الأحد 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

احمدي نجاد : لا يقبل التأويل

الأحد 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

في خطابه في جنوب لبنان لم يستخدم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لغة ملتبسة تقبل التأويل. كان المعنى بالنسبة لمفهومه عن مصير «اسرائيل» قاطعاً جدّاً : «على العالم أن يعرف ان الصهاينة سينتهون. فلسطين ستحرر بالقوة والايمان بالمقاومة». والامر يشكل تشديدا واضحا للخطاب الايراني ضد «اسرائيل».

احمدي نجاد يدعو الى ابادة «اسرائيل» منذ خطابه الشهير في تشرين الاول (أكتوبر) 2005. ولكن الكلمات التي اختار استخدامها في حينه كانت : «امامنا العزيز أمر بان نظام الاحتلال للقدس هذا يجب أن يشطب من على صفحات التاريخ»، مما دفع المحللين المختلفين الى الادعاء بان نيته لم تكن الابادة الجسدية لـ «اسرائيل». بحث نشره د. يهوشع تايتلبوم دحض هذا. في 2003 كتب عن آلية حملت شهاب 3 : ««اسرائيل» يجب أن تشطب عن صفحات التاريخ» الجيش الايراني ربط بين التصريحات المعادية لـ «اسرائيل» وبين السلاح الذي تحت تصرفه لتطبيقها. أما الان فقد اشتدت التصريحات.

ما هي الخطوات الملموسة التي يمكن لـ «اسرائيل» أن تتخذها؟ أولا، يجب المتابعة الحريصة للتصريحات الايرانية. بالفعل، هناك ميزة في التركيز على شخص واحد عندما يكون الهدف هو ادارة معركة جماهيرية ضد ايران، من الضروري الملاحظة بان الزعماء الايرانيين الاخرين سيئوون بالضبط بذات القدر. الشخصية السياسية الاقوى في النخبة الايرانية، آية الله علي خامنئي، وصف «اسرائيل» في 2000 بانها «ورم سرطاني» يجب «اقتلاعه». في 2001 تحدث عن «محو» (اسرائيل). قائد الحرس الثوري قال في 2008 : «في المستقبل القريب سنشهد ابادة المايكروب السرطاني «اسرائيل»».

ثانيا، على «اسرائيل» أن تستخدم هذه التصريحات بثبات مع الاسرة الدولية بهدف عزل ايران. في 2006 فرض الاتحاد الاوروبي حظر سفر على رئيس بلروسيا لوكشنكو، بسبب الغش في الانتخابات والمس بحقوق الانسان. فلماذا لا يمكن لـ «اسرائيل» أن تفرض حظرا كهذا على احمدي نجاد؟ حتى لو لم يكن مدعوا اليوم الى لندن وبرلين، فان نشر قيود السفر الاوروبية سيؤثر على النقاش الداخلي في ايران.

ثالثا، في السنوات الاخيرة جرت نشاطات كثيرة يمكن الاستناد اليها. في 2007 صوت مجلس النواب الامريكي بشكل جارف في صالح مبادرة في مجلس الامن في الامم المتحدة تتطلع الى تقديم احمدي نجاد الى المحاكمة على تهمة التحريض على قتل شعب.

ارفين كوتلر، عضو البرلمان الكندي، نظم عريضة لاتهام احمدي نجاد أيدها نحو مئة بروفيسور في القانون، عمداء كليات الحقوق ورجالات كبار آخرون. وحتى لو منع الروس مثل هذا الجهد، فسيحدث الامر حرجا جديا لايران وسيجعل من الصعب على الشركات الغربية تجاهل العقوبات.

حكومة «اسرائيل» السابقة عارضت مثل هذه المبادرات وربما لانها اجتذبت الاهتمام الى «اسرائيل» بدلا من ان تشدد التهديد العالمي الذي تشكله ايران. ولكن ايران تهدد «اسرائيل» في كل الاحوال ولا معنى من نكران ذلك. صحيح، مثل هذه المعركة كفيلة بان تكون تتعارض مع سياسة ادارة اوباما التي تتطلع الى مد اليد الى ايران، ولكن بعد سنتين. حتى المؤيدون الكبار للبيت الابيض يعترفون بان هذه السياسة لم تعط أي نتيجة.

لـ «اسرائيل» امكانيات دبلوماسية حقيقية يمكنها ان تطبقها بهدف الوقوف في وجه احمدي نجاد، ولكنها ملزمة بان تقرر ما إذا كانت تريد ان تبقى سلبية في هذا المجال أم أن تبدأ بالضغط على الايرانيين في نقاط ضعفهم.

- [**«اسرائيل اليوم»│24 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2181804

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2181804 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40