الجمعة 6 أيار (مايو) 2011

صحف العدو : قبل ان يتحول الربيع العربي الى شتاء بارد اسود

الجمعة 6 أيار (مايو) 2011

لن يساعد شيء اليمين الامريكي، واليمين «الاسرائيلي» وشبكة «فوكس». فاغتيال اسامة يمنح اوباما الدعم. إن من كان يُرى ضعيفا أثبت انه قاتل. ومن كان يُشك في لينه أظهر قدرا كبيرا من الشدة. اجتاز الفتى مراسم تخريجه. إن تحريك الاقتصاد، والتحرك الى المركز ووضع اليد على بن لادن جعلت باراك اوباما زعيما صامدا ذا سلطة. فاذا لم يخطىء اخطاء كبيرة في السنة القريبة فان احتمالات ان يستمر في السكن في البيت الابيض حتى 2019 جيدة.

لكن اوباما يُصر على القيام بأخطاء كبيرة. فسياسته في الشرق الاوسط غير متسقة وغير مفهومة. فالمبادىء التي توجهه غامضة مصمتة. إن من خلع حسني مبارك ما زال يمنح بشار الاسد حصانة. والرجل الذي خرج للحرب من اجل منع سفك الدماء في بنغازي لا يُحرك ساكنا لوقف المجزرة في درعا. ما يزال ضعف القيادة وعدم الوضوح الاخلاقي يميزان اوباما. فبدل ان يقود العالم العربي الى مكان جيد يُجر مع العالم العربي الى مكان سيىء.

المشكلة الاولى هي ايران. لقد أفضت الثورة العربية الى انه لا توجد قوة سنية سوى السعودية تقف اليوم في طريق آيات الله. وكذلك حسّنت الثورة العربية وضع آيات الله المالي بأن رفعت سعر برميل النفط. إن تموضعا استراتيجيا محسنا وتموضعا اقتصاديا محسنا يُمكّنان ايران من الانطلاق سريعا الى المشروع الذري ومن سحق هيمنة الولايات المتحدة الاقليمية.

المشكلة الثانية هي تركيا. في منتصف حزيران (يونيو) يتوقع ان يفوز رجب طيب اردوغان فوزا كاسحا في الانتخابات، بعد ذلك فورا ستنقضي الهدنة المؤقتة التي حكم بها على نفسه. سيحاول الاسلامي الطموح من أنقرة مشجَّعا بالسلطة التي سيحصل عليها، ان يبني دولة عثمانية جديدة. سيعمل مع الاخوان المسلمين و«حماس» وايران في جميع أرجاء الشرق الاوسط لابعاد الولايات المتحدة.

المشكلة الثالثة فلسطين. تعلمون ان ايلول (سبتمبر) الاسود قريب. يتحدى محمود عباس اوباما ويوشك ان يضعضع الاستقرار في البلاد بواسطة الاعتراف الدولي المتوقع بدولة فلسطينية. كذلك فان الاتفاق مع مؤيدي بن لادن في غزة هو تحدٍّ لاوباما، واذا أفضى ذلك الى اختفاء سلام فياض فستكون النتيجة انهيارا مطلقا لسياسة سلام الولايات المتحدة.

لكن المشكلة الرابعة وهي مصر أشد منها جميعا. فالى نهاية السنة قد تُفلس مصر. ولذلك ثلاثة اسباب: خسارة ايرادات السياحة، وتقوي احتكارات الجيش، وعدم قدرة السلطة الجديدة على ألا تسلك سلوكا غير غوغائي. أكان مبارك سيئا؟ يشتاق البيت الابيض اليه حتى قبل عيد الميلاد. وسيتحول النمو الاقتصادي الذي أحدثه الى تقلص اقتصادي، وسيصبح الفقر عدما، والعدم يأسا ويتحول اليأس الى عصيان. لن يستطيع الجيش ان يواجه أمواج خيبة الأمل والغضب، فتصبح مصر ثقبا أسود.

لا يوجد حل سهل لأية مشكلة من المشكلات الاربع. لو يوجِد اوباما أي واحدة منها. وربما لم يُقدم اوباما حلا حقيقيا لأي مشكلة من هذه المشكلات الاستراتيجية.

لم يدرك ان من يحطم الشرق الاوسط هو مالك الشرق الاوسط. ولم يدرك انه لما كان قد حطم صندوق «باندورا» للشرق الاوسط فانه يتحمل المسؤولية عما يخرج من الصندوق. في حين عالج اوباما قضية اسامة بحزم فني، يعالج مشكلات الشرق الاوسط الأساسية بتردد وعدم خبرة.

المشكلة الأشد إلحاحا هي مصر. قبل سنتين خطب رئيس الولايات المتحدة خطبة ذات أثر بعيد في القاهرة. وقبل ثلاثة اشهر شجع الرئيس ثورة القاهرة، لكن الرئيس اختفى الآن. أين الخطة الامريكية لبناء الأمة المصرية من جديد؟ وأين المبادرة الدولية لانقاذ الاقتصاد المصري؟ وأين الجهد لفعل ما فُعل في رام الله على ضفاف النيل؟.

إن صيف 2011 هو صيف باراك حسين اوباما. فاذا لم يجعل الشرق الاوسط يستقر خلال الصيف سيحدث في نهاية الصيف سقوط اقليمي. إن الرجل الذي يتمتع الآن بالدعم سيواجه عاصفة تورنادو. سيتحمل الرئيس الامريكي مسؤولية شخصية عن ان الربيع العربي سيتحول الى شتاء بارد أسود.

- **«هآرتس»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2165786

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165786 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010