السبت 19 آذار (مارس) 2011

تداعيات انتفاضة مصر على المشهد الفلسطيني

السبت 19 آذار (مارس) 2011 par هشام أسامة منوّر

إذا كانت فلسطين تمثل القضية الجامعة لتطلعات الأمة، ورافعة سعيها لاستئناف دورها الحضاري، فإن مصر، بثقلها الديمغرافي ومكانتها الجيوسياسية، تعدّ، بلا ريب، قاطرة العرب وإحدى أهم دول العالم الإسلامي.

ارتباط مصر بفلسطين وشؤونها يمازج بين عوامل التاريخ والجغرافية والسياسة، ليمنح كل منهما الآخر من رمزيته، ويصل إلى إشراف مصر المباشر على قطاع غزة، حتى زمن قريب. وظلت العلاقة بين مصر وفلسطين علاقة وثيقة ومميزة، مهما اختلف شكل النظام الحاكم في كلا البلدين، فالعلاقة بينهما استندت إلى قائمة طويلة من عوامل التاريخ والجغرافية، وروابط الدم والدّين والجوار، ووصلت إلى حد التشارك والتآزر والتعاضد، في أحيان كثيرة من الدهر، بوصف فلسطين بوابة مصر الشرقية.

وعليه، فما إن أعلن عن تنحي مبارك عن الحكم، ونجاح الشعب المصري في تحقيق جزء من مطالبه، حتى أضحى التفكير في مرحلة ما بعد مبارك الشغل الشاغل لكل من مصر والفلسطينيين، وبطبيعة الحال، الكيان الإسرائيلي، وبدا وكأن حقبة تاريخية جديدة ترتسم ملامحها انطلاقاً من تداعيات الزلزال المصري على القضية الفلسطينية.

زلزال سقوط النظام في مصر كانت ارتداداته السياسية والإقليمية وتداعياته الأولية منصبة على الملف الفلسطيني، وعلى علاقة مصر بالكيان الإسرائيلي. فالعلاقة المرتبكة والمتوجسة بين نظام مبارك وحكومة حماس في غزة، انعكست مشاركة في حصار الغزيين لإرضاخ حكومتهم على الموافقة على الورقة المصرية للمصالحة.

وقبيل اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، كانت التوقعات تشير إلى احتمال وقوع عدوان إسرائيلي جديد على غزة، وتعزز ذلك بداية الثورة مع اعتزام الكيان الإسرائيلي احتلال محور فيلادلفيا على حدود غزة مع مصر، لكن انهيار النظام وتنحي مبارك جمّد هذه الخطط كما أربك مخططيها... ربما إلى حين.

في المقابل، هزّت تداعيات الثورة المصرية ونجاحاتها المتصاعدة سلطة رام الله، وهي الحليف لنظام مبارك، فكان أول تصريح للطيب عبد الرحيم يؤكد على حتمية رحيل السلطة إذا ما رحل مبارك، فإذا بها تلتقط أنفاسها وتدعو إلى انتخابات رئاسية وتشريعية قريبة.

في ملف المصالحة، بدت حركة فتح ومن ورائها السلطة أكثر مرونة إزاء تحفظات حركة حماس على الورقة المصرية، بل دعتها إلى إتمام المصالحة وفق ما سمي باتفاق دمشق، معلنة وأد الورقة المصرية التي ظلت محط خلاف ومساومة، ويبدو أن سلطة رام قد وعت الدرس المصري جيداً وتحاول الآن لملمة نزف الحلفاء، خصوصاً بعد الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ضد قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي.

والحال أن تداعيات ثورة الشعب على مستقبل مصر ودورها في المنطقة سوف تتكشف في الأيام المقبلة، إلا أن المؤكد أن انعكاس ذلك كله على فلسطين وأهلها سيكون كبيراً.. وربما كبيراً جداً.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2177279

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2177279 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40