الاثنين 17 أيار (مايو) 2010

لا تتركوا عبد الستار وحيدا

بقلم د.علي الحاج
الاثنين 17 أيار (مايو) 2010

مقالتي هذه كلمة حق ودعوة للاقتداء وليست مدحا لأحد ...

كثيرون هم الذين يتكلمون وقلة هم المفكرون والأقل منهم هم المتميزون وأقل القلة هم الجريئون والمؤثرون ، وواحد ممن جمع صفة التكلم والتفكير والتميز والجرأة والتأثير هو البروفسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية بنابلس ، والذي أكاد أجزم أننا لا نكاد نجد لجرأته مثيلا بين الكتاب والمحللين والمتحدثين ، فالرجل يعيش تحت حراب الاحتلالين الصهيوني والدايتوني وناله منهما أذى كثير، فقد تعرض لمحاولة قتل في وضح النهار عام1995 من قبل زبانية ( أبو إيمان الطيراوي) وأصيب بالرصاص ولكن الله كتب له النجاة من القتل ، وكان من ضمن من وقّع بيان العشرين الشهير عام 1997 ضد السلطة وضد عرفات تحديدا وكان عرفات آنذاك في أوج سلطته وقمة سطوته وناله من السجن والأذى بعد ذلك الكثير الكثير.

ولو سئل البروفسور عبد الستار عن عدد المرات التي هدد فيها بالقتل أو عدد المرات التي أحرقت فيها سيارته أظنه لن يستطيع تذكرها جميعا !!

وأخيرا وليس آخرا المحاكم (الجنائية ) الهزيلة من قبل عصابات دايتون وكأن الدكتور عبد الستار سرق( دجاج وبيض ) دايتون وهرب به !!

رغم ذلك كله يذهلنا الدكتور قاسم يوميا بحديث إذاعي أو تلفزيوني أو مقال صحفي قمة في الجرأة والعنفوان ورفض الذل وإعلان (تطليق) الخوف ثلاثا !! فالعمر واحد والرب واحد والرزق مقسوم والجل محتوم !!

رجل أظنني أظلمه إذا قلت إنه بألف رجل ، فكم من الألوف تجلس في بيوتها خانعة ذليلة يقتلها العجز والرعب وقلة الحيلة ولا تجرؤ حتى على الكلام بل وتفر من مجلس يذكر فيه أزلام دايتون حتى لا يسجل عليها حضور هذا المجلس !! وإذا بلغ الغضب من احدهم كل مبلغ ربما طرد زوجته وأولاده واحكم غلق نوافذه وشتم دايتون بينه وبين نفسه وكفى الله المؤمنين القتال !!

وكل هذا ممن !! من أحذية دايتون الذين لا يتقنون سوى فن الخيانة مع الاحتلال والتعري أمام جنوده !!

ولكنه في ذات الوقت يبدي شديد الإعجاب بأمثال الدكتور عبد الستار !! فإذا قيل له : هلّا امتلكت مثل جرأته تلفت حوله ومصّ شفتيه وبرمهما مستنكرا كأنه يقول : اللهم حوالينا ولا علينا!!

ولمن لا يعلم فإن الدكتور عبد الستار لا ينتمي لأي حزب أو حركة سياسية وان كان من أشد معارضي أوسلو ومشتقاتها.. أي أن الرجل بمقاييس الناس ليس له ظهر ، وغير مسنود أو مدعوم ..ومع ذلك لا يترك شاردة ولا واردة عن دايتون وأزلامه (الماسونيين ) إلا وذكرها وتراه داعيا ومرشدا ومنبها محذرا وواضعا الحلول النظرية والعملية لكثير من الأمور والوقائع ، ولهذا يكاد أزلام دايتون يصيبهم مس من الجنون من هذا الرجل ، ومن أراد التأكد فعليه الدخول إلى بعض المواقع الدايتونية الالكترونية مستعينا بالله أولا ثم بكمامة واقية وبعض الأدوية المضادة لأنواع المغص ووجع البطن وآلام المعدة والأمعاء والقولون ولينظر ماذا يكتب (الفلسطينيون الجدد) !!

*** ولعل التصريح الأخير (الذي افتخرت وكالة مستقلة جدا بأنه خصّها به ) لشخص يشبه الرجال يتوعد الكُتّاب وخاصة (المعارضين الاقحاح) الذين ينتقدون (الغلّابة) رضي الله عنها!! ويقول : عصر الاستهانة بفتح بدعوى حرية الرأي انتهى ، فلا تمتحنوا هيبتنا !!

اطمئن يا من تشبه الرجال (بالشوارب ) فقط !! امتحن الناس هيبتكم وأعجبوا بعرض هيبتكم العسكري كثيرا خاصة في سجن أريحا حين شاهدوا (تشكيلة ملابسكم الداخلية) في معرض الأجساد العارية يوم تسليم سعدات !! مسكين سعدات ..( أتمنى أن -جبهة ملوح - لا تزال تذكر هذا الاسم في زحمة الوقوف على طابور آخر الشهر ) ...

يومها 14/3/2006 – في سجن أريحا – تعريتم من ملابسكم وقبلها وبعدها تعريتم من قيمكم ووطنيتكم وتجردتم من آدميتكم فخسرتم حتى أن تكونوا بشرا!!

انتم تتعرون وأبطال القسام يستشهدون ، أسمعتم بالشهيد القسامي الأخير علي السويطي؟!

*** جرأة الدكتور عبد الستار ( اللامنتمي) لأحزاب تذكرني وتحسرني بأبناء حركات بل ومنهم من استوزر سابقا ومنهم من لا يزال في منصبه ومنهم من ينتظر !! تذكرني بتصريحاتهم وكتاباتهم التي تجعلك تهتف ألف مرة قائلا ليته سكت !!

وإذا رأيته على شاشة التلفاز وضعت يدك على قلبك وأنهيت أدعية القنوت والحاجة وأنت تقول : سترك يا رب !!

وهو يتلوى ويتثنى بالكلمات يبحث عن كلمة هنا ومفردة هناك لا تجرح شعور (الإخوة) الدايتونيين !! ويحاول إمساك العصا من المنتصف بعد أن لف أصابعه بثوب من (الحرير) ويطل من شرفة عالية ( وكأنه من كوكب المريخ ) ليتحسر على أولاد صغار اسمهم حماس وفتح يتشاجرون وهو يحاول أن ينهرهم ويصلح ذات بينهم رغم أنه لا ناقة له ولا بعير ولا علاقة له بالموضوع !! فلا هو ابن لحركة جعلته وزيرا أو مسؤولا ولا عرفه الناس بفضلها ولا من خلالها !!! ولذلك فهو يحمل الطرفين مسؤولية الانقسام البغيض !!!!

*** أقارن بين نموذج عبد الستار –غير المسنود – وبين هذه النماذج فأزداد إعجابا بالدكتور وأكاد انفجر غيظا من هؤلاء !!

هؤلاء الأخوة ممن يسيئون من حيث يظنون أنهم يحسنون وينطبق عيهم القول (اجتهد فَخَبَّصْ ) .وأقول لهم : بالله عليكم كفوا عنا مقالاتكم وتصريحاتكم !!

ترى هل نترك عبد الستار وحيدا بعد أن كشف رموزهم وعراّهم عن آخرهم أم نقرأ ونفهم ونطبق ما يقوله وما نتفق معه به وأظننا نتفق مع جلّ ما يقوله ... ونضم ألف قلم وألف صوت إلى صوته أم نتركه وحيدا في مواجهة هؤلاء اللئام من عبيد دايتون وأذناب المحتل..

*** وكلمة أخيرة : متى سنسمع من قادة الضفة ونوابها وكتّابها وخطبائها ومتحدثيها (مع تقديري للجريئين منهم ) مواقف جريئة كمواقف عبد الستار قاسم أو كمواقف القائد رأفت ناصيف – فرج الله كربه- . تفضح الأذناب وتعريهم وتجعلهم أمام الناس مثارا للخزي والعار والتندر؟!

أيها الناس : الرجال مواقف والموقف لا يتكرر فإما أن يكون لك أو أن يكون عليك ..ولنتذكر جميعا أن الشجاعة لا تقصر العمر لحظة وأن الجبن لا يزيده ثانية واحدة ...

والحديث الشريف يقول : إن أعظم الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر..فهل نكتفي بحفظ الحديث فقط فيكون حجة علينا أم نعمل به فنحيي الأمة ويكون حجة لنا؟!

فكم من كلمة أيقظت همّة وأحيت أمّة؟

ملاحظة : د. عبد الستار قاسم ينحدر من قرية دير الغصون قضاء طولكرم المحتلة وهي نفس قرية سلام فياض ... (لا ادري إن كان فياض دخلها في حياته أم لا) ... لذلك فهو يعرفه حق المعرفة...سبحان الله النقيضان من ذات القرية ...حكمتك يا رب !!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 31 / 2182089

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2182089 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40