الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

المستوطنات : لماذا اعارضها جداً؟

الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

نجاح الصهيونية في القرن العشرين كان في تحويل الشعب اليهودي من شعب غير معترف به كشعب في قانون الشعوب الى شعب حظي باعتراف دولي، كشعب له الحق في وطن قومي في بلاد «اسرائيل». بعد ذلك نجحت الصهيونية في أن تحظى باعتراف من قانون الشعوب في حق الوطن القومي في الارتقاء درجة ليكون دولة حقيقية.

لقد حظيت الصهيونية بهذا الانجاز بفضل نشاط سياسي بدأ في مساعي هيرتسل لان يستقبل لدى القيصر الالماني والسلطان التركي كممثل شرعي لذاك القسم من الشعب اليهودي الذي يتطلع الى اقامة «دولة اليهود» في بلاد «اسرائيل». حاييم وايزمن ودافيد بن غوريون واصلا السياسة الصهيونية التي رسمها هيرتسل. ولم يكفا عن مساعيهما لنيل الاعتراف من الحكومة البريطانية في حق الشعب اليهودي في وطن قومي في بلاد «اسرائيل».

هذا المسعى تتوج أخيرا بنجاح لان الصهيونية السياسية لم تسلم بعد ذلك الحين بوضع الشعب اليهودي كشعب وحده يسكن ولا يراعي الاغيار، وهؤلاء لن يراعوه ايضا.

الصهيونية السياسية، في قشرة الجوز، هي التطلع لنيل مراعاة أمم العالم لليهود كشعب، وذلك كنتيجة لمراعاة الشعب اليهودي لامم العالم كمن يعترفوا بحقه في الاستقلال السياسي في وطنه، بلاد «اسرائيل».

مع تحقيق الاعتراف بالحق في وطن قومي صعدت الصهيونية نشاطاتها لبناء حاضرة يهودية جديدة في بلاد «اسرائيل». وعندما نالت الحاضرة اعتراف الامم في حقها في الاستقلال السياسي، اتيحت اقامة دولة «اسرائيل». هذه الدولة ما كانت لتقوم لو واصل اليهود العيش كشعب وحده يسكن ولا يراعي الاغيار.

غداة قرار الامم المتحدة تقسيم البلاد بين الشعبين اللذين يعيشان فيها، كان العرب بالذات هم الذين تصرفوا كشعب وحده يسكن ولا يراعي الاغيار. فقد اعلنوا الحرب على الحاضرة العبرية وعلى قرار الامم المتحدة. النتيجة معروفة. عندما خسروا الحرب اضطر عرب بلاد «اسرائيل» الى الوقوف امام الحقيقة في أن من لا يعترف بقانون الشعوب، يدفع الثمن. وكان الثمن أن معظم امم العالم اعترفت بـ «اسرائيل» في الحدود التي كانت نتيجة حرب الـ 1948، حدود واسعة اكثر بكثير من حدود قرار التقسيم الذي ثار العرب عليه.

[**♦♦♦♦*]

لـ 19 سنة عاشت «اسرائيل» في نطاق الحدود التي حظيت بها في الحرب، في ظل اعتراف امم العالم التي قبلت قانونها. في 1967، في اعقاب الانتصار في حرب الايام الستة، بدأت «اسرائيل» تتصرف وكأنها وحدها في العالم، وقانون الشعوب الذي يمنع توطين السكان المحتلين في الارض الاقليمية المحتلة لا يلزمها على الاطلاق.

من أجل العيش وحيدا في العالم ينبغي تطوير ايديولوجيا تتنكر لواقع العالم. هكذا اصبحت الصهيونية السياسية صهيونية مسيحانية أعادت الشعب الى مفهوم الغيتوات لشعب وحده يسكن ولا يراعي الاغيار.

وبدأت امم العالم ترد بناء على ذلك. شعب لا يراعي قانون الشعوب، يكف قانون الشعوب عن مراعاته.

دولة تستخف بالقانون الدولي وتجند المحللين المكلفين بحيث يفسرون لها القانون كما تشاء، تجد نفسها خارج القانون.

وعليه، يمكن القول ان الشعب في «اسرائيل» لا ينقسم الى يمين ويسار. فهو ينقسم بين اولئك الذين يعيدوننا الى وضع ما قبل الصهيونية لشعب وحده يسكن ولا يراعي الاغيار، وبين اولئك الذين هم مخلصون للصهيونية السياسية التي تعتقد انه يجب الكف عن أن نكون شعبا وحده يسكن.

[**♦♦♦♦*]

هذا هو الوضع الذي تجرنا اليه اليوم الصهيونية المسيحانية الاستيطانية الصهيونية هي النقيض والعدو اللدود للصهيونية السياسية التي أدت الى اقامة دولة «اسرائيل».

الصهيونية المسيحانية الاستيطانية تستخف بالقانون الدولي. هذه الصهيونية هي في واقع الامر ما بعد الصهيونية تعرض للخطر مستقبل واستمرار وجود «اسرائيل».

من يعيش ويتصرف وكأنه وحده في العالم، نهايته ان العالم يدير له ظهر المجن ويتركه لمصيره.

- [**يهوشع سوبول | «إسرائيل اليوم» | 28 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2180699

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2180699 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40