الاثنين 31 كانون الثاني (يناير) 2011

لبنان والمنعطف الجديد الخطر

الاثنين 31 كانون الثاني (يناير) 2011 par راكان المجالي

في 7 ايار العام 2008 استولى حزب الله عسكريا على مدينة بيروت لساعات وصلت من خلالها الرسالة التي ادركت مغازيها جماعة 14 اذار وكل القوى الاقليمية والدولية التي ايقنت يومها ان التوتر في لبنان قد بلغ مداه واوصل لبنان الى عتبات الحرب الاهلية، وان البديل هو التوافق وإعادة عمل المؤسسات المعطلة آنذاك حيث لن تنجح جماعة 14 اذار بشطب جماعة 8 اذار سياسيا وان تتمادى في ذلك ولن تستطيع جماعة 8 اذار شطب 14 اذار عسكريا وتتمادى في ذلك.

وقد قاد انفجار 7 ايار 2008 الى توازن قوى ادى الى اتفاق الدوحة، لكن الصراع السياسي استمر والحرب الباردة استمرت وصولا الى قرب استحقاق صدور القرار الظني الذي اصبح قضية حياة او موت بالنسبة لحزب الله، وقد حاول حزب الله ان يرد هو وجماعة 8 اذار بالعمل على تحويل ملف شهود الزور الى المجلس العدلي وهو أمر ينطوي على محاكمة لتيار المستقبل وللحريري الابن والحريري الاب عبر فتح ملفات سابقة وغير ذلك، وكان حزب الله يسعى الى مقايضة إبطال القرار الظني مقابل التخلي عن ملف شهود الزور لكن الحريري ومن يقف خلفه افشل هذا التوجه ورفض ادانة القرار الظني للمحكمة الدولية والتنصل منه قبل صدوره.

وقد بات واضحا ان حزب الله لم يعد يحتمل التريث ولا يحتمل بقاء حكومة يمكن ان تستقبل القرار الظني الذي قد يصدر في اي لحظة، ولذلك تجنب حزب الله و8 اذار المفاجأة والمباغتة بالقرار الظني واقالوا الحكومة ورئيسها يقف على عتبات البيت الابيض لمقابلة الرئيس اوباما.

ما حدث في لبنان هو انقلاب سياسي وتعترف جماعة اذار بذلك مؤكدة انه انقلاب ردا على الانقلاب الذي تم تنفيذه في العام 2005 وما تلاهما من انتخابات نيابية وما تكرس في الانتخابات النيابية للعام 2009 بحفاظ 14 اذار على الاكثرية.

ورهان 14 اذار اليوم على انه ما زال يملك اكثرية نيابية هو رهان غير دقيق بعد التحولات في موقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وبالتالي فان الارجح ان تؤول الاكثرية النيابية الى 8 اذار، وما يعني ان الازمة ستسلك مسارات اخرى ولكن الى ان يتم التوافق فان التجاذبات بل الصراعات السياسية والاقليمية والدولية حادة وستكون لها انعكاساتها السلبية على سلطة وحكومة اكثرية 8 اذار المتوقعة، وفي المجال الاقليمي فان المصالحة والتفاهم السوري السعودي الذي انطلق من قمة الكويت الاقتصادية في العام 2009 بمبادرة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو حالة ايجابية عربية لكنها تخلخلت حتما بعد انفجار الوضع السياسي في لبنان واقالة الحكومة وهناك مخاوف ان تكون حالة التوافق بين البلدين معرضة للانهيار مع ما يرافق ذلك من زيادة التوتر في المناخ العربي وكذلك توليد توترات اضافية في علاقة بعض الدول العربية مع ايران، اما على المستوى الدولي فان هذا التحول الاخير في لبنان قد استفز امريكا والى حد ما فرنسا والغرب وخلق حالة استنفار جديدة ستسعى امريكا من خلالها لتسديد فواتيرها مع حزب الله الذي تدرجه في قائمة الارهاب حيث ستحارب امساكه بقرار الحكم في لبنان بكل الوسائل من عقوبات اقتصادية وضغوط سياسية وصولا الى غزو عسكري يوكل كل مرة الى اسرائيل او بالشراكة معها وبما يتعدى لبنان الى سوريا وايران لتصفية ما تبقى من حسابات.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165972

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165972 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010