الثلاثاء 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

ليبرمان يوبخ وزيري خارجية اسبانيا وفرنسا ويطلب منهما حل المشاكل العالقة في اوروبا ويؤكد لهما ان «اسرائيل» لن تكون تشيكوسلوفاكيا

تقرير سري للخارجية «الاسرائيلية» يحمّل واشنطن المسؤولية الكاملة عن توقف المفاوضات بسبب دعمها لعبّاس
الثلاثاء 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 par زهير أندراوس

وجه الاعلام العبري سهام نقذه اللاذعة امس لوزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، والذي اصطلح على تسميته بعد اقرار قانون المواطنة مقابل الولاء، بحاكم «اسرائيل» الفعلي، والسبب في ذلك مرده التوبيخ الذي كان من نصيب وزيري خارجية اسبانيا وفرنسا، ميخائيل موراتينوس وبرنارد كوشنير، خلال اجتماعهما مع ليبرمان في مقر وزارة الخارجية بالقدس الغربية.

وخلال وجبة عشاء مع الوزيرين، افادت صحيفة «يديعوت احرونوت» في عنوانها الرئيسي الاثنين، قال ليبرمان انّ «اسرائيل» لن تكون تشيكوسلوفاكيا العام 2010، زاعما ان اوروبا قدّمت «اسرائيل» هدية لارضاء الزعيم النازي ادولف هتلر في العام 1938.

وادعى ان المجتمع الدولي يحاول تعويض فشله في افغانستان والسودان وكورية الشمالية ومناطق اخرى من خلال التوصل الى اتفاق بين «اسرائيل» و«السلطة الفلسطينية» خلال عام. وقال ليبرمان للوزيرين انّه من المفضل ان تتحدثوا مع الدول العربية عما سيحصل في العراق في العام 2012 بدلا من ممارسة الضغط على «اسرائيل» والذي قد يؤدي الى انفجار مثلما حصل في العام 2000، بعد «قمة كامب ديفيد» بين رئيس الوزراء «الاسرائيلي»، انذاك، ايهود باراك، والرئيس الفلسطيني المرحوم، ياسر عرفات، وزاد وزير الخارجية «الاسرائيلي» قائلا لنظيريه انّه لا يتوقع من الاتحاد الاوروبي ان يحل كل مشاكل العالم، الا انه يتوقع ان يقوم بحل تلك القائمة على اراضي اوروبا.

وقال ليبرمان في العام 1938 صالحت اوروبا هتلر بدلا من دعم تشيكوسلوفاكيا، وضحت بالاخيرة بدون ان تكسب شيئا، «اسرائيل» لن تكون تشيكوسلوفاكيا العام 2010، وتصر على مصالحها الحيوية، على حد تعبيره. وقد تناولت وسائل الاعلام «الاسرائيلية» تصريحات ليبرمان، مشيرة الى انه احرج الوزيرين الاوروبيين، واثار عاصفة اخرى مجددا، عندما طالبهما بالانشغال بمشاكل القارة الاوروبية، وقضايا اخرى في العالم مثل الصومال والسودان، وكورية الشمالية قبل ان يتوجها الى المنطقة.

وقال المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت احرونوت»، ايتمار ايخنر، انّه بعد ان استمع الوزيران من الرئيس «الاسرائيلي» ورئيس الحكومة ووزير الامن ان «اسرائيل» معنية بالسلام، بعث بهما وزير الخارجية الى اماكن اخرى في العالم لحل نزاعات هناك.

وكتبت «معاريف» ان ليبرمان طلب من نظيريه الاسباني والفرنسي التوقف عن التدخل في الصراع في «الشرق الاوسط»، وانه حذر في نهاية اللقاء من ان الضغط الدولي على «اسرائيل» من الممكن ان يؤدي الى انفجار، على حد قوله.

وقالت مصادر «إسرائيلية» إن موراتينوس وكوشنير، قد تحدثا صباح الإثنين مع ليبرمان واحتجا بشدة على نشر مضامين اللقاء الذي عقد مساء الليلة قبل الماضية بينهما.

وقال مصدر «إسرائيلي» إن موراتينوس وكوشنير كانا غاضبين بسبب نشر مضامين اللقاء في وسائل الإعلام «الإسرائيلية» بعد ساعة من انتهاء اللقاء.

وبخصوص تصريحات ليبرمان التي طلب فيها من اوروبا عدم التدخل بالضغط على «اسرائيل» بشأن الصراع مع الفلسطينيين، قال كوشنير الاثنين إن نتنياهو طلب من أوروبا التدخل وإنه ووزير خارجية اسبانيا لمسا منه تقدما ايجابيا كما انه منحهما ضوءا اخضر للاستمرار في الجهود لتقريب وجهات النظر والدفع بعملية السلام للأمام، مؤكدا أن الدور الأوروبي يحظى باحترام الجميع.

في سياق ذي صلة، قالت «يديعوت احرونوت» انّ خلافا حادا نشب بين ليبرمان وبين وزير الامن، ايهود باراك، حول طلب وزير الخارجية الفنلندي زيارة قطاع غزة، فبعد ان وافق ليبرمان على منحه تصريحا بالزيارة لكي يطلع بأم عينه على انّه لا وجود للازمة الانسانية في القطاع كما تزعم «حماس»، على حد قول المصادر المحيطة به، اعلن وزير الامن انّه لن يسمح للوزير الفنلندي بزيارة القطاع لاسباب امنية، ورأت الصحيفة انّ هذا الامر يعكس حالة الفوضى لدى صنّاع القرار في «تل ابيب»، ويثبت مرة اخرى عمق الازمة القائمة بين ليبرمان وباراك.

على صلة بما سلف، حملّت الخارجية «الاسرائيلية» البيت الابيض، المسؤولية الكاملة عن فشل المفاوضات «الاسرائيلية» - الفلسطينية ووصولها الى طريق مسدود، بسبب ما وصفته بدعم واشنطن «للسلطة الفلسطينية» واصرارها على طلب تجميد الاستيطان. وجاء في تقرير سريّ اعده مركز البحوث السياسية في الوزارة، ونشرته صحيفة «معاريف» ان اصرار الادارة الامريكية على مسألة تجميد الاستيطان شرطا لاستمرار المفاوضات، ودعمها «للسلطة الفلسطينية»، اديا الى الرفع من قيمة هذه المسألة لدى «السلطة الفلسطينية»، الامر الذي ادخل «الرئيس» الفلسطيني، محمود عبّاس، في تعقيدات سياسية داخلية، وبات يخشى مما وصفته بانقلاب سياسي عليه، اضافة الى ان خطاب اوباما الاخير في الجمعية العامة للامم المتحدة، ساهم في تعزيز موقف عبّاس، والذي اشار فيه الى ان هناك دولة جديدة ستنضم العام المقبل الى الامم المتحدة، الا وهي دولة فلسطين، «كل تلك الامور تساهم في اتخاذ ابو مازن لقراراته». وبعد موافقة الدول العربية على طلب عبّاس بوقف المفاوضات المباشرة، يتوقع التقرير ان تستمر المفاوضات غير المباشرة حتى موعد انتخابات الكونغرس الامريكي في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وان تتجدد بعدها المحادثات المباشرة بضغط امريكي.

ووفقا للتقرير، فانّ عبّاس يقصد الاستعانة بالدعم الامريكي حتى يحمل «اسرائيل» المسؤولية في فشل المفاوضات المباشرة، وانه سيعمل على اقناع المجتمع الدولي للضغط على «اسرائيل» حول موضوع المستوطنات. ووفقا لما كتبته «يديعوت احرونوت» فانّه من المرجح ان يكون المسؤولون الامريكيون قد توجهوا الى القادة العرب حتى يوافقوا على منح تلك الفرصة الزمنية للولايات المتحدة، فما كان من القادة العرب الا الاستجابة للطلب.

واشارت الصحيفة الى الجهود الكبيرة التي بذلتها الادارة الامريكية مع الزعماء العرب قبل انعقاد قمتهم، وذلك لتجنب اي قرارات من شأنها تقييد عبّاس، فاتصلت هيلاري كلينتون هاتفيا، وفي اللحظة الاخيرة به وبوزير الخارجية الاردني، الامر الذي نتج عنه عدم اغلاق العرب الباب في وجه الجهود الدبلوماسية الامريكية، رغم كل ما سبق القمة من تصريحات، وقد انتهى الامر بـتحذير بوقف المفاوضات. وبحسب المصادر السياسية التي تحدثت للصحيفة العبرية فانّ ثمة خشية من خطوة محتملة يعدها البيت الابيض ضد رئيس الوزراء «الاسرائيلي»، وبحسبها فانّه من غير المستبعد بتاتا ان يقوم الرئيس الامريكي بدعوة زعيمة المعارضة ورئيسة حزب (كاديما) تسيبي ليفني الى البيت الابيض حتى يرفع من شعبيتها في «اسرائيل» ويضر بالتالي بنتنياهو، ويمكنه ابضا ان يشترط تنفيذ المطالب الامنية «الاسرائيلية» بمقابل تمنحه له «اسرائيل»، الا وهو تجميد الاستيطان والذهاب باتجاه التسوية.

وبحسب المصادر عينها، فانّ الرئيس اوباما يؤمن بانّ نهاية الصراع العربي «الاسرائيلي»، سيؤدي الى فتح الباب امام حلول لكثير من ازمات «الشرق الاوسط»، ولهذا فانه لن يتنازل عن خياره باحلال السلام في المنطقة خلال العام المقبل، وذلك مهما ستكون عليه وضعيته بعد انتخابات الكونغرس، وحينها سيكتمل الانسحاب من العراق، ويبدا سحب القوات الامريكية من افغانستان، وسيطلب الرئيس الامريكي قرارات صارمة فيما يتعلق بالتعامل مع الملف الايراني، على حد تعبيرها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2166047

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2166047 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010