الاثنين 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

اعلان لعين

الاثنين 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

إن رئيس حكومة «اسرائيل» بنيامين نتنياهو قد طبع في ولايته السابقة شعار «اذا أعطوا فسيأخذون واذا لم يعطوا فلن يأخذوا». وفي الولاية الثانية، المطلوب من الفلسطينيين برئاسة محمود عبّاس هو : «قولوا نعم لدولة يهودية».

تثور عدة تساؤلات : أهذا كما يزعم معارضو نتنياهو ذريعة اخرى لكسب الوقت لتعويق تسوية مع الفلسطينيين؟ هل يستطيع الفلسطينيون هضم اعتراف بـ «دولة يهودية» قبل انقضاء التفاوض؟ ألا يرفع هذا الطلب مستوى دينية الصراع ويُصعب حلّه بذلك؟.

بحسب الكتب الدراسية في «السلطة الفلسطينية»، يُرى طلب الاعتراف بـ «الدولة اليهودية» محرضا على خلفية رواية فلسطينية تختار على نحو معلن تجاهل كل عنصر يهودي أو تاريخي أو قومي. ففي كتاب «التربية الوطنية» للصف السادس، تظهر قائمة سكان فلسطين في سنة 1999 وفيها «الضفة الغربية» و«غزة»، و«الفلسطينيون في الداخل (دولة اسرائيل)»، و«الفلسطينيون في الشتات». ولا يُذكر اليهود ولا يُعدّون.

لا تكاد الكتب الفلسطينية تعالج التاريخ «الاسرائيلي» أو اليهودي برغم انه يجب عليها بطبيعة الأمر أن تعالج ولو قليلا العصور المختلفة التي أفضت بحسب طريقتهم الى نشوء فلسطين.

أحد الاماكن القليلة التي فيها ذكر للشأن اليهودي هو كتاب تاريخ للصف الحادي عشر نشر أول مرة في 2005. يتناول الكتاب من جملة ما يتناول شخصيات الكتاب المقدس ابراهيم وداود وسليمان ويذكر أنه في «مدة حكم سليمان بلغت الدولة اليهودية أوج اتساعها». لكن في الطبعة الجديدة التي نشرت للسنة الدراسية الحالية التي تصحب التفاوض حُذفت هذه الجملة.

وقد حُذفت خريطة الأحياء الاربعة في البلدة القديمة في القدس (التي تشتمل على الحي اليهودي) في كتاب «التربية الوطنية» للصف الثالث في سنة 2002، حُذفت بعد سنة. وتُذكر مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي) على أنها مقدسة للمسلمين فقط. ويوصف «اعلان بلفور» في الكتب الدراسية المختلفة على أنه «اعلان لعين» حيث أعطى من لا يملك (أي بريطانيا) هذه الارض لمن لا يستحق (أي اليهود). وفي كتاب «التربية الوطنية» للصف السابع يُعرض اليهود قبل 1948 على أنهم أصحاب «مطامح طمع» جاؤوا في موجات هجرة من روسيا. «كان هدفهم السيطرة على الاراضي الفلسطينية واحتلال مكان أبناء البلاد الفلسطينيين بعد طردهم أو إبادتهم».

تتصل قضية الاعتراف ايضا بقضية اللاجئين لأن نتنياهو يرى «انه ليس للاجئين الفلسطينيين الحق في المجيء الى الدولة اليهودية». وبعلمهم بالآثار التي تنبع من طلب نتنياهو، فانه في كتاب تدريس الأدب للصف العاشر، الذي طبع من جديد هذا العام، حلّت قصيدة «رسالة من المهجر» للشاعر القومي المرحوم محمود درويش محل قصة عربية من بدء عصر الاسلام. وفي نشاطات التلخيص يُطلب من الطلاب أن يردوا على القصيدة مستعينين من جملة ما يستعينون به بـ «حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة».

لن يحدث تغيير الرواية سريعا، وبغير تقدم بعيد المدى في المحادثات المباشرة، بيقين. في مقابلة ذلك، التقدم في التفاوض دون اعتراف بحق اليهود بدولة، سيترك اتفاقا يوقع بين الزعماء لكن يصعب إزاء الرواية القائمة استخلاص السلام المأمول بين الشعبين منه.

سيكون من الصعب في الجانب الفلسطيني تعزيز سلام بارد كما ينجح الأمر مع مصر والاردن. فالسلام القائم مع الشعب الفلسطيني مشروط بقرارات صعبة. يجب على نتنياهو أن يبرهن على أن رؤياه السلمية لا تتلخص بخطبة «بار ايلان» بل بالاستعداد لرسم الحدود الدائمة لدولة «اسرائيل» في حال المصالحة.

ويواجه عبّاس الاختيار بين الرواية الفلسطينية وبين الدولة الفلسطينية. يستطيع الاعتراف بـ «اسرائيل» على انها «دولة يهودية» أن يفضي الى دولة فلسطينية ذات سيادة. أما الاصرار على الرواية الفلسطينية فلن يفضي إلا الى حرب اخرى.

- [**نير بوماس وعيدو مزراحي │«هآرتس»│11 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]

[**♦ نير زميل بحث في معهد سياسة مكافحة «الإرهاب» وعضو إدارة في معهد «حراسة السلام والتسامح الثقافي في المدارس». وعيدو مزراحي باحث في معهد «حراسة السلام».*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2181857

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2181857 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40