الخميس 28 نيسان (أبريل) 2011

صحافة العدو : دولة للقضاء على «إسرائيل»

الخميس 28 نيسان (أبريل) 2011

مجرد التأييد لحل «الدولتين للشعبين» هو تأييد مشروع. مشروع حتى القول ان اقامة دولة فلسطينية ليست فقط ضرورة بل ومصلحة «اسرائيلية». خطأ معلني الاستقلال الفلسطيني في اوساطنا، ينبع من القبول بلا جدال لفرضية واحدة مغلوطة: بان الشعب الفلسطيني مل الاحتلال «الاسرائيلي» وعليه فان (كل) رغبته هي اقامة دولة فلسطينية في «أرضه»، أي في الضفة الغربية وغزة (فقط).

القسم الاول من الفرضية صحيح: الفلسطينيون ملوا التواجد «الاسرائيلي». القسم الثاني ليس صحيحا. الرواية الفلسطينية تختلف. وهي تقوم على أساس الرغبة في الثأر، في «العدل»، وفوق كل شيء على أساس حق العودة. من ناحيتهم، هذا الحق ليس حق الشعب في العودة الى وطنه، بل حق الفرد في العودة الى داره، سواء كان في حيفا، اللد او رمات أفيف. الرغبة في اقامة دولة، وبالتأكيد صغيرة ومنشقة بين غزة والضفة، لم تكن في أي يوم من الايام تطلعا صادقا، حقيقيا ونهائيا.

لنفترض انه سيجرى استفتاء شعبي بين كل الفلسطينيين، بمن فيهم عرب «اسرائيل»، فتحلل لهم امكانيتان: الاولى «دولتان للشعبين» والثانية الا تقوم أبدا دولة فلسطينية، ولكن ايضا تكف دولة «اسرائيل» عن الوجود، وكل أراضيها توزع بين الدول العربية. ماذا ستكون نتائج هذا الاستطلاع: هناك اساس للافتراض بأن اغلبية ملموسة ستؤيد الامكانية الثانية.

فرضية منظمي الاحتفال الذي عقد في جادة روتشيلد في نهاية الاسبوع الماضي بان الرغبة الفلسطينية تشبه رغبة بن غوريون وبموجبها اقامة الدولة هي مصلحة عليا ومقابلها من السليم دفع كل ثمن تقريبا، هي فرضية عديمة الاساس. فالدولة الفلسطينية، اذا قامت كنتيجة لمفاوضات حقيقية مع «اسرائيل»، ستجبر الفلسطينيين على الموافقة على ثلاثة امور: التنازل عن حق العودة، الاعتراف بان الاتفاق يتضمن نهاية النزاع والموافقة على ان دولة «اسرائيل» هي دولة يهودية. على هذه الامور الثلاثة ليس الفلسطينيون مستعدين للتنازل، وعليه تغريهم جدا امكانية اقامة دولة بقوة قرار من الامم المتحدة القرار الذي على أي حال لن يطالبهم بالتنازل عن أي شيء.

الاصرار «الاسرائيلي» على هذه المواضيع الثلاثة هو أمر حرج. هناك من لا يفهم لماذا من المهم جدا البند الثالث الاعتراف بدولة يهودية. الجواب يتناول نقطة المنطلق: ماذا يريد الفلسطينيون حقا. ينبغي الافتراض بانه عندما ستقوم دولة فلسطينية وينتهي بهذه الطريقة أو تلك التواجد «الاسرائيلي» في داخلها، سيتعاظم طلب عرب «اسرائيل» للاستقلال في اراضيهم (الجليل، وادي عارة) او الاعتراف بان دولة «اسرائيل» هي ثنائية القومية، وعلى الاقل «دولة كل مواطنيها». دولة فلسطين التي قامت لتوها ستعمل بكل قوتها ضد «اسرائيل» «التي تقمع الفلسطينيين المتواجدين تحت الاحتلال «الاسرائيلي»».

السبيل لتقليص هذا الخطر هو وثيقة دولية توقع عليها ايضا دولة فلسطين، التي تعترف بان دولة «اسرائيل» هي دولة يهودية، وعليه فان من حقها السماح لليهود بالهجرة اليها في ظل منع هجرة آخرين. منع كهذا سيتحقق، ضمن امور اخرى، اذا كان سيحظر حسب الاتفاق على الفلسطينيين الاحتفاظ بجنسية مزدوجة «اسرائيلية» وفلسطينية.

من يريد، على حد قوله، ان يضمن مستقبل دولة «اسرائيل» من خلال اقامة دولة فلسطينية ملزم بان يصر على الا تقوم هذه الا كجزء من اتفاق مع «اسرائيل»، يضمن التحقيق لجزء من مصالحنا الحيوية على الاقل. من يدعو الى اعلان استقلال فلسطيني من طرف واحد، يشجع الفلسطينيين على الامتناع عن الحاجة لاتخاذ تلك القرارات الحيوية جدا لمستقبلنا وبالتالي يزيد الخطر في ان اقامة تلك الدولة الفلسطينية ستكون فقط مرحلة في طريق السيطرة على كل بلاد «اسرائيل».

- **«يديعوت»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2180911

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2180911 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40