الثلاثاء 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

اهمية العرض الامريكي

الثلاثاء 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

أمس قال لي وزير ذو خبرة انه لا يجد معنى في عرض باراك اوباما وبموجبه ستؤيد الولايات المتحدة مرابطة جنود «اسرائيليين» على نهر الاردن. فقد ادعى انه اذا قبلت «اسرائيل» هذا العرض، فانها تكون قد تنازلت عن غور الاردن منذ الان. حتى قبل ان تبدأ المفاوضات.

هذا ليس صحيحا. التعهد الامريكي لا يترافق وموافقة مقابلة من «اسرائيل» للتخلي عن «فصائل» و«أرغمان». هذا تعهد أساسي بأن الولايات المتحدة تفهم بان الجيش «الاسرائيلي» ملزم بالبقاء على النهر كي يمنع انتظاما «للارهاب» ونقلا للوسائل القتالية من الضفة الشرقية الى الضفة الغربية. ما الضير في ذلك؟

يمكن الادعاء بان الادارة الامريكية لن تحترم بالضرورة التزاماتها التي تعطى الان في ظروف الضائقة السياسية، حين يكون اوباما بحاجة الى الهدوء قبل الانتخابات لمجلس الشيوخ ولمجلس النواب في بداية تشرين الثاني (نوفمبر). يحتمل، ولكن التجربة تفيد بان الادارات الامريكية تحترم التعهدات التي قطعتها لـ «اسرائيل».

صحيح أنه توجد استثناءات. والدليل هو أن اوباما لم يقبل بتعهدات جورج دبليو بوش بالاعتراف عمليا بالكتل الاستيطانية. وهذا مزعج.

وعليه، فان بنيامين نتنياهو يحسن صنعا اذا ما طرح في اثناء المفاوضات مع جورج ميتشل بان تعترف ادارة اوباما بكل تعهدات الادارات السابقة. مثل هذا التواصل متبع في الانظمة الديمقراطية. مرة اخرى، يمكن القول انه من عموم النعم يمكن أن نسمع لا، بمعنى استناد «اسرائيل» الى التعهد بالاعتراف بالكتل الاستيطانية يوضح بان امريكا تسعى الى محو كل مستوطنة تتجاوزها.

فقط أنها بالفعل تعلن عن ذلك وفي هذا الموضوع يجري نقاش دولي، بينما مجرد الاعتراف الامريكي بالكتل الاستيطانية قد لا يكون كافيا لحكومة برئاسة «الليكود»، ولكنه اكثر مما اعتزمت واشنطن اعطاءه منذ البداية.

فلماذا، إذن، أيدت قبل نحو اسبوع قرار نتنياهو عدم استئناف تجميد البناء في المستوطنات؟ لأن اشهر التجميد العشرة كانت بادرة طيبة احادية الجانب من «اسرائيل». بإرادتها منحت وبإرادتها أخذت. ولو لم تفعل ذلك لفقد نتنياهو مصداقيته في نظر كل العالم.

اما الان فجاء عرض امريكي مع مقابل مليء بالخير، يتضمن تعهداً بعدم المطالبة بتجميد ثالث وباستخدام الفيتو في الامم المتحدة على اقامة دولة فلسطينية من جانب واحد. في بواطن القلب يعرف كل «اسرائيلي» بان هذا اكثر مما كان ممكنا توقعه في اثناء اتصالات ايهود باراك واسحق مولكو في نيويورك.

في علاقات القوى القائمة في الساحة الدولية يدور الحديث عن انجاز، عن عرض مناسب. في نهاية المطاف ليست لـ «اسرائيل» مصلحة في أن يكون الرئيس الامريكي دوما السد الاخير والاسوأ من ذلك، الوحيد الذي يصد الضغط الدولي للجامعة العربية واوروبا. هذا ايضا اعتبار.

كنت سأقبل العرض كما هو. فما بالك وان السيناريو البديل هو أن تضطر واشنطن الى شراء موافقة صامتة من الفلسطينيين بتعهدات غير مسبوقة تعطى لابو مازن؟

ماذا مثلا؟ تعهد أمريكي بان تؤيد الولايات المتحدة عودة الوضع الى سابق عهده كما كان سائدا في 1967، أي من دون تبادل للاراضي في حالة تحقيق اتفاق «اسرائيلي» فلسطيني وهذا يعرض، أزمة مع العالم حتى على مستقبل رمات اشكول وبسغات زئيف.

قبل أن يحسم وزراء «اسرائيل» هذه المسألة، من المجدي ان يرجعوا لقراءة قصيدة روديارد كيبلنغ، «اذا». الشجاعة ليست طريقا وحيد الاتجاه.

- [**دان مرغليت | «اسرائيل اليوم» | 5 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2181716

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2181716 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40