الأربعاء 19 أيار (مايو) 2010

لماذا انت مشاغب دائما؟

الأربعاء 19 أيار (مايو) 2010 par جادالله صفا

لماذا يا... انت مشاغب دائما؟ كلمات ابراهيم الزبن السفير الفلسطيني بالبرازيل، موجهة لأحد نشطاء الجالية الفلسطينية خلال نشاط النكبة الذي اقيم بالعاصمة الكوبية هافانا يوم 13/05/2010، باعتبار ان مداخلة الناشط الفلسطيني جاءت مغايرة كليا لكلمة السفير الفلسطيني بكوبا، فهذه الكلمات تعبر عن عقلية السفراء التي لم تتغير اطلاقا، عقلية اتسمت بالتسلط والهيمنة وعدم احترام الرأي الاخر، عقلية لا علاقة لها ولا تمس اطلاقا بالعمل الذي من شأنه ان يطور اليات العمل الوطني الفلسطيني والموقف الفلسطيني بالمهجر، بعض السفراء يعتقدون انهم مرجعية العمل الوطني بهذه الدولة او تلك، ولهذا السبب يرى السفراء بمن يخالفهم الرأي والتوجه بانه انسان مشاغب، الى جانب العديد من التهم التي لا نهاية لها، اضافة الى اساليب التحريض التي يقومون بها ضد كل من لا يتفق معهم بالرأي.

وجود السفير الفلسطيني بالبرازيل خارج الدولة بهذه الفترة وبهذه المناسبة تؤكد بدون ادنى شك، ان البرازيل كانت خالية من نشاطات النكبة، او ان السفير خارج اطار النشاطات القائمة بالبرازيل، فلا السفارة الفلسطينية اصدرت بيانا بالمناسبة ولا الفيدرالية الفلسطينية ايضا تجرأت ولو بفقرة واحدة من خلال بيان او تصريح يتذكر النكبة، كأن النكبة لا تعنيهم، فغياب هذه المناسبة ببرنامجهم حيث لا برنامج لديهم، يضع علامات استفهام حول طبيعة الدور الذي يؤدوه.

احد السفراء بالقارة يقول بلقائه مع بعض ابناء الجالية الفلسطينية، ان سوء حظ افراد السلك الدبلوماسي والاجهزة الامنية هو التمسك بموقف السلطة وتنفيذ ما يصدر لهم رغم عدم قناعتهم بذلك وبصحتها، كما ان هناك سفراء اخرين بالقارة من خلال بعض الجلسات مع افراد من الجالية، يكيلون التهم ويهاجمون السلطة الفلسطينية وقيادتهم التي عينتهم على سوء مواقفها السياسية، وهو لا يجروء على رفض خدمة هذا النهج حبا بالاموال والمركز، معتبرين ذلك مقياسا للوطنية ومن اجل المصلحة الوطنية العامة، كذلك هناك مسؤولين بالسلطة الفلسطينية على مستوى الوزراء يقولون ان السفراء الفلسطينين ما زالوا بعقلية منظمة التحرير الفلسطينية، ويجب تغيير هذه العقلية، وتذكيرا فقد وصلت الامور بان يحتج بعض السفراء رسميا لدى الفصائل الفلسطينية حول مواقف واجراءات اتخذها انصار بعض الفصائل تخالف موقف السفير او مقاطعته، حيث وصلت الامور الا ان تقدمت اطرافا رسمية لها علاقة بالسلطة واللجنة التنفيذية احتجاجا على مقاطعة زيارة الرئيس الفلسطيني لبعض دول القارة بامريكا اللاتينية من قبل انصار الفصائل الفلسطينية.

ان يصرح السفير الفلسطيني بالبرازيل لوسائل الاعلام باحدى مقابلاته ان السلطة الفلسطينية وافقت على قيام دولة فلسطينية على 22% من الارض الفلسطينية، التي تعني تنازلا بدون مقابل عن 78% هذا طبعا موقف الطرف المهادن والمساوم على الحقوق والثوابت الفلسطينية، ولا يمثل موقف الشعب الفلسطيني، فالجالية الفلسطينية من خلال نشطائها وقواها السياسية لهم كامل الحرية بالتعبير عن الموقف الوطني السليم الذي لا لبس فيه، موقف يؤكد على حق شعبنا الكامل بالدفاع والتمسك بحقوقه وعلى راسها حق العودة والدولة بعد ازالة الاحتلال وتحرير الارض من العصابات الصهيونية، وتفنيد كل هذه المواقف الغير وطنية والغير اخلاقية، فالشعب الفلسطيني يناضل من اجل دحر الاحتلال وهزيمة المشروع الصهيوني لتحصيل حقه بالعودة واقامة دولته على كامل ترابه، فهذا حق مقدس، وكلام السفير ايراهيم الزبن القائل: مالك ومال اليهود. هم اصحاب المال! هذا كلام يعبر دون شك عن طبيعة الفكر الاستسلامي الانهزامي التي يمثلها هذا النهج من خلال كلمات السفير.

السياسة المتبعة من قبل السلك الدبلوماسي والتي تتجه نحو تغيير بمواقف بعض دول القارة اتجاه عملية السلام المزعومة، لتبيض وجه الكيان الصهيوني هي من الشروط المفروضة على قيادة المنظمة والسلطة، حيث للسفراء دورا اساسيا بهذه اللعبة، هذه المواقف المشبوهه تاتي من خلال تصريحاتهم الى وسائل الاعلام المحلية، التي تعمل باتجاه بلورة راي عام محلي غير مبالي اولا وضاغطا مستقبلا على الشعب الفلسطيني للتنازل عن حق العودة، ولبلورة رأي عام محلي ليتعاطى مع الموقف الفلسطيني الرسمي التنازلي، والمتمثل باقامة دولة قبل ازالة الاحتلال على 22% من ارض فلسطين او اقل كما صرح فياض، والا ماذا تعني مقابلات السفير الفلسطيني بالبرازيل مع بعض وسائل الاعلام اوتصريحاته بهذا الاتجاه.

لهذا يتوجب على كافة النشطاء والقوى الفلسطينية والعربية الوطنية بالبرازيل والقارة اللاتينية بالتصدي للسياسات الاستسلامية والانهزامية، والعمل من خلال الاحزاب والقوى اليسارية التى ترى بالصهيونية والكيان الصهيوني والامبريالية العالمية عدوا للشعوب وحريتها، هذه القوى التي تقف الى جانب النضال الفلسطيني وحقوقه الشرعية دون شروط، من اجل تعزيز عملية النضال الاممي والتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني، مسؤوليات تقع على عاتق الكل، لتعرية الصهيونية واهدافها، والحد من نشاطهم وتدخلهم بدول القارة، فالنضال المشترك والتضامن الاممي كفيل بهزيمة قوى الشر والعدوان التي تمارس عدوانها على الشعوب، واهمية تطوير لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني وربطها مباشرة مع نضال الشعب الفلسطيني لتساهم فعليا بدحر المشروع الصهيوني عن الارض الفلسطينية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 64 / 2165866

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165866 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010