الخميس 12 أيار (مايو) 2011

تيار المقاومة والتحرير في حركة «فتح» في بيان النكبة : «صليب الأمة وهلالها واحد فوق أرض معركتها».

الخميس 12 أيار (مايو) 2011 par الموقف - خاص

تلقت «الموقف» بياناً جديداً من تيار المقاومة والتحرير في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، حمل عنوان «صليب الأمة وهلالها واحد فوق أرض معركته» وذلك على أبواب الذكرى الثالثة والستين لنكبة الشعب العربي الفلسطيني عام 1948، ودعا البيان جماهير الأمة العربية إلى التلاحم الوطني الداخلي والقومي في إحياء فعاليات هذه الذكرى، وتذكير العدو الغاصب بأن زحف هذه الجماهير لثأرها وحقها في فلسطين ليست إلا مسألة وقت، وأهاب البيان الذي افتتح رسالته إلى أحرار العالم وضميره، بشرفاء العالم أن يستمروا في دعم قضية فلسطين وحقها الشرعي العادل، حتى نيلها حريتها وكرامتها ولكي لا تتكرر فصول هذه الجريمة الإنسانية البشعة، في مكان آخر في العالم ومع شعب آخر من شعوب الأرض، وقد هاجم البيان بشدة أصحاب المهل وأصحاب ما أسماهم «بعشق الدهاليز الدولية» وذكر بأن هذه المؤسسات هي نفسها التي وقّعت على جريمة النكبة، وشدّد على أن الطريق الوحيد للتحرير والعودة والكرامة، كان ولا يزال في طريق الحرب الشعبية طويلة الأمد، والصراع المفتوح مع هذا العدو الذي لا يعرف إلا هذه اللغة ولا ينصاع إلا لما أسماه «باستحقاقاتها الكريمة»، خاصة وأن المهل كما قال قد نفذت وأظهرت حقيقة نوايا وطبائع هذا العدو الغاصب الغادر.

[**فيما يلي نص البيان :*]

التاريخ : 12 مايو (أيار) ۲۰۱۱

الموافق : 9 جمادى الآخر 1432 هـ


«صليب الأمة وهلالها واحد فوق أرض معركتها»

يا أحرار العالم ويا ضمير الإنسانية،

على أبواب الذكرى الثالثة والستين لنكبة شعبنا ووطننا«فلسطين»، في منتصف أيار المشئوم من العام 1948، والذي جرت فيه أبشع جرائم التاريخ والإنسانية، عندما اقتلعت المؤامرة الصهيونية - الكولونيالية الخبيثة، شعباً عربياً ذا تاريخ حافل بالعطاء الإنساني المتنوع والمميز، على امتداد الزمان ودوراته المختلفة، من أرضه وجذوره وفضائه الوجودي وتواصله البشري، لتغتصب أرضه المقدسة ذات الأواصر السماوية الفريدة، أرض النبوات والأديان ومنبعث البشارة للكون أجمع، وتلقي به إلى البحر والصحراء والتشريد واللجوء، وتفرض عليه بحق القوة المتغطرسة الغادرة ، فصولا من المعاناة والألم والتشظي والعدوان المستمر، في محاولاتها الدؤوب لاستئصال التاريخ وتزوير الجغرافيا، تنفيذاً لخططها التي وضعتها لنسف الصلة بين هذه الأرض وأصحابها الشرعيين التاريخيين، لتحقق أكذوبة الصهيونية العالمية التي حاولت بها تمرير فصول هذه الجريمة الأبشع، تحت عنوان «أرض بلا شعب»، والتي نسفتها حقائق الوجود وتضحيات شعبنا العظيم، المرتبط أبداً بأرض آبائه وأجداده مدى التاريخ، والمستعد أبداً لبذل المزيد والمزيد مهما طال الزمان، على طريق تحقيق العدالة وتصحيح هذه الجريمة التاريخية، بإعادة الحق إلى أصحابه الشرعيين، وعقاب الجاني المجرم قصاصاً على جريمته لكي لا تتكرر هذه الجرائم النوعية، بحق شعب آخر ومكان آخر في هذا العالم، إن صفاء ضميركم بوقفتكم الصلبة الشجاعة مع عدالة وكرامة وسمو، هذه القضية وهذا النضال، هو حياة ليست كأي حياة، وهو فخر ليس مثله فخر، وهو رفعة ليس مثله رفعة، لأن هذه الوقفة، هي بطولة الانتصار للحق والعدل والخير والجمال، وهي قيم الوجود الإنساني ذاته، قيم النور في مواجهة مباعث الظلامية، وقيم السلام الحقيقي للكون والإنسان، في مواجهة محرضات الهلاك والفساد والظلم.

يا جماهير أمتنا العربية الخالدة،

هذه فلسطين مقدساتك، وفلسطين رسالاتك السماوية الخالدة، هذه فلسطين أرض الصليب وأرض الهلال، وقد وقفت اليوم تنتظر هبتك العظيمة من أجلها، وهي تتعرض خاصة هذه الأيام لأبشع جرائم العدوان، أولا على هذه المقدسات، وثانياً على هذه الصفات، حيث تقوم مؤسسة الغاصب الصهيوني، العسكرية والأمنية و«الاستيطانية»، بتنفيذ برامجها المتسارعة الوتائر، كأسرع ما مرت عليه منذ جريمة اغتصاب وسلب فلسطين في العام 1948، وهي تفعل ذلك وكأنها قد أسقطت تماما من حساباتها الشيطانية اللعينة، هدير وزئير جماهير أمتنا الخالدة، والتي طالما خشيتها وخشيت ردة فعلها إزاء جرائمها المستمرة، الأمر الذي كان كابحاً نوعياً وأساسياً في تأخير تنفيذ هذه الخطط الجهنمية، إننا اليوم نهيب بجماهير أمتنا العظيمة، أن تنتصر لفلسطين وأن تخرج من أجل فلسطين، لتخفف من وطأة تسارع تنفيذ خطط «التهويد» في القدس تحديداً، خاصة وأن جماهير أمتنا العظيمة قد خرجت إلى شوارعها أخيراً، كاشفة عن عظمتها الملحمية في وجه كل أنواع الاستهداف لكرامتها القومية، ولخطط أعدائها المتنوعة، والتي استطاعت أن تفرض إرادتها وتبشَّر بفجر ومستقبل جديد لهذه الأمة العظيمة، إن فلسطين على موعد مع هذه الذكرى تحديداً لترى زحف وهدير جماهير أمتنا التي ما نسيت ولن تنسى ثأرها في فلسطين، وحقها الأبدي فيها.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني البطل،

لطالما أعطيت المهل باسمك يا شعب فلسطين، ولطالما استهلكت السنوات على حسابك يا شعب فلسطين، وخاصة منذ خطيئة «أوسلو» وما تبعها من الدوران في الحلقات المفرغة، والتي تولى العدو الصهيوني اللعب بتوقيتاتها وإيقاعاتها وأنواعها، ولطالما أفتى أصحاب العشق القاتل لأروقة ودهاليز المؤسسات الدولية، والتي كانت نفسها السبب في توقيع جريمة الاغتصاب، وهماً في أمل هداية الشياطين، وهو الأمر الذي أدى إلى إطالة أمد معاناتك وإلى حرف المسار عن الطريق الواضح والوحيد، لتحقيق العودة وتحرير الأرض والمقدسات، وانتزاع كل الحقوق ورد كل المظالم وإجبار المعتدين على دفع ثمن جريمتهم، ألا وهو طريق الحرب الشعبية والثورة الدائمة المستمرة والانتفاضة الملتهبة المتنوعة والمتجذرة، والتي لا يعرف العدو غيرها لغة للانصياع والنزول عند استحقاقاتها الكريمة الحرة الشجاعة، لقد تم تجريب كل أنواع السبل والطرق التي وعد أصحابها بتحقيق أبسط ما تبقى من مطالب وطنية، جرى تسقيفها تحت عنوان «الثوابت الوطنية الفلسطينية»، والتي قبلت أن تكون في مستوى الأرض الشرعية الكاملة بحجم ترجمة شعار «إزالة آثار العدوان» الذي جرى عام 1967، ومع ذلك فإن العدو أظهر بشكل لا يدع مجالا لمرجيء ولا لصاحب تبرير، أنه مستمر في استهداف الرمق الأخير، وغير عابئ بسوى ذلك، وعليه فلتكن الذكرى الثالثة والستون موعد إعادة الخط إلى مساره الكفاحي السليم، وتفجير الانتفاضة الجماهيرية اللاهبة لشعبنا العظيم في كل أماكن فلسطين المغتصبة، وموعد نفير جماهير شعبنا في اللجوء وأماكن التشريد، وموعد التحام شعبنا من جديد مع البوصلة الكفاحية الواحدة، وموعد توحيد فوهات البنادق الثائرة الفدائية، من أجل فلسطين العهد والوصية والقسم، من أجل فلسطين الوجود والخلود، من أجل فلسطين الجذور والمستقبل، من أجل فلسطين العزيزة الأبية الكريمة، من أجل فلسطين وارثة الحضارات وأرض الرسالات، من أجل فلسطين التي هي أكبر من وطن، وأوسع من رسالة.

عاشت فلسطين حرة عربية مستقلة،

عاشت انتفاضة جماهير أمتنا العظيمة،

عاشت انتفاضة شعبنا البطل العظيم،

عاشت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»،

البندقية هي الطريق الوحيد للتحرير والعودة والكرامة،

المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبي وشهداء أمتنا العظيمة،

الشفاء العاجل لجرحانا البواسل والحرية لأسرانا الأشاوس،

وإنها لثورة حتى النصر،،،،،،،،

[**حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»

قوّات العاصفة - تيار المقاومة والتحرير*]


titre documents joints

صليب الأمة وهلالها واحد فوق أرض معركتها

12 أيار (مايو) 2012
info document : PDF
238 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2178319

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف بيانات تيار المقاومة والتحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178319 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40