيادية لمعالجة هذه المشكلة ليتمكن الأطراف من التركيز على التحديات الفعلية المقبلة».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2178195

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178195 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40