الأحد 20 شباط (فبراير) 2011

صحوة فلسطينية متأخرة

الأحد 20 شباط (فبراير) 2011 par د. فايز أبو شمالة

بعد انجلاء الوقف الأمريكي عن وقاحة سياسية غير مسبوقة، واستخدامها حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار يندد بالاستيطان« الإسرائيلي» في الأراضي المحتلة والقدس، تكون أمريكا قد خرجت عن حيادها، وانكشفت بشكل يخزي كل أولئك القادة الذين ظلوا ينتظرون من أمريكا الإنصاف، وتكون أمريكا قد كشفت حجم استخفافها بمشاعر كل العرب الثائرين على الخنوع، واستخذاء الحلول من« إسرائيل».

إن الذي فضح السياسة الأمريكية، وكشف ما تستره من أحقاد على العرب هم أولئك الثوار العرب في تونس، وفي القاهرة، وفي بنغازي، وفي عمان، وعدن، هؤلاء هم الذين أملوا على القيادة السياسة الفلسطينية أن تصر على تقديم مشروع القرار المندد بالاستيطان على مجلس الأمن، فلا خيار أمام القيادة الفلسطينية إلا أن تجاري الحالة العربية الناهضة، ولا صحة لكلام أولئك الذين خرجوا علينا مصفقين للقيادة السياسة الفلسطينية البطلة التي رفضت الخضوع للضغوط الأمريكية، وأصرت على المواجهة.

إن الذي صار بطلاً للمفاوضات عشرات السنين، ومارس تنفيذ خارطة الطريق سنوات، واعترف بإسرائيل، ونفذ اعتقال المقاومين، وحارب البندقية، لا يمكنه في ليله وضحاها أن يتحول إلى مقاوم، وإلى صاحب خط مقاتل، يقف ضد أمريكا، ويتحدى إسرائيل.

لما سبق، فإن كل ما يتمناه الشعب الفلسطيني؛ أن تعلن القيادة السياسية مسئوليتها عن الفشل، ومسئوليتها عن القصور في التفكير، وفي التقدير، وأنها تتحمل المسئولية عن كل ما لحق بالشعب الفلسطيني من انقسام، ومن تدمير للنفسية الفلسطينية، ومن تغطية على جريمة سلب المستوطنين للأرض، وأنهم يتحملون المسئولية عن كل روح فلسطينية أزهقت، وعن حياة كل مقاوم تم الزج فيه إلى السجن لمرضاة أمريكا و«إسرائيل»، وأنهم جاهزون للمحاسبة على ما اقترفت أيمانهم من خطايا بحق الأرض والإنسان.

على القيادة السياسية الفلسطينية صاحبة خط التفاوض مع «إسرائيل» أن تسلم نفسها فوراً إلى أصحاب برنامج المقاومة، وأن يذوبوا معهم، لوضع خطة عمل فلسطينية موحدة لمواجهة مستجدات المرحلة السياسية التي ستكشر فيها أمريكا وإسرائيل عن أنيابهما. وعلى جميع الفلسطينيين بعد ذلك اللجوء إلى الانتخابات الديمقراطية، ليقول الشعب رأيه في قادم الأيام، ويبدي استعداده في تحمل مسئولية المقاومة، وما يترتب عليها من تضحيات، أو أن ينكفئ على نفسه، ويعود إلى خط المفاوضات ذليلا خائباً.

لقد جاءت صحوة القيادة السياسية الفلسطينية بعد فوات الأوان، وبفعل المتغيرات الدراماتيكية التي عصفت بالوطن العربي، هذه الصحوة يمكن اعتباره خطوة فلسطينية أولى يجب أن تتبعها خطوات، ويجب إلا ينظر إليها على أنها انتصار فلسطيني، لأن هذه الصحوة كشفت عن عميق الحفرة التي ألقت فيها القيادة السياسية قضيتنا الفلسطينية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2177902

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2177902 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40