الأربعاء 6 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

حرب على المحكمة الدولية

الأربعاء 6 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

ليس عندي الكثير جدا من الرحمة لسعد الحريري رئيس حكومة لبنان الذي يتلقى الصفع من جميع الجهات. مثل أبيه رئيس الحكومة رفيق الحريري بالضبط، قد يفقد الابن حياته في نفس المكان ونفس الظروف وعلى نفس الأيدي. لم يُرغم أحد الحريري على أن يكون رئيس حكومة بائسا بلا تأثير. فبخلاف والده القوي الحضور، لا يملك ذلك ويتبين في كل مرة من جديد انه خرقة سياسية مذعورة تفضل الهرب الى باريس أو الى راعيه في السعودية عندما تبدأ الامور في الاشتعال.

إن رئيس حكومة لبنان هو في الحاصل زر. في اللحظة التي يقررون فيها التخلص منه، ستنطلق سيارة نحوه أو تنفجر شحنة ناسفة. في المعركة الحقيقية بين سلطة وسلطة، بين العائلة المالكة السعودية والقصر الرئاسي السوري، لا يحسبون له حسابا في الحقيقة. وقد كف هو نفسه عن الحلم بالانتقام لاغتيال أبيه، وبصفته خرقة ذهب للقاء نصر الله (يد الاغتيال) والاسد (الأمر والتخطيط)، فالأساس عنده أن يبقى.

لكن دمشق لا تتخلى عن ألعاب الاذلال. فقبل أن ينظفوا السجاد الاحمر لزيارة احمدي نجاد «التاريخية» للبنان في الاسبوع القادم، تقع مفاجأة على الحريري : فقد أصدر الاسد أوامر اعتقال لثلاثة وثلاثين مسؤولا بارزا في بيروت وزير العدل، والمدعي العام، واعضاء من المجلس النيابي، وسفراء ورجال قانون وصحافيين قدماء. يسهل أن نلاحظ القاسم المشترك بين الأسماء التي تلمع في قائمة المطلوبين : فقد تم اعلام الجميع بأنهم مقربون من الحريري وتجرأوا جميعا على توجيه انتقاد لسورية.

لم يضطر الأسد الحريري فقط الى المثول في خضوع خمس مرات في دمشق واحتضان من هو على ثقة بأنه أرسل خلايا اغتيال والده، بل انه توحى اليه الآن بأنه لا ينوي التخلي حتى يطلب لبنان الغاء لجان التحقيق في ظروف الاغتيال قبل خمس سنين. فمن جهتهم ليتوسل الحريري من اجل حياته. إن قسوة الاسد تشهد بأن له ما يخسره اذا خرجت الصورة كاملة الى النور. تم اغتيال واحد عرف الأسرار وهو غازي كنعان. وهرب الثاني، عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري، ناجيا بحياته الى باريس. ويلمع اسمه الآن ايضا في قائمة المطلوبين.

في يوم الاربعاء سيستدعون فرقاء التصوير لمصاحبة زيارة احمدي نجاد التحرشية. فهو الذي فرض نفسه على الحريري وأملى جدول العمل. سيفتح في بيروت الحقائب ويستل الوعود الاقتصادية. بعد ذلك سينفق مساعدوه الكثير جدا من المال النقدي على قيادة «حزب الله».

من المهم أن نفرق بين التهديد الذري الايراني وبين الخطة الزاحفة على الارض : فلبنان يحتل المكان الأبرز في قائمة أهداف آيات الله لاحتلال تأثير وتبوؤ مواقع تقدمهم نحو الهدف النهائي وهو فتح محور من العراق، واقامة قواعد في لبنان، والتطويق من طريق افريقيا وانهاء الحلقة بالسيطرة على الاماكن المقدسة لمليار من المسلمين في السعودية.

ما زال الحريري لم يقرر هل يأتي صداعه من طهران أم ان المشكلة الحقيقية موجودة في دمشق. انه يلتصق في هذه الاثناء بالكرسي لكنه قد يتلقى في كل لحظة ركلة في أشد الاماكن حساسية. ماذا يعني انه لا يريد أحمدي نجاد على طول الحدود مع «اسرائيل»؟ من ذا يسأله؟ وماذا يعني أن يحاول تجاهل قائمة المطلوبين التي وقعت عليه من دمشق؟ الحقيقة أننا لم نعد نحسب له حسابا.

هذه خلاصة الأنباء السيئة وهي أن «حزب الله» يحشد في كل يوم قوة جديدة. ليس واضحا في هذه الاثناء هل سيضم يديه الى ايران وسورية معا، أم أن واحدة من قوتي الشر ستكون وحدها معه؟

- **«يديعوت»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165894

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165894 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010