الاثنين 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

نتنياهو على آثار ديان

الاثنين 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

النشرات الموسعة عن رسالة اوباما ورد نتنياهو تدل على الاختلافات القائمة في القيادتين «الاسرائيلية» والامريكية. إن دنيس روس، وهو من كبار المستشارين في البيت الابيض والذي هو في اختلاف مع اوباما منذ بدء ولايته، قد طوّق كتلة الرئيس في القيادة الامريكية. والهدف واضح جدا : اعطاء أبي مازن سلما يُمكّنه من النزول عن شجرة التجميد وهي نفس الشجرة التي رفعه اوباما فوقها ويفرح نتنياهو لبقائه فوقها.

أكد اوباما طول السنة الأخيرة قضية تجميد البناء. وبخلافه قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في عدة فرص، مثل دنيس روس، انه يفضل حصر العناية في قضية المناطق والحدود لا التجميد. وفي واقع الأمر، فرض اوباما على القيادة الفلسطينية معاودة المطالب التي رجعت عنها في الماضي، في شأن البناء في المستوطنات. كان الامريكيون والفلسطينيون مثابرين على مطالبهم في الماضي بوقف البناء في المستوطنات، لكن هذه المطالب لم تشمل أحياء مثل رمات شلومو أو غيلو (يُسمون هذا «موافقة صامتة»)، حصر اوباما عنايته فيها. ورد في مقابلة في كانون الاول (ديسمبر) 2009 أن أبو مازن أشار الى أنه قد يوافق على صيغة «تجميد صامت» للبناء في القدس. وبحسب كلامه، في مكالمة أجراها مع وزير الدفاع ايهود باراك اقترح أن تُجمد «اسرائيل» البناء في شرقي القدس ستة اشهر دون اعلان ذلك : «التجميد بالفعل ببساطة. اؤكد من غير أن يعلنوا حتى ذلك».

بحسب تقارير، صاغ دنيس روس مع ايهود باراك واسحق مولكو ومستشارين آخرين وثيقة تفاهمات مفصلة عرضها البيت الابيض على «اسرائيل» على أنها وثيقة رئاسية. وكف نتنياهو من جهته عن رفض رسالة لم تُكتب ولم تُرسل بحسب إنكارات البيت الابيض، بأدب. كانت الرسالة ضرورية للعمل على ثلاثة أضلاع لمثلث المحادثات : الفلسطينيين والامريكيين و«الاسرائيليين». كان الهدف من جهة الفلسطينيين الإفضاء الى تصريح «اسرائيلي» فوري بتجميد آخر للبناء مدة شهرين. يحتاج أبو مازن الى التصريح كي يُمكّنه وزراء خارجية الجامعة العربية من الاستمرار على المحادثات. وكان الهدف من جهة الامريكيين (أي دنيس روس وكلينتون ايضا كما يمكن الافتراض) تطويق اوباما كي يضطر الى اقتراح الوثيقة على أنها اقتراح للادارة.

ومن وجهة نظر «اسرائيلية»، وثيقة التفاهمات ذات أهمية خاصة. وفوق ذلك، هي حيوية لأمن «اسرائيل» لانها تُمكّن من أحد العناصر الأهم من وجهة نظر استراتيجية وسياسية وهو الحدود القابلة للدفاع عنها، أي استمرار الوجود العسكري «الاسرائيلي» في غور الاردن. وعندما تنشأ الدولة الفلسطينية، تستطيع «اسرائيل» الحفاظ على نزع سلاحها بمنع تهريب السلاح. كانت حوافز اخرى لكن هذا أهمها.

يبدو أن هذا الاقتراح الصادر عن دنيس روس وشركائه في القدس، يعني شبه «خطة ألون» مجددة أي انشاء دولة فلسطينية مع الحفاظ على حدود آمنة لـ «اسرائيل». لم يُسمِع الامريكيين هذه الفكرة علنا في السنين الأخيرة، بل وُجد في «الليكود» من كانوا مستعدين للاستمرار على التجميد مقابل رزمة حوافز حسنة كهذه. فقد أدركوا أن ليس الحديث هنا عن زيادة لمرة واحدة بل عن مبدأ موجِّه في التفاوض.

كُتب هذا الاسبوع في احدى الصحف أن «نتنياهو يؤمن بأنه يستطيع تحقيق تراث ديان». عارض ديان فكرة حدود قابلة للدفاع عنها عبرت عنها خطة ألون المشهورة. كان هو وشريكه السياسي، شمعون بيريس، التناسخ المبكر لسياسة نتنياهو في صورة «السلام الاقتصادي»، الذي كان مبدؤه الموجِّه السيطرة على الارض لا على الناس. وتحظى الفكرة الآن بتنمية جديدة في «الليكود».

يواصل نتنياهو، برفضه الرسالة، سياسة ديان وبيريس. تزعم هذه السياسة انه اذا نشأت دولة فلسطينية فلا يهم أن تكون لـ «اسرائيل» قدرة على الدفاع عن نفسها. قال بيريس هذا ذات مرة على نحو صارم في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» في تموز (يوليو) 1991 : «في عصر السلاح الذري، لم تعد قيمة للاراضي ويوجد معنى أقل للاختلاف في الحدود».

- [**آدم راز│«معاريف»│11 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2165263

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165263 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010