أثارت لوحة فنية معروضة على جدران الكنيست «الإسرائيلية» حنق عدد من قادة اليمين «الإسرائيلي»، ودفعتهم للمطالبة بإزالتها.
وليس صدفة أن إثارة هذا الموضوع جرت في إطار الاهتمام بأحداث يوم «النكبة» الفلسطينية. فاللوحة ذاتها رسمت في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهي تظهر عائلة عربية من يافا وخلفها حبات من البرتقال. ويعتقد عضو الكنيست من «الاتحاد القومي» اليميني أرييه إلداد أن عرض هذه اللوحة «يخلد النكبة الفلسطينية» على جدران الكنيست.
وأشارت «معاريف» إلى أن معرضاً للوحات فنية اشترتها الكنيست بنية عرضها بشكل دائم على جدرانها أثارت عاصفة سياسية. فإلداد طلب من رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين إزالة اللوحة التي تصور عائلة فلسطينية من يافا لأنها «صورة نكبة» وهي تؤكد الرواية الفلسطينية.
وكانت هذه اللوحات قد اشتريت للمرة الأولى في تاريخ الكنيست بعد إعلان عن الرغبة في شراء لوحات ذات قيمة. وقررت لجنة خاصة شراء 46 لوحة بين مئات تم عرضها. وأرادت الكنيست من وراء شراء هذه اللوحات عرض نسيج الحياة المتنوع في «إسرائيل». ومن المقرر أن تعرض هذه اللوحات في القسم الجديد من الكنيست في آخر أيام أيار الحالي، ولكن الأمور لم تسر على هذا النحو، فهناك لوحة أثارت غضب اليمين وتدعى «البستنجي» وهي بريشة الرسام إلياهو أريك بوكوبوزا.
وقد استند بوكوبوزا في لوحته إلى صورة كان قد التقطها الفنان الأرمني اليهو قهوجيان العام 1939 لعائلة عربية من يافا. وضمت الصورة 11 شخصاً لصاحب البيارة العربي المسن، زوجاته، أبنائه وأحفاده، وجميعهم يرتدون اللباس العربي التقليدي آنذاك. وقد رسمت اللوحة أصلاً في إطار ما أسماه بوكوبوزا «السجال الدائم حول الاستشراق في الفن «الإسرائيلي» المبكر».
وكتب إلداد لريفلين إنه شعر بالصدمة لقرار الكنيست شراء هذه اللوحة وعرضها على جدرانها. وقال إن «الساذج، والمتساذج والأحمق بالتأكيد سيقولون : حسناً، وما هو الضرر من ذلك؟ هذا جزء من تاريخ «إسرائيل». لقد عاش فيها عرب. ولا يزال يعيش فيها عرب. ولكن حتى عندما تصر على حرية التعبير لأعضاء الكنيست العرب فإنك لست مجبراً على أن تغدوا أداة بأيدي نبلاء النكبة».
[**صحيفة «السفير» اللبنانية.*]
RLS
