السبت 12 شباط (فبراير) 2011

مبروك لمصر وللأمة العربية

السبت 12 شباط (فبراير) 2011 par د. فايز رشيد

وأخيرا تنحى الطاغوت , هذا الذي جعل من أكبر دولة عربية, مزرعة له ولعائلته وللطفيليين , وهم القلة التي استولت وسرقت ثروات الشعب المصري لما ينوف عن الثلاثين عاما. ظل مبارك يقاوم حتى اللحظة الاخيرة , سقط بفعل شجاعة الشعب المصري العظيم , الذي ظل صامدا ومصرا على اسقاط الطاغوت .

ان مرحلة جديدة بدات مع سقوط نظام مبارك , ليس بالنسبة لمصر وحدها بل للأمة العربية باسرها من المحيط الى الخليج , وبخاصة لصالح الصراع العربي – الصهيوني.

فمن المعروف ان مبارك هو احد عرابي كمب ديفيد, اتفاقية الخيانة الاولى مع العدو الصهيوني , التي أخرجت مصر من الصفوف العربية في التصدي لهذا العدوو, لذلك فانهم في اسرائيل جن جنونهم منذ بداية الثورة المصرية...نصحوا الولايات المتحدة وكافة الدول الغربية للدفاع عن حسني مبارك ونظامه , فهو النظام الصديق «لاسرائيل».

مبارك كان عراب المفاوضات التسووية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل, لطالما احتمت السلطة بهفي تنازلاتها الكبي
رة عن الحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني . بسقوط مبارك سقط غطاء كبير عن السلطة الفلسطينية.

مبارك هو الذي حرص طيلة حكمه على المصالح الأمريكية ليس في مصر وحدها وانما على صعيد الأمة العربية باسرها , ولذلك تفقد الولايات المتحدة بسقوطه واحدا من أهم حلفائها في المنطقة. مثل مبارك حليفا أساسيا للأدارات الامريكية المختلفة منذ توليه الحكم وحتى سقوطه.

نخشى ما نخشاه من الألتفاف عل المكتسبات التي حققها الشعب المصري بثورته الشجاعة. المفروض من الرئيس القادم اعادة الديموقراطية واعادة الثروة الى الشعب المصري واعادة مصر كطليعة للأمة العربية.
وفيما يتعلق بالصراع العربي – الصهيوني يتوجب العمل على الغاء اتفاقية العار ...اتفاقية كمب ديفيد وذلك للأسباب التالية:

أولاً: أن إلغاء اتفاقية كمب ديفيد سيؤثر سلباً على الاتفاقيتين المعقودتين مع م.ت.ف ومع الأردن(أوسلو ووداي عربة), بما يعينه ذلك من إعادة الصراع الى مربعاته الأولى..بالطبع إضافة إلى تأثيرات هذا الإلغاء إيجاباً على الوضع في العالم العربي , من حيث ارتفاع وتيرة العداء للمخططات الأمريكية في المنطقة،وللوجود الإسرائيلي فيها.

ثانياً: إن إلغاء هذه الاتفاقية يعني فيما يعنيه:عودة الجيش المصري إلى سيناء،وهذا ما لا توده إسرائيل ولا حليفتها الولايات المتحدة،فهذا الدخول يعني اقتراب الخطر من حدود الدولة المصطنعة.لطالما خشيت« إسرائيل»(حتى في ظل توقيع اتفاقيات كمب ديفيد) من تنامي القوة العسكرية المصرية،فمصر هي الدولة العربية الأكبر في العالم العربي:ديموغرافياً واقتصاداً وإمكانيات بشرية وعسكرية.

وبالتالي فإن التغيير في مصر يحمل مخاطر كبرى للدولة الصهيونية،وهو ما يتوقعه السفيير الإسرائيلي الأسبق في مصر ايلي شيكيد الذي كتب مقالة في صحيفة يديعوت أحرونوت(الأحد 30 كانون الثاني) قال فيها(الوضع الحالي يبدو لنا في صورة سيئة.إن كل تطور سياسي في مصر لن يكون خيراً للسلام،ذلك أنه سيعمل على المس بشكل جوهري بالسلام مع إسرائيل،فحتى لو جاء البرادعي كرئيس قادم فهذه لن تكون ذات مصر،والسلام لن يكون ذات السلام).

ثالثاً: إمكانية فك الحصار عن غزة من الجانب المصري الأمر الذي يُفشل الحصار الصهيوني على القطاع،والذي يستمر للعام الرابع على التوالي،وبالتالي ستفشل أهداف هذا الحصار.كذلك التأثير في تعطيل المفاوضات الفلسطينية مع العدو الصهيوني .

رابعاً: إن إلغاء اتفاقية كمب ديفيد سيعمل على تقوية نهج المقاومتين اللبنانية والفلسطينية, وعلى تقوية نهج الممانعة في الدول العربية(سوريا), وسيعمل أيضاً على تقوية العلاقات العربية مع كل من إيران وتركيا.
نقولها بالفم الملآن مبروك لمصر وللامة العربية بأسرها من المحيط الى الخليج.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 67 / 2177847

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2177847 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40