شهدت القدس المحتلة مواجهات ساخنة، السبت، في أعقاب الإعلان عن استشهاد الفتى ميلاد سمير عياش (16 عاماً) متأثراً بجروحه التي أصيب بها الجمعة في بلدة سلوان.
ولم يحول الانتشار المكثف لقوات الاحتلال من اندلاع مواجهات بين عشرات المقدسيين وجنود الاحتلال خلال تشييع الشهيد في جنازة انطلقت من منزله في سلوان إلى المسجد الأقصى للصلاة عليه قبل دفنه في مقبرة باب الرحمة في باب الأسباط.
وساهم الانتشار المكثف لقوات شرطة الاحتلال في المنطقة ومحيط المقبرة والحصار العسكري على سلوان ورأس العامود في توتير الأجواء واستفزاز مشاعر الفلسطينيين واندلاع مواجهات عنيفة أطلق خلالها جنود الاحتلال كميات كبيرة من الأعيرة النارية والرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيلة للدموع . واكد سمير عياش، والد الشهيد، أن استشهاد ابنه يفضح صورة الاحتلال الذي يحاول تجميل نفسه، وقال «ولدي ميلاد استشهد دفاعاً عن القدس والمقدسات والأقصى، ومهما حاول الاحتلال تجميل صورته إلا أن وجهه القبيح والوحشي هو حقيقته».
وأدان رئيس ملف القدس في حركة «فتح»، حاتم عبد القادر، الجريمة التي اعتبر أنها تأتي في إطار سياسة الاحتلال في استهداف الأطفال والفتية في القدس، وطالب في حديث لصحيفة «الخليج» الإماراتية، المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية بالعمل الفوري من أجل لجم الاحتلال.
من جانب آخر كشف المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، في تقريره الأسبوعي، السبت، أن «إسرائيل» مستمرة في سياستها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، من حيث هدم المنازل وطرد الفلسطينيين من بيوتهم ومصادرة أراضيهم، كما أن البناء الاستيطاني ينهش الأرض الفلسطينية، موضحاً أن الخطط الاستيطانية متواصلة، حيث قررت «إسرائيل» تعزيز المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية وفق خطة تبلغ قيمتها مليار شيكل (300 مليون دولار تقريباً) وفقاً لصحيفة «يديعوت» الصهيونية من أجل إقامة جدران أمنية «ذكية» في خطوة تهدف إلى تثبيت البؤر الاستيطانية وتحويلها إلى مستوطنات دائمة. وتتقاطع هذه الخطة مع تصريحات وزير الخارجية «الإسرائيلي» بعدم نية حكومته تجميد الاستيطان ولو لثلاث ساعات.
وصادقت بلدية الاحتلال في القدس على أكبر وأخطر مشروع استيطاني يستهدف حي الشيخ جراح في الشطر الشرقي من المدينة المحتلة. ويشمل هذا المشروع بناء 386 وحدة استيطانية إضافة إلى كنيس ومدرسة دينية وروضة أطفال على مساحة 8 آلاف متر مربع، ما يترتب عليه تشريد حوالي 300 مقدسي، في «جورة النقاع».
[**المصدر : صحيفة «الخليج» الإماراتية.*]
RLS
