الثلاثاء 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

رد نتنياهو المهين على الاعتدال العربي

الثلاثاء 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

تقدم بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بعرض «سخي» لاستئناف المفاوضات المباشرة، يشترط تجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة مقابل اعتراف الفلسطينيين بـ «اسرائيل دولة يهودية».

عرض نتنياهو هذا جاء بعد يومين من مصادقة حكومته على قانون يلزم المتقدمين للحصول على الجنسية «الاسرائيلية» بقسم الولاء «للدولة اليهودية»، وهو القانون الفريد من نوعه على مستوى العالم قاطبة.

انه الابتزاز «الاسرائيلي» في ابشع صوره واشكاله، ففي الوقت الذي يمنح فيه وزراء الخارجية العرب الادارة الامريكية مهلة لمدة شهر لازالة العقبات التي وضعتها حكومة نتنياهو امام العملية السلمية، يخرج علينا نتنياهو بهذا الشرط التعجيزي المهين، وما ينطوي عليه من استخفاف ليس فقط بالعرب وانما بالعالم بأسره.

نتنياهو يعلم جيداً الموقف العربي من هذا العرض المهين، ولكنه لا يتورع عن طرحه امام «الكنيست» ليكشف عن مدى استهتاره بالعملية التفاوضية، والشريك العربي فيها.

رفض «السلطة الفلسطينية» لهذه الاهانة «الاسرائيلية» لم يكن كافياً، وكان يجب عليها ان تتخذ اجراءات اكثر فاعلية للرد على هذه الحكومة «الاسرائيلية» العنصرية مثل وقف التنسيق الامني، او ربط استمرار هذا التنسيق بتجميد الاستيطان على اقل تقدير.

استمرار السلطة بتعهداتها باتفاقات امنية مع الحكومة اليمينية «الاسرائيلية»، وخاصة الشق المتعلق بقمع اي انتفاضة، واعتقال الناشطين الفلسطينيين، هو الذي يشجع هذه الحكومة ورئيسها على اصدار القوانين العنصرية الفاشية، تمهيدا لطرد مليون ومئتي الف فلسطيني يقيمون في المناطق المحتلة منذ عام 1948.

الاستيطان في الاراضي المحتلة هو جريمة تطهير عرقي تتناقض مع كل المعاهدات والقوانين الدولية، ومن يرتكب مثل هذه الجريمة لا يجب ان يفرض شروطه، او يحصل على مكافآت مقابل ارتكابه لجريمته، وانما يجب ان يقدم للعدالة ليواجه العقاب الذي يستحق.

من المؤسف ان الادارة الامريكية الحالية تتحمل المسؤولية الاكبر عن مثل هذا الاستخفاف «الاسرائيلي»، بعرضها حزمة من الحوافز على نتنياهو مقابل تجميد الاستيطان لمدة شهرين، من ضمنها صفقات اسلحة حديثة لم يسبق ان قدمتها الى دولة اخرى، ورسائل ضمانات بمرابطة قوات «اسرائيلية» على حدود الدولة الفلسطينية المنتظرة مع الاردن، واجبار العرب على التطبيع مع «اسرائيل».

مثل هذه العروض السخية التي رفضها نتنياهو دفعته للتقدم بعرضه المهين هذا، ولن نستغرب اذا ما تبنته الادارة الامريكية، وعملت على فرضه على الجانب العربي، والفلسطيني منه على وجه الخصوص، مثلما فرضت المفاوضات غير المباشرة، ومن بعدها المفاوضات المباشرة، ودون تحقيق اي تقدم في الاولى.

ميوعة المواقف العربية الرسمية ايضا وعدم التفكير ومن ثم اللجوء الى بدائل رادعة لـ «اسرائيل» وحكومتها اليمينية العنصرية الحالية هي التي تدفع نتنياهو الى التغول في عنصريته واساليبه الابتزازية.

ان مثل هذه المواقف الابتزازية المستخفة بالعرب والرأي العام العالمي، تعكس عقلية عنصرية لا تضع السلام على جدول اهتماماتها، وانما تخطط لسحق الآخر واذلاله.

- [**رأي صحيفة «القدس العربي» اللندنية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2165371

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165371 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010