الاثنين 2 أيار (مايو) 2011

صحف العدو : «حماس» غيرت موقفها

الاثنين 2 أيار (مايو) 2011

لماذا نحتاج الى انتخابات والى تبديل رؤساء حكومة واحزاب؟ ولماذا هذا الضجيج الذي لا حاجة اليه كله اذا كانت «اسرائيل» أصلا ترد دائما بالطريقة نفسها، حكومة بعد حكومة، مثل طيار آلي؟ ولماذا كلما ظهر احتمال تغيير ايجابي سارعت «اسرائيل» الى تغضين وجهها ونثر المخاوف والانطواء في رفضها؟ لماذا؟ لأننا كذلك.

لم يكد المراسلون ينقلون تقاريرهم من المؤتمر الصحفي لعزام الاحمد وموسى أبو مرزوق، حتى وثب بنيامين نتنياهو الى غرفته الاعلامية وأطلق غضبا رسميا، ولم يكد ينتهي كلامه حتى بدأت الجوقة الوطنية نشيد الرفض، والنشيد الوطني مع الرقص المرعب في الخلف.

فكر رجال الدعاية بكسب مكسب مختلق آخر هو خطر المصالحة الفلسطينية كما فعلوا في بقايا حافلة الطلاب من غلاف غزة التي يرسلونها الآن من اجل «حملة دعاية» في الخارج. ما زالت لا توجد مصالحة لكن صراخ الرفض «الاسرائيلي» يعلو الى السماء.

النصوص هي نفس النصوص، كلمة بكلمة كما في السبعينيات والثمانينيات : منظمة «ارهاب» ـ لن نجري تفاوضا معها أبدا. كانت تلك «فتح» آنذاك وهي الآن «حماس».

بل ان وزير الدفاع عنده «صيغة عدو ـ سمعة طيبة» جديدة : اذا واذا واذا فربما نعم، لكن لا في الحقيقة. وشمعون بيريس الذي أصبح يؤيد السلام من غير ازالة المستوطنات أعلن على نحو رئاسي ان «المصالحة ستمنع دولة فلسطينية» وكأن «اسرائيل» كانت توشك ان تخرج من المناطق لكن الاجراء اللعين وحده منع انشاءها في آخر لحظة.

غيّرت «حماس»، لا «فتح»، موقفها. قد تكون هذه أنباء جيدة.

ما زال من السابق لأوانه ان نُقدر مبلغ جدية الامر، فواجب البرهان على «حماس» المتجهة الى الاعتدال، لكن يجب ان نمنح الامر أملا. اشترطنا لمدة سنتين شروطا غير ممكنة على محمود عباس وأصبحنا الآن نشتاق اليه. «إما نحن وإما حماس»، يعلن نتنياهو وكأنه محب تمت خيانته وكأن خيار «نحن» كان مطروحا في جدول العمل.

إن الاتفاق الذي تم توقيعه بالحروف الاولى يشتمل على ضمان التحول الديمقراطي والانتخابات ـ هذا ما أردناه دائما، أليس كذلك؟

ألم يطلب اليمين هذا؟ إن كل اولئك الذين يقولون الآن ان من الخير أننا لم نصنع سلاما مع الطغاة العرب يجب ان يكونوا معنيين بالسلام مع الشعب الفلسطيني كله لا مع حكامه فقط؛ وها هي ذي فرصة.

كل من ينقض على أبو مازن لادخاله شريكا متطرفا يجب عليه قبل ذلك ان يتأمل تكوين حكومتنا، أليس كذلك؟

وكل اولئك الذين قالوا ان الفلسطينيين منقسمون وان أبو مازن ضعيف وغير شريك كان يفترض ان يفرحوا لاحتمال قيام حكومة مستقرة قوية. لكن لا، المصالحة الفلسطينية غير جيدة لـ «اسرائيل» بحسب اللعبة المعوجة وحاصلها صفر التي نلعبها منذ زمن بعيد وهي أن ما يحسن لهم لا يحسن لنا. استمعوا الى الكلام المدوي لنعوم تشومسكي في مقابلة صحفية مع غادي الغازي في «التلفزيون الاجتماعي» : «الفرض الأساسي لـ «اسرائيل» ديمقراطية يجب ان يكون فرصة فلسطين ديمقراطية». أليس هذا صحيحا؟

ما تزال الطريق الى المصالحة الفلسطينية طويلة بل أطول من الطريق الى الدولة، فلا يوجد حتى الآن ما يُحتفل به في أزقة جنين وأنفاق رفح، ولا يوجد في القدس وتل ابيب حتى الآن ما يُخشى منه أو يهدد وكأنه وقع في أيدينا «كنز دعائي». اذا نشأت حكومة وحدة واذا أُجريت انتخابات حرة فسيكون ثمة أمل جديد. يجب على «اسرائيل» ان تستقبله بالمباركة مع التحفظات المناسبة.

كم كان الامر مثيرا للكآبة في حفل «يوم الحرية» لجنوب افريقيا في نهاية الاسبوع في تل ابيب : ففي حين كان السفير اسماعيل كوباديا، وهو شخص يعرف شيئا أو اثنين عن «منظمة ارهاب» لا يجوز اجراء تفاوض معها ويُدير ممثلوها منذ عشرين سنة دولة حرة ومدهشة نسبيا ـ تحدث عن الأمل في المصالحة الفلسطينية، حاول الوزير بني بيغن ان يُخيف الحاضرين من التحول الديمقراطي في العالم العربي وأن يصفه بألوان أكثر سوادا من السواد. لأننا سادرون في غيِّنا : فالايام تمر والسنة تمر لكن الجوقة تبقى أبدا.

- **«هآرتس»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2179046

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2179046 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40