الثلاثاء 1 آذار (مارس) 2011

لغابة الخطى.....قصيدة جديدة لـــــأيمن اللبدي

الثلاثاء 1 آذار (مارس) 2011 par أيمن اللبدي

1
أرادَ اختباريَ في الفلسفةْ

فقالَ بِصوتِ المعلِّمِ هَمساً

أيمكنُ للدَّهرِ أنْ يُستعادَ ويعرْضَ نسخةَ فيلمٍ جديدْ؟

أيمكنُ أنَا نقومُ الغداةَ بفجرٍ تمطَّى منَ الذَاكرةِْ ؟

أيمكنُ للحاضرِ المستقيلِ الصَّلاةَ بحضرةِ ماضٍ يؤمُّ البُشارةْ ؟

فزعتُ منَ الاحتمالِ البعيدِ ، وقلتُ هيَ الصورةُ الماكرةْ

تراوحُ بينَ الغناءِ قليلاً

وتذهبُ نحو البكاءِ طويلاً

هيَ الصورةُ السَّاخرةْ

فماذا قرأنا سوى ما أرادوا

وماذا كتبنا سوى ما استطعنا

خياطةَ جرحٍ قديمِ الزوايا وتصعبُ فيهِ فنونُ التخفِّي

وَيبقى الفريسةَ مهما فعلنا!

منَ الحقِّ أنا وُلدنا غيارى

ونَكفرُ بالذلِّ مهما تسلَّى

ولَيسَ القنوتُ سوى الموتِ فينا

ولكنَّ طولَ المشاهِد في الظلِّ ساقَ العيونَ لمنطقِ حلٍّ شديدِ السَّوادِ

نُصالحُ فيهِ احتمالاً وحيدْ

سنمضي وتبقى الروايةُ بكراً

تعانُدُ من أجلِ جيلٍ جديدْ

ونحنُ بقينا على العهدِ نحلمْ

ونحرسُ بعضَ المنافذِ تارةْ

وكنّا رضينا بأنَّ السُّطورَ البسيطةَ تكتبُ شيئاً

عنِ الرَّافضينَ الذينَ استقاموا

وتطربهم أغنياتٌ قديمةْ

وكنَّّّّا اكتفينا منَ الضاحِكينَ برتبةِ سيفٍ قديمِ الكلامِ وَتقتلهُ الفتنةُ الباغيةْ......

2

عَلى شُرفَةِ الوقتِ حلَّ الصَّباحُ و َجاءَ بريدُ الأحبَّةِ زحفاً

ويحملُ بينَ ثنايا الغلافِ قميصَ المحاصرِ خلفَ الخطوطْ

أريحٌ يردُّ ضياءَ العيونِ ويُشفي الفؤادَ ؟

أهمسٌ يذيبُ مخاضَ الجنونْ؟

بماذا تجيءُ الرِّياحُ الجديدةْ؟

وماذا يقومُ بصَدرِ الحكايةْ ؟

هوَ اليومُ أمسِ وأمسُ تجدَّدْ

تثائبَ في وجهِ بؤسٍ تجمَّدْ

وقالَ سنعدو قليلاً بِشبِّاكِ فلٍّ ونصرخُ مليءِ الهواءِ قليلاً

ونُوقظُ صبحَ المدينةِ حتماً

لفصلٍ يغايرُ كلَّ الفصولْ

وقالَ وصلنا

وهذا الصَّباحُ حديثُ الحصولْ

عَلينا البقاءُ برحمِ الشّوارعْ

علينا اكتشافُ متى كانَ يومُ الخداعِ القديمِ

وأينَ توسَّدْ

وكيفَ استطاعَ اختطافَ الصَّبيةِ منّا

وكيفَ ترصَّدْ

على شرفةِ الوقتِ حلَّ الصَّباحُ

وليسَ كأيِّ صباحٍ قديمْ

إذا شاءَ صاحبُ هذا النَّشيدِ سنحملُ طيفَ خطاهُ قلادةْ

ونجعلُ رجعَ صداهُ وسادةْ

أعادَ إلينا سماءً فقدنا

أعادَ إلينا حروفَ الحياةِ وأسقطَ كلَّ وحوشِ اللغةْ

سنكتبُ صفحتنا من جديدٍ بدونِ اضطرارٍ لسقفِ الكتابةْ.......

3

لغابةِ تلكَ الخطى ألفُ مرحى

لغابةِ تلكَ الحناجرِ شكراً

وللممسكينَ فنونَ الكتابةْ

منَ اليومِ أنتم شيوخُ السياسةْ

وَسادةِ رسمِ الخرائطِ قسراً

وَقادةِ معهدِ فنِّ الحضارةْ

أشدتم منَ الجملةِ الانتصابَ وفنَّ الإصابةْ

لكمْ أن تطيلوا وتعلوا الغناءَ

وليسَ لأنَّ غبياً يظنُّ بأنَّ الغناءَ يكونُ ممراً لحفلِ شواءْ

ولكنَّ لأنَّ الغناءَ انتهاءْ

ومرَّ على كلِّ طوقِ حراسةْ

هوَ الشرقُ لا شكَّ فيهِ جديدٌ

ولكنْ بغيرِ سكاكينِ روما

وغيرِ إرادةِ وحشِ العصابةْ

دعوهُ يقلِّبُ كفَّ السُّؤالِ

ويحتارُ في الحظوةِ المستجابةْ

وقولوا لقيصرَ لا ظلمَ يبقى

خذوا ما رسمتم منَ الغدرِ ظلماً

أعيدوا الجيوشَ إلى البحرِ خلفاً

فهذا ترابٌ تحدَّى الرتابةْ

لغابةِ تلكَ الخطى ألفُ مرحى

وليسَ الذي افتتحتهُ الشَّوارعُ فصلاً جديداً

ولا الجيلُ هذا مجرَّد جيلٍ جديدٍ تخطَّى الرقابةْ

ولكنَّ جملةَ ما قدمتهُ المشاهدُ دنيا جديدةْ...........

أيمن اللبدي

1/3/2011



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2178711

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع مواد  متابعة نشاط الموقع شعر وقصيدة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178711 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40