الاثنين 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

القانون الدولي يجرّم التهديد بالسلاح النووي

الاثنين 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

في هذا المقال، يعرض الكاتب الأمريكي الناشط ضد الحرب شيروود روس، الرأي القانوني الذي يعدّ مجرد التهديد باستخدام السلاح النووي ضد دولة جريمة. وهو يستشهد خصوصاً بأطروحات البروفيسور فرانسيس بويل، أستاذ القانون الدولي في جامعة إيلّينوي، ومؤلف كتاب «إجرامية الردع النووي». ومقال روس نشر في موقع «زي نت»، وجاء فيه :

يقول مرجع أمريكي شهير في القانون الدولي، إن الولايات المتحدة تهدد اليوم بمهاجمة إيران على أساس «ذريعة زائفة تماماً»، هي أن إيران ربما تملك سلاحاً نووياً.

وعندما يقول مسؤولو إدارة أوباما، مثل سابقيهم في نظام بوش، إن «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة»، فهم إنما يهددون بشنّ حرب نووية، وهذا كما يقول البروفيسور فرانسيس بويل محظور بموجب القانون الدولي.

ويشير بويل إلى أنه بمعزل عن استنتاج الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن اتهام إيران بامتلاك السلاح النووي هو «ببساطة غير صحيح»، فإن تهديد إيران بحرب نووية يشكل بحد ذاته جريمة دولية. وأكد بويل : «إذا لم نتحرك ونعمل الآن، فمن الممكن جداً أن يشعل أوباما وجماعته حرباً عالمية ثالثة ضد إيران التي سبق أن تعرضت لتهديد علني من قبل (الرئيس جورج) بوش الابن».

وفي كلمة حول الردع النووي ألقاها بويل أمام المؤتمر الثامن عشر عن «الديمقراطية المباشرة» الذي عقد في مدينة فيلدكيرش في النمسا، قال إن التقديرات تشير إلى أن قيام الولايات المتحدة و«إسرائيل» بشن هجوم على إيران باستخدام أسلحة نووية تكتيكية يمكن أن يسفر عن مقتل نحو ثلاثة ملايين شخص.

جدير بالذكر أن بويل يتهم الولايات المتحدة بأنها ارتكبت فعلاً «أعمالاً عدوانية ضد أفغانستان، والعراق، وباكستان، والصومال، واليمن، كما سلّحت وجهّزت، وأمدّت وأعطت تصريحاً لـ «إسرائيل» لكي ترتكب إبادة ضد لبنان وفلسطين».

ويقول بويل إن «الردع النووي» والأسلحة النووية «لم تكن أبداً أدوات مشروعة لسياسات الدول، وإنما شكلت دائماً وسائل لسلوك دولي إجرامي وخارج على القانون».

وتبعاً لذلك، فإن حكومات جميع الدول النووية «مجرمة»، لأنها هددت بإبادة البشرية. وأشار بويل بالاسم إلى الولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، والصين، والهند، وباكستان، وكوريا الشمالية، و«إسرائيل»، وقال إنه «إذا كانت إبادة بشر جريمة، فإن التهديد بإبادة جماعية هو أيضاً جريمة».

وأشار بويل إلى عقيدة الحرب الوقائية التي تبناها الرئيس جورج بوش التي لم يبطلها أوباما رسمياً حتى الآن بعد 18 شهراً من توليه الحكم، وقال إن محامي المتهمين النازيين في محاكمات نورومبورغ كانوا قد استخدموا هذه العقيدة في دفاعهم، ولكن المحكمة رفضتها.

ولاحظ بويل أن البند (2) من ميثاق الأمم المتحدة «يحظر كل استخدام، والتهديد باستخدام القوة، إلا في حالات الدفاع المشروع عن النفس»، وقال إن حروب الولايات المتحدة في أفغانستان، والعراق، وباكستان «لا تتوافق مع هذا التحديد».

وأضاف أن الولايات المتحدة منخرطة اليوم في «أنشطة دولية إجرامية جارية»، تتمثل بـ «التخطيط، والإعداد، والتوسل، والتآمر لارتكاب جرائم نورومبورغ ضد السلام، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب وإبادة جماعية».

وإضافة إلى ذلك، فإن «إجراء أبحاث، وتصميم، واختبار، وإنتاج، وصنع، ونقل، ونشر، وتخزين، وبيع، وشراء، أسلحة نووية، والتهديد باستخدام أسلحة نووية، هي أعمال إجرامية وفقاً لمبادئ قانون دولي معترف بها تماماً».

وقال إن قادة دول حلف شمال الأطلسي الذين يجارون السياسات النووية الأمريكية «جميعهم متواطئون»، مشيراً إلى أن الضغوط تتصاعد داخل ألمانيا من أجل إزالة الرؤوس النووية الأمريكية، وإلى أن الرأي العام في الكثير من أنحاء أوروبا يؤيد إزالة الترسانات النووية.

وأشار أيضاً إلى أن توسيع حلف الأطلسي شمل الآن «كل أوروبا تقريباً»، حتى إن السويد، والنمسا، وفنلندا، تخلت عملياً عن حيادها. و«حتى إيرلندا»، أكرهت على الانضمام إلى ما يسمى «الشراكة من أجل السلام»، وأرسلت قوات إلى أفغانستان. وقال إن «الدولة الوحيدة في أوروبا التي لا تزال صامدة هي سويسرا»، وبسبب رفضها المشاركة بقوات في حروب «الشرق الأوسط»، تعرضت لضغط قوي من الولايات المتحدة، «بما في ذلك هجوم على نظامها المصرفي والمالي».

في هذه الأثناء، نشرت «جمعية مراقبة الأسلحة» غير الحزبية في واشنطن مقالاً في عدد أكتوبر/ تشرين الأول من مجلة «مراقبة التسلح اليوم»، دعت فيه وزراء دول حلف الأطلسي قبل أن يعقدوا اجتماعاً في 14 أكتوبر/ تشرين الأول «إلى الشروع في مراجعة شاملة للسياسة النووية لحلف الأطلسي التي تجاوزها الزمن .. من أجل التقليل من الدور الرئيس للأسلحة النووية، وتأييد تخفيضات في مخزونات الولايات المتحدة وروسيا من القنابل النووية التكتيكية».

ويقول المؤلفان أوليفر ماير، وبول إنغرام في كتاب مشترك، إن الدول الـ 28 الأعضاء في حلف الأطلسي تبقى منقسمة «حول مسائل رئيسة»، بما فيها «دور الأسلحة النووية في العقيدة الدفاعية لحلف الأطلسي في المستقبل». ويضيفان أنه في ألمانيا وبلجيكا وهولندا «يوجد الآن تأييد برلماني وشعبي عريض لسحب الأسلحة النووية الأمريكية من أراضيها».

وفي تطور ذي صلة، أوردت وكالة «أسوشيتدبرس» (الأمريكية للأنباء) حديثاً، تقريراً قالت فيه إن وثائق حكومية أمريكية جديدة نشرت بمناسبة الذكرى الستين للحرب الكورية أظهرت أن الولايات المتحدة كانت منذ تلك الحرب وحتى اليوم تدرس وتخطط وتهدد بصورة متكررة باستخدام أسلحة نووية ضد كوريا الشمالية.

- [**المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية│ترجمة : صباح كنعان*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165945

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165945 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010