الأحد 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

قرار المفاوضات

الأحد 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 par حسام كنفاني

ماذا سيقرر العرب في اجتماعهم الأربعاء؟ سؤال جوهري، ستكون الإجابة عليه مفصلية في تحديد وجهة الأحداث في المنطقة كلها، وليس في الأراضي الفلسطينية فقط. وعلى هذا الأساس فإن معطيات الإجابة ستأخذ في الاعتبار التداعيات الكبيرة لأي قرار على المستوى العربي أو الفلسطيني لجهة وقف الممفاوضات أو الاستمرار بها.

وجهة القرار العربي لم تتحدد بعد، وإن كانت بعض الأطراف بدأت تعطي إيحاءات لتغليب كفّة على أخرى. لكن القرار الفلسطيني سيؤدي دوراً حاسماً في هذا المجال. ماذا يريد الفلسطينيون؟ من المؤكّد أن «الرئيس» الفلسطيني محمود عبّاس يعيش حالة من الصراع الداخلي بين رغبته في الاستمرار في التفاوض، والحرج الذي يجد نفسه فيه لجهة عدم قدرته على تحقيق مطالبه بوقف الاستيطان، ولا سيما أن المطلب ليس فلسطينياً فحسب، بل هو أمريكي أوروبي أيضاً، وبالتالي فإن «السلطة» لا تستطيع النزول تحت هذا السقف باعتبارها صاحبة القضية.

على هذا الأساس فإن «السلطة» ستكون بانتظار أي حل وسط ممكن للخروج من المأزق، ولا سيما أنها لا تملك أي خيارات بديلة في ظل رفض أي تحرّك على الأرض طالما أن «المفاوضات هي الطريق الوحيد». وحتى إن كانت هناك نية للتوجه إلى مجلس الأمن، فإن مقومات الإجهاض ظاهرة من دون كثير بحث أو تمحيص. هل سيقوم الأمريكيون بتجنب الوقوف إلى جانب «الإسرائيليين»؟ كثيرون يظنون أن بوادر أزمة تلوح في أفق العلاقات بين واشنطن و«تل أبيب»، وخصوصاً إذا فشل جورج ميتشل في إقناع نتنياهو بالحلول الوسط، وبالتالي يظنون أن الإدارة الأمريكية قد تعاقب «إسرائيل» بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين. مثل هذه الآمال سبق تجريبها، وأثبتت فشلها، وخصوصاً أن عوامل التحكم بالسياسة الأمريكية لا تقتصر على الرئيس الأمريكي وإدارته وخططها وأزماتها، بل هناك مصالح أساسية داخلية لا يمكن أن تحيّد الأمريكيين عن الخط «الإسرائيلي». ربما من الأجدر النظر إلى التصويت الأمريكي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد المشروع العربي في شأن النووي «الإسرائيلي»، أو التصويت في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضد التحقيق بالجريمة بحق «أسطول الحرية».

تصويتان لا بد أن يكونا في أذهان العرب والفلسطينيين قبل اتخاذ قرار، والتحضير لبديل جدي وفعلي قبل التصويت ضد المضي في المفاوضات، وهو تصويت لن يحصل في الغالب. العرب والفلسطينيون سيمضون في التفاوض، مع تغطيات ومهل وشروط لن تؤثر في قرار الـ «نعم». وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط كان واضحاً جداً «على الطرف الفلسطيني التمسك باستمرار المفاوضات».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 58 / 2178090

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178090 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40