الخميس 10 شباط (فبراير) 2011

لتكن سابقة لبنانية

الخميس 10 شباط (فبراير) 2011 par حسام كنفاني

عادت أحاديث السياسة الداخلية لتطفو في لبنان على السطح، بعدما كانت الأعين خلال العشرة أيام الأخيرة مسلطة على القاهرة وغيرها من المناطق المصرية . أحاديث اليوم، مع اقتراب تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، عادت عن مفهوم الشراكة والاستفراد والوحدة الوطنية، وغيرها من المصطلحات التي كانت تسود في السابق في إطار النفاق السياسي القائم في بيروت، والذي أدى إلى شلل كبير في البلاد، على اعتبار أن طرفين لا جامع بينهما يشتركان في قيادة مركب السلطة، وكل منهما يشدها إلى مصلحته، ليبقى المركب في مكانه .

اليوم، وبعد فترة من محاولة إحياء الصيغة التوافقية في الحكومة الميقاتية، انتهت المحادثات على خلاف وعلى قرار قوى 14 آذار (المعارضة الجديدة) عدم الانخراط في المعادلة الحكومية . الحديث اليوم كثير عن ضرب مفهوم المشاركة وغيرها من العبارات السياسية، التي تمثّل ابتكاراً لبنانياً صرفاً، على غرار “الديمقراطية التوافقية”، التي تشكّل ضرباً لمفهوم الديمقراطية والانتخابات، التي في الأساس من المفترض أن تفرز أكثرية وأقلية وسلطة ومعارضة .

الحكومة المرتقبة ستشكل سابقة في لبنان، على الأقل في المرحلة اللاحقة لاتفاق الطائف . سابقة قد تكون تطبيقاً حقيقياً لواقع الديمقراطية التي يتغنى بها لبنان . لتكن هناك قوة حاكمة وأخرى معارضة، وهو أمر كان نوعاً من الكوميديا السياسية سابقاً في لبنان، على اعتبار أن المعارضة، التي كانت تصرّ على التسمية، كانت شريكاً أساسياً وصاحب قرار في الحكم .

اليوم الوضع سيختلف . أمر لا شك إيجابي إذا كانت هذه السابقة ستكرس شكلاً جديداً من الحياة السياسية اللبنانية، لا أن تقتصر على الحكومة الحالية المرتقبة ومن ستتمثل فيها من قوى تتهم بفرض آرائها بقوة السلاح . لتكن هذه السابقة مرحلة جديدة من العمل السياسي اللبناني ووضعه على السكة الصحيحة التي تنبذ التقسيمات الفئوية والطائفية إلى خارج المعادلات السياسية .

ما من شك أن تكريس هذه السابقة دونه الكثير من الاعتراضات، لكنها خطوة لا بد منها الآن أو غداً . ولتكن صيغة الحكم من طرف واحد بكل ما يحمله هذا الطرف من مشاريع ستكون اختباراً شعبياً على مختلف المقاييس، ولعلها تلغي واقع القطعان، لتكون الجماهير عامل محاسبة في صندوق الاقتراع .

حكومة لبنان الجديدة على درجة كبيرة من الأهمية، ليس لكونها ستكون مسؤولة عن قرارات خاصة بالمحكمة الدولية وقرارها الظني، بل لأن واقعها وشكلها الجديد سيفتحان الباب على مرحلة سياسية لا بد أن تعمم، ولا تقتصر على فئة من دون أخرى .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 41 / 2165277

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165277 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010