الثلاثاء 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

تعلموا من الأصوليين

الثلاثاء 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

من جهة الهجوم على الكتل الاصولية فهو يعتبر جذابا جدا ومفعما بالتغطية الاعلامية بسبب مطالبها في قضية قانون المنح لطلاب الدين وفي مسائل اخرى. من جهة اخرى يجب أن يكون المرء قويا وشجاعا على نحو خاص كي يدافع عن الاصوليين في وجه عملية الفتك غير الاخلاقية التي ترتكب بحقهم في وسائل الاعلام. اذا كان يتعين علينا ان نقرر بين الانضمام الى القطيع الذي يحتقر الديمقراطية واللعبة السياسية وبين بذل الجهد للحفاظ على طابع الديمقراطية «الاسرائيلية» التمثيلية وحصانتها، فواضح أي جانب ينبغي لاسوياء العقل أن يتخذوه.

بتعبير آخر : النار وعود الثقاب اللذان يقذف بهما الصحافيون، وكتاب الرأي والسياسيون المتزلفون للجمهور، على الاحزاب الاصولية لا ينبغي أن يخيفانا من الادعاء بان سلوكها ليس فقط اخلاقيا، بل ويشكل ايضا قدوة للديمقراطية التمثيلية. غني عن الذكر لكل المهاجمين ان جوهر الديمقراطية التمثيلية هو، ضمن امور اخرى، طرح اجندة ايديولوجية امام الناخب وأخذ موافقته على المكافحة بكل القوة الديمقراطية في سبيل تحقيقها. والا فان كل اللعبة السياسية التمثيلية تصبح خدعة واحدة كبرى. إذن لماذا نشكو من ان الاحزاب الاصولية تعمل على تحقيق وعودها لناخبيها؟ فهل صحيح تفضيل الاحزاب والنواب الذين يستخفون بالفكرة المنشودة التي تقبع في اساس الديمقراطية التمثيلية؟

غير مرة نهاجم نحن الاحزاب على هجر برامجها السياسية في صالح الابهة الشخصية. والسبب وراء هذه الهجمات هو اساس الاحباط من اننا نبعث الى «الكنيست» بممثلين كي يكافح هؤلاء في سبيل جدول اعمال نؤمن به، ولكن بعد لحظة من الانتخابات يتحول السياسيون الى بكائين سياسيين في ظل استخدام مغسلة الكلمات الحقيرة ليشرحوا لماذا لا يمكنهم أن يطبقوا البرنامج الايديولوجي الذي من أجله انتخبوا.

الصراع ضد «الابتزاز الاصولي» هو صراع في سبيل «روح الدولة»، كما يشرح الخبراء المتزلفون للجمهور. فهل صحيح أن بضع عشرات الملايين من الشواكل هي «روح الدولة»؟ اشك في ذلك. يمكن التقدير بان الكثير من الخبراء كانوا مستعدين لان يدفعوا مئات ملايين الشواكل كي يحافظوا على طبيعة الديمقراطية «الاسرائيلية» الهشة. ولكن أليس صحيحا أكثر النظر الى النصف المليء من الكأس ورفع القبعة امام السياسيين، حتى لو كانوا اصوليين، ممن يصرون على تحقيق وعدهم لناخبيهم؟ واذا كنا نرغب في أن نكون نزيهين: أفليس هذا سلوك قدوة فخار للديمقراطية؟

زعماء الكتل الاصولية عرضوا مطالبهم الايديولوجية في المفاوضات الائتلافية بشكل مستقيم وشفاف. ولم ينصبوا الدبابات امام متسودات زئيف (مقر «الليكود») ولم يطرحوا شرط الاستسلام على زعماء الاغلبية العلمانية. مطالبهم شرعية مثل عدة عشرات اخرى من البنود الشرعية في الاتفاقات الائتلافية. وبيبي أيضا ليس لديه ما يبرر نفسه به: فتحقيق مطالب الاصوليين هو جزء من لعبة سياسية سوية العقل، متنورة ومتقدمة. واذا كنا نحن نحب الحياة الديمقراطية لدينا، فعلينا أن نصر على حق احزاب الاقلية في الكفاح في سبيل كرامتها وبرامجها السياسية. اذا لم نسمح بمثل هذه «الابتزازات» فلن يكون لنا حاجة اخرى لانتخابات حرة وتمثيلية. يمكننا أن نأخذ قاضي عليا متقاعداً (وهذه موضة شديدة اليوم)، وان نطلب منه ان يختار رئيس وزراء واحداً، و 30 وزيرا و 120 نائبا، وسلام على «اسرائيل» وعلى الديمقراطية. بكل معنى الكلمة. مثل هذا الخيار يجب أن يخيفنا أكثر من مجرد بضعة ملايين اخرى للاصوليين. الديمقراطية تسحق هذا.

- [**«معاريف»│26 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2182202

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2182202 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40