الخميس 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

يوميات فاشي

الخميس 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

صوّت دان مريدور وبيني بيغن معارِضين قانون الولاء الجديد الذي اتخذته الحكومة هذا الاسبوع. بيّن مريدور في لقاء طويل معه لماذا يعارض هذا القانون روح «الليكود» و«حركة حيروت»، وقال إن «حركة حيروت» هي «حركة قومية ليبرالية». وكان التأكيد بطبيعة الأمر لجزء «ليبرالية»، وزعم مريدور بطريقته المهذبة أن قانون الولاء الجديد قد يكون قوميا لكنه غير ليبرالي بالتأكيد، ولا يلائم تراث «الليكود».

إن بيغن ومريدور، وريفلين ايضا الذي عارض القانون هم أواخر الأمراء أو حاملي تراث «حيروت» التاريخي أو الكلاسيكي، الذي بنى قيمه وعقيدته على آراء زئيف جابوتنسكي. وايهود اولمرت وتسيبي ليفني ايضا من هذه الذرية لكنهما ليسا في «الليكود». إن ما جرّبه مريدور على جلده هو أنه تختفي لغة كاملة مع تراث الأمراء ايضا.

لا يستطيع مريدور في واقع الامر أن يُبيّن لناخبي «الليكود» ولا لناخبي ليبرمان بيقين بلغته لماذا يرى أن تعديل القانون يدهور «إسرائيل» نحو الهاوية.

لا يستعمل أحد كلمة «ليبرالي»، واختفى الليبراليون «الاسرائيليون» أنفسهم منذ زمن في هاوية النسيان. كذلك زعم أن القانون ذو علامات «فاشية» ليس فعالا. فالفاشي مثل الليبرالي، جزء من عالم مفاهيم صيغت في اوروبا القرن التاسع عشر وتحققت طول القرن العشرين. لكنه ليس جزءا من اللغة السياسية المقبولة في «إسرائيل».

كتب والد يعقوب ويوسي احمئير، وهو آبا احمئير كتابا عنوانه «يوميات فاشي».

من المؤكد أن اولئك الذين يُتهمون اليوم بالفاشية لم يقرأوه. تتصل الفاشية، وبقدر ما من الصدق التاريخي، بالنظام النازي، لكنها لم تولد على التحقيق في المانيا النازية ولم تمت معها، ومعناها أكثر تركيبا ولطفا من قتل أو استعباد بربري لكل من لا ينتمي الى العِرق الآري.

هذه ايضا احدى مآسي اليسار «الاسرائيلي»، الذي نشأ كله على هذه اللغة. لا يعني الأمر أن هذه المصطلحات غير «ذات صلة». فهي ذات صلة كثيرا. ومشكلتها مزدوجة: فأكثر «الاسرائيليين» لا يعلمون معنى هذه المصطلحات، وفقدت المصطلحات في الآن نفسه التأثير الذي كان لها. كذلك فقدت مصطلحات «اشتراكي» أو «اشتراكي ديمقراطي»، فضلا عن «شيوعي» نفاذها أو حظيت بتفسيرات جديدة.

إن قلة من «الاسرائيليين» يدركون الفروق الدقيقة في معاني مصطلح «جمهوري»، ولا سيما فيما يتعلق بالخطاب الامريكي ـ وهذا مصطلح يُنسب احيانا الى نتنياهو. إن المصطلح الوحيد الذي بقي على نحو ما مستقرا في الخطاب «الاسرائيلي» هو «ديمقراطي». صحيح انه يوجد جدل عميق في ماهية الديمقراطية في سياقات عِرقية ودينية، لكن المصطلح نفسه مقبول نافذ، عند أكثر الجمهور على الأقل أو حتى الآن على الأقل.

ما الذي يحل محل هذه اللغة التي أخذت تختفي، في الحقيقة؟ تحل محلها لغة مسطحة تبسيطية، ليست فيها ذاكرة تاريخية، مبنية على غرائز أولية، وهي لغة بلا اختلافات دقيقة، لغة أسود وأبيض. إن قيم وثيقة الاستقلال المفصلة والمعتمدة على التجربة المتراكمة للديمقراطيات في العالم وتاريخ الشعب اليهودي تحل محلها ثنائية «مُخلص غير مُخلص»، و«معي أو ضدي»، و«يهودي غير يهودي».

هذا ايضا سر قوة ليبرمان. فهو يتحدث ببساطة ووضوح، وهو يكره الاختلافات الدقيقة، وهو يبدو مثل ممثل الحقيقة العارية فوق الارض. يجب على دولة «إسرائيل» التي نضجت أن تعلم بأن الحقيقة ليست مركبة من الاسود والابيض فقط والمحبين والأعداء والمخلصين والخونة. لكن يبدو أننا لن نتعلم من غير أن نستمر على دفع أثمان اخرى عن ذلك.

- [**روبيك روزنطال│«معاريف»│14 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5 / 2178227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178227 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40