السبت 7 أيار (مايو) 2011
قائد القوات المصرية في «حرب تحرير الكويت» يترشح للرئاسة

اللواء محمد علي بلال : أعطينا أمريكا شرعية احتلال العراق

السبت 7 أيار (مايو) 2011

كان اللواء أركان حرب محمد علي بلال على رأس القوات المصرية، التي اتجهت إلى «حفر الباطن» في «حرب تحرير الكويت»، بغد غزو العراق لها في عام 1990، ولديه وجهة نظر خاصة بأن هذا التدخل منح أمريكا شرعية احتلال العراق في عام 2003.

خرج بلال من الخدمة العسكرية، وها هو الآن يعلن نفسه مرشحاً في انتخابات الرئاسة المقبلة في مصر، وهو رجل عسكري بكل معاني الكلمة، اكتسب مهارات استراتيجية، بحكم موقعه السابق في الجيش المصري، هذه المهارات تغلب على رؤيته السياسية التي يتبناها لبناء وطن قوي داخلياً وخارجياً. وتالياً حوار «الخليج» معه :

[** لماذا تريد أن تصبح رئيساً لمصر؟*]

- أنا وجدت أن معظم المرشحين لرئاسة مصر يركزون على السياسات الداخلية، واعتقادي بأنه لا يوجد بلد قوي، من دون أن يعزز ذلك بأوضاعه على المستوى الدولي، فمن دون أن تفكر في موقفك الخارجي لن تستطيع أن تبني الداخل مطلقاً، لأنك لست في جزيرة منعزلة، ومن ينظرون للداخل ينظرون تحت أقدامهم، فالبعض مثلاً يقول لو أن «إسرائيل» دخلت غزة لوجبت محاربتها، وأنا أسأله كيف؟ فليأتِ لي برؤية استراتيجية توافقه في هذا، عندما يقول شخص ما إنه سوف يلغي اتفاقية كامب ديفيد، فهذه ليست رؤية استراتيجية، هذه رؤية شخص يرى أن الاتفاقية مجرد ورقة يمكن أن يلغيها من دون أن يفكر في الآثار الدولية المترتبة على ذلك، أنا وجدت في نفسي القدرة على التفكير والاستراتيجي لأنني قابلت رؤساء وملوكاً عرباً وحكاماً أفارقة بحكم مناصب توليتها، وجدت في نفسي القدرة على أن أخدم بلدي.

[** ما تقوله عن الدور الذي تريد أن تقوم به هو أقرب لمنصب وزير الخارجية ولكن مصر بلد فيه الكثير من المشكلات الداخلية كيف ستتعامل معها؟*]

- عندما أنظر للرؤية الاستراتيحية في الخارج فإن هذا سيمكنني من بناء الداخل وإذا لم أتمكن من بناء الداخل فلن أكون قوياً، وأنا أنظر للموقف في الخارج حتى لا يعيقني عن بناء الداخل، فلا يمكنني أن ألغي كامب ديفيد من دون أن تكون هناك تنمية داخلية، خصوصاً أننا في وضع اقتصادي وسياسي لا يتيح لنا الكلام في هذا الأمر، اليوم هناك دول إفريقية تجتمع في شرم الشيخ لتوقع اتفاقية ضد مصر، هذا لم يحدث في أي بلد في العالم أن يعقد مؤتمر ليتخذ قرارات ضد البلد المضيف.

[**قانون الأحزاب*]

[** كيف ترى قضية التنمية في مصر في ظل الفساد الاقتصادي والاشتباك بين المال والسياسة خلال حكم النظام السابق؟*]

- لن يحدث استثمار في مصر ما لم ينظر المستثمرون إلى بلدهم أكثر من نظرهم للكراسي والمناصب، ويجب أن يدرك المستثمرون أهمية الاستثمار الخارجي، وتحديد احتياجات البلد في مجالات التنمية، ووضع خطة للمستثمرين الأجانب الذين نريدهم في مصر، البلد لم يكن فيه حراك سياسي ولم يكن أحد يتكلم فيها حتى النقابات، ولكي نعيد الحراك السياسي لابد من وجود أحزاب، ولا أقصد الأحزاب التي ولدت ميتة، بل أقصد أن يتولى الشباب الذي فتح الباب لهذه الثورة إشعال الحراك السياسي في مصر، لكنني فوجئت بقانون الأحزاب الجديد، يشترط الإعلان عن مؤسسي الحزب في صحيفتين يوميتين واسعتي الانتشار، وأن يكون أعضاؤه 5 آلاف عضو مؤسس، وهذا يعني أن الحزب يحتاج إلى ما يقرب من مليون جنيه للإعلان عن نفسه، وبالتالي حرمان الشباب من المشاركة في هذا الحراك، والتعبير عن نفسه، ومن ناحية أخرى سيؤدي إلى أن رجال الأعمال هم الذين سيتقدمون لتمويل الأحزاب وإذا مول رجل الأعمال الحزب فسيسيطر عليه.

[** ما أهم ملامح برنامجك.*]

- أنا ضد كلمة برنامج إنما هناك أهداف نريد تحقيقها، وهدفي أن يكون المصري مواطناً حراً في وطن حر، ولتحقيق هذا الهدف لابد من خطط عدة، وهي توفير قوت يومه والمسكن الملائم الإنساني له ولأولاده والتعليم المناسب بالمجان ووضع مناهج تضمن تخرج الطالب بمستوى يفيد نفسه بلده، وتوفير عمل لكل شخص طبقاً لخبراته وإمكاناته، بأجر مناسب، وبعدها سنجد هذا المواطن يتحرك بكل حرية من دون أن تعيقه أزمات مثل المواصلات أو يهدده «بلطجية» في الشوارع، ولكل خطة من هذه الخطط برنامجها الخاص بها، وهذا لن يتم إلا بالتنمية الذاتية الوطنية، وأقول على سبيل المثال أنا لا أقبل مثلاً فكرة الدعم والقروض من دول الخليج، ولكني أعرض علاقة تقوم على جذب أموال رجال الأعمال في هذه الدول لإقامة مشروعات إنتاجية في مصر، فمثلاً يمكن أن أعطي لمستثمر 100 ألف فدان، وأشترط عليه زراعتها بالقمح، وبالتالي هو يستفيد ويوفر لي حاجاتي الأساسية من الغذاء، وهذا ينسحب على العديد من المجالات سواء كانت سكنية أو صناعية أو غيرها.

[**تابعون لأمريكا*]

[** كيف تقيّم علاقة النظام السابق بالولايات المتحدة وما تصورك لشكل العلاقة معها إذا ما أصبحت رئيساً لمصر؟*]

- نحن لم نستفد من علاقتنا بالولايات المتحدة وكنا تابعين لها، وأنا أشبه علاقتنا خلال النظام السابق مع الولايات المتحدة بقطار سريع يجري بينما نحن عبارة عن عربة صغيرة ملحقة به، لا تستطيع اللحاق بالقطار ولا حتى السير بجانبه، يجب أن نتحرر ونسير بجانب القطار وهذا لن يتم إلا عبر التنمية الداخلية، فمثلاً عندما أخرج السادات الخبراء السوفييت من مصر قال كيسنجر (وزير خارجية أمريكا آنذاك) «لو كان السادات طلب أي شيء لاتخاذ هذا القرار لكنا أعطيناه له»، لأن أمريكا هي المستفيدة من خروج السوفييت، ونحن ساعدنا الأمريكان على تنفيذ مطلب لهم من دون مقابل، من هنا أقول إن كل سياسة لابد أن تدرس جيداً من الناحية الاستراتيجية، ويجب معرفة طرق التأثير في الخارج.

[** هل كنت تعارض مبارك؟*]

- لم أعارض مبارك لشخصه، ولكني كعسكري عارضته في بعض السياسات العسكرية، فعندما سألني أثناء «حرب تحرير الكويت» : هل أنت جاهز للهجوم، قلت له نحن هنا للدفاع عن حدود السعودية، وليس لغزو العراق وهذه كانت بداية معارضتي لمبارك، حتى إنه فوجئ بهذه الإجابة، وأنا رجل عسكري لم أكن أستطيع أن أعارضه سياسياً خاصة أن الأوامر لم تكن تصدر لي شخصياً، ولكن من خلال القائد العام للقوات المسلحة، لم أقل هذا الرأي إلا عندما حضر مبارك للسعودية، واجتمع معي هناك.

[** كعسكري ما أهم الأخطاء الاستراتيجية في حكم مبارك؟*]

- في 2003 عندما حدثت حرب العراق، قلت إنها مدبرة منذ عام 1990 وأننا أعطينا الشرعية لأمريكا في هذا العام، وبالتالي استخدمتها في عام 2003، بهدف تدمير العراق والاستيلاء عليه وإخراجه من منظومة الأمن العربي، وقلت إننا أخطأنا خطأ كبيراً عندما شاركنا بقواتنا عام 1990.

والحقيقة تقال إن مبارك في هذه الفترة صرح بأن كلاً من الكويت والعراق على خطأ وأن هناك إمكانية للمصالحة بين الدولتين، وكانت وجهة نظري أن ما حدث بين العراق والكويت من خلاف مفتعل كان بإيعاز من الولايات المتحدة بهدف تدمير العراق.

[** هل عارضت كمواطن مصري سياسات نظام مبارك الداخلية؟*]

- لم أكن راضياً على الإطلاق عن السياسات الداخلية لنظام مبارك، خاصة عمليات التزوير، وسيطرة الحزب الوطني وتولي رجال الأعمال الوزارات، وقد قلت إن منصب الوزير منصب سياسي، وضربت مثلاً بوزيرة الدفاع الفرنسية فقد كانت امرأة وحاملاً وبالتالي ليس ضرورياً أن يكون وزير الدفاع من القوات المسلحة، فهذا منصب سياسي، وما أضر بمصر أن هذه المناصب لم توكل إلى سياسيين، لكنها أوكلت إلى تنفيذيين، كانوا على غير خبرة بالضرورات السياسية، وكانت كل وزارة تعمل في جزيرة منعزلة، وكما نعلم مثلاً فإن الرواتب في وزارة الإسكان تقل بكثير عن الرواتب في وزارة البترول، بحجة أن وزارة البترول فيها نقود أكثر، والحقيقة أن هذه النقود تخص الدولة لا الوزارة.

[** ما أوجه التشابه أو الاختلاف بين موقف الجيش المصري في عام 1952 وموقفه عام 2011؟*]

- الجيش عندما قام بثورة 1952 كانت لديه مطالب شعبية، فالشعب كان يقع تحت ضغط سياسي، ولا يستطيع التعبير عن نفسه، فتكلم الجيش نيابة عنه، ولهذا عندما خرج الجيش انضم إليه الشعب مباشرة، وفور انضمام الشعب إلى حركة الجيش أصبحت ثورة، أما في 25 يناير فقد استطاع، أن يتكلم ويعبر عن نفسه في حين أن الجيش لم يكن يستطيع الكلام وعندما قام الشعب بثورته خرج الجيش ليحمي هذه الثورة، وهذا ظهر بوضوح في البيان رقم 1 للقوات المسلحة، الذي أيد فيه مطالب الشعب المشروعة، وفي النهاية هي مطالب شعبية في الثورتين، ولكن في 1952 عبر عنها الجيش، وفي 2011 عبر عنها الشعب، فهي من اللحظة الأولى ثورة، أما في 52، فقد أصبحت ثورة بعد انضمام الشعب إليها.

[**اتفاقية كامب ديفيد*]

[** ما موقفك من الاتفاقيات الدولية وتحديداً اتفاقية السلام مع «إسرائيل»؟*]

- اتفاقية كامب ديفيد وقعت بين بلدين عضوين في الأمم المتحدة وهناك قوات حفظ السلام على أرض سيناء، تضمن تنفيذ هذه الاتفاقية وأمريكا تضمن حماية «إسرائيل»، وتعلنها صراحة، كما أن أوباما في السنة الرابعة من حكمه، سيبدأ في خطوات ترشيح نفسه لفترة رئاسية ثانية، والجميع يعلم أن كل رؤساء أمريكا يخطبون ود «إسرائيل»، وهذا يجعلنا نفكر كثيراً، قبل اتخاذ أي قرار بشأن اتفاقية كامب ديفيد، خاصة أننا لا نعلم شيئاً عن البنود السرية في هذه الاتفاقية، ولهذا يجب التعامل مع «إسرائيل» على نحو لا يضر بمصالحنا، فالوضع غير ملائم الآن على كل الجوانب لاتخاذ موقف من «إسرائيل».

[** كيف ستتعامل مع الأحكام القضائية الصادرة بشأن تصدير الغاز إلى «إسرائيل»؟*]

- الموضوع مرتبط بمعرفة، هل اتفاقية تصدير الغاز لها مرجعية سياسية، طبقاً لاتفاقية كامب ديفيد، وهذا ما أعتقده، أما إذا ما كانت اتفاقية اقتصادية، لا علاقة لها بالسياسة فيمكن إلغاؤها بسهولة.

[** مشكلة حوض النيل كيف تراها؟*]

- نحن تسببنا في هذه المشكلة، بعد أن أهملنا العلاقات القوية بيننا وبين دول حوض النيل، وهي علاقات اقتصادية ودولية وسياسية وثقافية، دول حوض النيل فقيرة وتحتاج إلى الطاقة، ونحن نصدر الغاز لإسبانيا، لماذا لا نصدره لدول حوض النيل ونحافظ على أمن مصر الجنوبي؟ فالعلاقات بيننا وبين الجنوب تدهورت بشكل كبير خاصة بعد حادث أديس أبابا ومحاولة اغتيال مبارك، لابد إذن من خطة لإعادة بناء العلاقات مع الجنوب.

[** ما موقفك من دعاوى الدولة الدينية؟*]

- لا يوجد ما يسمى الدولة الدينية، حتى الإخوان المسلمون والسلفيون لا يستطيعون أن ينادوا بالدولة الدينية ولكن أي نظام في العالم لابد أن تكون له مرجعية دينية، ففي أمريكا كانت هناك خلافات ورفض لفكرة الإجهاض، من منظور ديني، والخلفية الدينية لا تعني إقامة دولة دينية.

[** هناك تحفظات على تولي عسكري رئاسة مصر، ما تعليقك؟*]

- هذه مشكلة وضعنا فيها الحكام السابقون نتيجة استمرارهم فترات طويلة في الحكم، فلا يوجد رئيس في مصر خرج من الحكم إلا ميتاً أو مقتولاً أو مسجوناً، والشعب المصري مسؤول عن استمرار هؤلاء الحكام، سواء بالانتخاب أو الاستفتاء، بصرف النظر عما إذا كانت هذه الإجراءات مزورة أم صحيحة، مبارك في 2005 استمر في الرئاسة بالانتخاب، وبالتالي فإنه في هذه اللحظة لم يكن رجلاً عسكرياً، وإنما هو رئيس مدني اختاره الشعب، بمعنى أن الجيش لم يختره، ومعظم الموجودين في طرة مدنيون، وكون الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، فهذا يحدث في كل بلاد العالم، فالجيش غير مسؤول عن استمرار الحاكم، وسبق أن قلت إن قيادة الجيش قيادة سياسية، وأول شيء سأقوم به إذا توليت رئاسة الجمهورية، سآتي بسيدة كوزير للدفاع، لأن قيادة الجيش الفعلية في يد رئيس الأركان، أما وزير الدفاع فمهمته سياسية في المقام الأول.

- **المصدر : صحيفة الخليج الاماراتية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2165460

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165460 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010