السبت 4 حزيران (يونيو) 2011

القدومي : المصالحة لا تكتمل دون عقد المجلس الوطني والانسحاب «الإسرائيلي»

السبت 4 حزيران (يونيو) 2011 par شاكر الجوهري

اعتبر فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، تصريحاً أخيراً لعصام شرف رئيس وزراء مصر بأن أمن الخليج يهم مصر، يشعر الدول العربية الخليجية بالأمان.

وبدا القدومي، القائد المؤسس لحركة «فتح» غير متفائل لجهة مستقبل اتفاق المصالحة الأخير الذي تم التوصل إليه في القاهرة بين حركتي «فتح» و«حماس»، وارتأى أن يصفه بأنه اتفاق بين السلطة الفلسطينية وحركة «حماس»..!

وقال في السياق إن المصالحة الفلسطينية لا تكتمل دون عقد مجلس وطني فلسطيني جديد، بمشاركة جميع القوى والفصائل الفلسطينية، دون استثناء، والانسحاب «الإسرائيلي» من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولم يعترض خلال هذا الحوار الذي أجري معه في العاصمة الأردنية، على القول بأنه طالما أن «إسرائيل» لا تعتزم الانسحاب، فإن كلامه يعني أنه لا مستقبل للمصالحة.

وقال إن الثورة الشعبية العربية هي الطريق لإنقاذ فلسطين، مبدياً أن المسيرات المليونية مؤهلة لتغيير خارطة المنطقة.
ووصف باراك اوباما بأنه أضعف رئيس اميركي، وقال إن مقترحاته لا ترضي «إسرائيل» ولا المسؤول الفلسطيني.

وقال إن اميركا تنهار اقتصادياً كالإتحاد السوفياتي، ولا دور لدول الاستعمار القديم، لانشغالها بدعم دول أوروبا الشرقية، ما يجعل المستقبل للصين.

وأبدى أن حركة «حماس» تريد من الهدنة الطويلة التي تقترحها فرصة زمنية معينة لكي تعيد بناء تنظيمها الحركي.

هنا نص الحوار :

- [**كيف قرأت خطاب الرئيس الأميركي باراك اوباما من وجهة نظر مصلحة القضية الفلسطينية..؟*]

* يحاول الرئيس اوباما كعادته أن يتلمس طريقه في قضية الصراع في منطقة «الشرق الأوسط».. أي في القضية الفلسطينية، بمعنى أنه لا يشير بشكل واضح إلى حل قضية الاحتلال «الإسرائيلي» للأراضي الفلسطينية. وكأنه يتخوف من اللوبي الصهيوني، بل من الكونغرس الأميركي الذي يدعم «إسرائيل» دعماً كاملاً.. إنه يشير إلى حدود 1967، ولكنه في ذات الوقت يرفض عودة اللاجئين..!

إن قضية اللاجئين أهم بكثير من الدولة الفلسطينية، لأن عودة اللاجئين هي العودة إلى الأرض، وإلى جميع الحقوق.. أي إلى المدن والقرى التي أخرجت افواج اللاجئين منها، عنوة.

لهذا السبب، فإن السيد اوباما يتردد كثيراً في الإفصاح عن المخطط الذي يمكن أن يتبعه، خوفاً من غضب نتنياهو.

إن حديثه يدلل بشكل واضح على أن حل القضية الفلسطينية، لابد أن يأخذ في اعتباره الحاجات الأمنية والسكانية لـ «إسرائيل»، بقوله إن الحل لا بد أن يكون في إطار حدود 1967.

بمعنى آخر، هناك خلط في النهج السياسي للرئيس الأميركي، وهذا دليل ضعف، وعدم امكانية لتنفيذ ما يشير إليه لجهة حل القضية الفلسطينية، كما أن التحديات التي تبدو في الخطاب التي يقدمها السيد نتنياهو تدلل بشكل واضح أنه يتحدى الرئيس اوباما.

نتنياهو لا يعجبه الاتفاق الذي تم بين «فتح».. أو بين السلطة و«حماس»، علماً أن جميع الدول، والعالم كله كان يشير إلى أن العقبة الوحيدة أمام حل القضية الفلسطينية هي الانقسام في الساحة الفلسطينية. وعندما أصبحت هناك مصالحة، فإن نتنياهو يرفض هذه المصالحة رفضاً قاطعاً، ويخير الأخ أبو مازن (محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية)، بين «حماس» والمفاوضات.

شرطان لنجاح المصالحة

- [**أنت ما رأيك بالمصالحة التي تمت..؟ وما تقييمك لها..؟ هل ستستمر..؟*]

* لن تتم هذه المصالحة إلا عندما ينعقد المجلس الوطني الفلسطيني، وتنتخب قيادة جديدة للشعب الفلسطيني، يشارك فيها جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج، وفي نفس الوقت، المنظمات التي لم تدخل بعد في عملية المصالحة والوحدة.

ولذلك، فإن المصالحة تحتاج لمزيد من التطور، إن جاز التعبير.. والمصالحة بين «حماس» والسلطة، أو لنقل «فتح» ليست هي الوحدة الوطنية.

- [**التقيت مؤخراً أكثر من مرة مع الرئيس محمود عباس. هل لمست أن لديه جدية في المصالحة..؟*]

* يريد المصالحة، ولكن هناك عقبات كثيرة امامها.

- [**وهي..؟*]

* لا يملك أبو مازن القرار الكامل بالنسبة للتصرف في الأرض التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية. بمعنى آخر، ما دام هناك احتلال، فإنه ليس من السهل أن يتصرف، خاصة وأن هناك شروط لا بد من أن يقبل بها.. خاصة ما يتعلق بقضايا الأمن والاستقلال، والسيادة.

- [**هل يعني ذلك أنك غير مطمئن لمستقبل هذه المصالحة..؟*]

* لا أعتقد أن المصالحة يمكن أن تتم إلا من خلال شرطين هما :

أولاً : عقد مجلس وطني فلسطيني بمشاركة الجميع.. جميع القوى الفلسطينية، وفصائل المقاومة، وانتخاب قيادة جديدة.

ثانياً : انسحاب «إسرائيل» من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

- [**إذن لا مصالحة، على الأقل لأن «إسرائيل» لا تعتزم الانسحاب..؟*]

* لن تتم المصالحة، لأن «إسرائيل» لن تنسحب من الأراضي الفلسطينية.

- [**أنت كنت تعمل خلال السنوات الماضية، ومنذ عام 2005 على عقد مجلس وطني فلسطيني يضم الجميع. إلى أين وصلت جهودك..؟ هل تصب المصالحة في هذا الاتجاه، أم أن عقد المجلس الوطني الفلسطيني، يوجد عليه أيضاً «فيتو» أميركي و«إسرائيلي»..؟*]

* لقد اغتنمنا فرصة المصالحة، أو فرصة الاجتماع الذي تم بين جميع فصائل المقاومة في القاهرة عام 2005، وبدأنا بالفعل بمناقشة ضرورة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية. الجميع وافق على ذلك، وقدمت مبادرة خطية حولها، أو ورقة عمل. ولكن، للأسف الشديد لم يعمل (بضم الياء) بهذه الورقة، وبدأت الحوارات، دون أن نصل إلى نتيجة.. بل كانت هناك مشاريع للمصالحة، كما تعرف، ولكن في نهاية الأمر، لم تتم هذه المشاريع، بل وصلت إلى نهائيات طرق مسدودة.

هناك، كما قلنا، اوراق معينة قدمت من بعض الفصائل..

- [**بإستثناء «فتح» و«حماس»..*]

* وهناك دول تدخلت، ليس فقط مصر، إذ تدخلت كذلك المملكة العربية السعودية.

ولكن، جميع هذه المشاريع لم يعمل (بضم الياء) بها.

المصالحة كشفت خلافات «حماس»

- [**اللقاء بين محمود عباس وخالد مشعل كشف عن وجود خلاف داخل حركة «حماس».. بين خالد مشعل ومحمود الزهار، وهو خلاف من شقين.. إذ اعترض الزهار على تشدد مشعل في طلب إلقاء كلمة والجلوس على المنصة في حفل المصالحة، ثم اعتراض الزهار على اعطاء مشعل لعباس مهلة زمنية اضافية للمفاوضات.. كيف تقيم الوضع في «حماس»..؟*]

* يبدو أن هناك بعض الخلافات داخل «حماس».

اخيراً كان هناك خلاف بين مشعل والزهار، وقد أشار بعض القادة في حركة «حماس» إلى أن التصريحات التي صدرت عن السيد الزهار لا تعبر عن سياسة حركة «حماس»، وإنما هي اجتهادات شخصية..

بمعنى آخر، أن هذه الخلافات قد ظهرت على صفحات الصحف، فهناك خلافات على ما يبدو. وقيل إن خالد مشعل هو الذي يمثل ويتحدث باسم «حماس»، وليس الزهار، وأن الزهار جاء إلى حركة «حماس» مؤخراً في الثمانينات.

- [**أنت ترى إذاً أن الموقف الذي عبر عنه خالد مشعل، موقفاً صائباً من وجهة نظرك..؟*]

* بالنسبة لحركة «حماس» هو الذي يمثلها..

- [**ليس هذا هو المقصود بالسؤال. المقصود هو هل إن الموقف الذي عبر عنه مشعل بمنح المفاوضات مع «إسرائيل» مهلة زمنية اضافية، هو موقفاً صائباً من وجهة نظرك..؟*]

* في حقيقة الأمر أن هناك مقترحات متعددة تقدمت بها «حماس»، مثل اعلان هدنة لسنوات طويلة. وعلى ما يبدو أن «حماس» تود بالفعل أن تتاح لها فرصة زمنية معينة من أجل تحقيق أهداف متعددة تختص ببناء حركة «حماس».

أوباما أضعف رئيس اميركي

- [**هل المواقف التي عبر عنها اوباما في خطابه هي مواقفه، أم أنها مواقف «إسرائيلية» تملى عليه، ويتقبل ذلك لحسابات انتخابية..؟*]

* للأسف الشديد أن اوباما هو أضعف رئيس أميركي جاء خلال هذه الفترة من الزمن. وأعتقد أن كل المقترحات التي كان يقدمها لم ترض «إسرائيل»، مع أنها لم تكن مقترحات يرضى بها المسؤول الفلسطيني.

بمعنى آخر، أن كلام الرئيس الأميركي يوجد فيه دائماً تردد.

- [**وفيه كذلك مخادعة ومخاتلة.. حين شرح موقفه من حدود 1967، قال إنه لم يقل حدود 1967، وإنما قال حدود 1967 مع اجراء تبادل متفق عليه للأراضي، وهذا يشمل ما يريده نتنياهو.*]

* للأسف الشديد أنه متردد، وأنه يأخذ في اعتباره ارضاء نتنياهو واللوبي اليهودي في اميركا، وكذلك الكونغرس الأميركي. الجمهوريون والديمقراطيون في اميركا دائماً حريصون كل الحرص على ارضاء «إسرائيل». ونتنياهو من المتطرفين، أو نستطيع القول أنه من المغالين بالتطرف في «إسرائيل»، وهو يريد كل الأرض الفلسطينية.

بالنسبة لكل المقترحات التي نقدمها بخصوص حدود 1967، يقول إنها حدود لا يمكن الدفاع عنها، وكأنه حينما اغتصبت هذه الأرض في المرحلة الثانية سنة 1967 بعد نكبة 1948، أصبح هذا الاغتصاب حق من حقوقه، وأن الضفة الغربية التي يسمونها «يهودا والسامرة» هي أرض يهودية، علماً أنها أرض مغتصبة، بتشجيع من الولايات المتحدة و«الإيباك» (اللوبي الصهيوني).

«إسرائيل» تفقد شهادة ميلادها

- [**«إسرائيل» بكل حكوماتها المتعاقبة، هل تريد في تقديرك تسوية سياسية للصراع..؟ أم أنها توظف الوقت الذي تدور فيه المفاوضات، من أجل أن تقضم وتهضم الأرض الفلسطينية المحتلة قطعة.. قطعة، إلى أن تنتهي القضية الفلسطينية، دون دولة، ودون كيان فلسطيني..؟*]

* منذ زمن بعيد.. منذ البداية.. منذ اوسلو، وقبلها كامب ديفيد.. منذ ذلك الوقت حتى الآن، «إسرائيل» تتلاعب بالحديث، بهدف السيطرة على جميع الأراضي الفلسطينية. وقد سيطرت في البداية، بعد قرار التقسيم، على 78% من اراضي فلسطين.. وها هي الآن في عهد نتنياهو تقول إن «يهودا والسامرة» جزء من اراضي «إسرائيل» القديمة. وهذا دليل على أن «إسرائيل» لا تريد العيش بسلام، والسبب وراء ذلك هو الدعم الذي تلقاه من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، لأن «إسرائيل» تخدم المصالح الامبريالية.

- [**هنا مهم التنويه إلى أن قرار التقسيم رقم 181 نص على اعطاء «إسرائيل» 54% من اراضي فلسطين، وهو قرار مشروط بإقامة دولة فلسطينية، تماماً كما كان قرار قبول عضوية «إسرائيل» في الأمم المتحدة مشروطاً بإقامة الدولة الفلسطينية، وعودة اللاجئين وفقاً للقرار 194. كيف يمكن توظيف هذه الحقائق والمعطيات القانونية..؟*]

* سبق أن أشارت وزيرة خارجية السويد السابقة إلى أن «إسرائيل» لم تقم من خلال مسار تاريخي، ولا بناءً على وعد توراتي، وإنما بقرار من الأمم المتحدة، وعليها أن تحترم هذا القرار بكل شروطه. وقلت أنا يومها بعد ذلك، وإلا فإن «إسرائيل» ستفقد شهادة ميلادها.. أي أنها لا تملك الحصانة السياسية.

Game is over من زمان

- [**الزميل عريب الرنتاوي نشر مؤخراً مقالا بعنون (Game is over).. هل ترى أنت ذلك أيضا..؟*]

* الحقيقة أنه منذ زمن بعيد الـ (Game is over). «إسرائيل» ولدت بناءً على تقرير لجنة شكلت من الدول الأوروبية عام 1905، وقدمت مقترحاتها عام 1907.. إنها لجنة كامبل بانرمن.. أي أنهم يريدون شعباً غريباً عن هذه المنطقة قرب قناة السويس الهامة، وأن يعتمد هذا الشعب على دعم الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا. وفي النهاية جاءت الولايات المتحدة الأميركية، التي كانت أول من اعترف بـ «إسرائيل».

- [**التصريحات التي صدرت عن الرئيس عباس بعد خطابي اوباما ونتنياهو قال فيها أنه سيواصل التفاوض مع «إسرائيل».. وأنه إن لم يحصل على ما يريد في ايلول/ سبتمبر المقبل، فإنه سيذهب إلى هيئة الأمم المتحدة.*]

* اوباما رد عليه بصريح العبارة : إن ذهبت إلى هيئة الأمم المتحدة. فإنك لن تجد دولة فلسطينية هناك. وهذا يعني من وجهة نظر السؤال، أن اقامة الدولة الفلسطينية لا يحتاج إلى قرار من الأمم المتحدة، وإنما إلى قوة عسكرية تنفذ هذا القرار، والقوة موجودة عند الأميركان والأوروبيين وهؤلاء لن يفعلوا..!

- [**ما الذي يريده إذن الرئيس عباس من الذهاب إلى الأمم المتحدة..؟! ما الذي يمكن أن يحصل عليه..؟!*]

* لقد استصدرنا المزيد من قرارات الأمم المتحدة، استصدرنا قراراً منذ سبعينيات القرن الماضي ينص على أن كل فلسطين هي للفلسطينيين. ولذلك، فإن التفاوض دون أن تكون لديك القوة على تنفيذ ما تريده، لا يمكنك من أن تنال شيئاً. وكما قال عبد الناصر رحمه الله «ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة».

هذه هي الرؤيا التي نرددها دائماً. ونقول أن المفاوضات حين يجريها رجل ضعيف، لن يستطيع أن ينال شيئاً منها، وإنما هو يوفر الفرصة والزمن للعدو، لكي يستوعب مزيداً من الأرض من خلال المستوطنات.

استصدرنا قرارات من مجلس الأمن عام 1980، منها القرار 465 الذي وافق عليه جميع اعضاء مجلس الأمن، بمن في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، والذي نص على تفكيك المستوطنات، وليس وقف الاستيطان فيها. وأن كل القرارات «الإسرائيلية» التي اتخذت بشأن القدس باطلة. وناشد مجلس الأمن دول العالم أن لا تقيم أي سفارة في القدس، لكي تبقى عاصمة لدولتين.

لذلك، فإن المفاوضات في حقيقة الأمر هي فرصة لـ «إسرائيل» كي تستمر في استيعاب هذه الأراضي، واسكات العالم بالقول إن هناك مفاوضات تجري، وأن الطرفين قابلين بالسير على هذا المسار الذي يقودنا إلى فقدان كل شيء.

- [**طرف لأنه لا يملك القوة، وطرف لأنه يوظف قوته في هضم المزيد من الأراضي..؟*]

* نعم.. هذا صحيح..

اميركا تدعم «إسرائيل» وتتهاوى

- [**ما هو السيناريو المقبل الذي تتوقعه، وقبل ذلك، في ضوء المواقف والانحياز الأميركي الدائم، وآلية اعادة انتاج الإدارة الأميركية على مرحلتين، كل سنتين مرة.. مرة لانتخابات الرئاسة، وأخرى لانتخابات الكونغرس النصفية، هل هنالك أمل.. مجرد أمل في نهاية النفق، بأن تتخذ الولايات المتحدة موقفاً حاسماً لصالح الحق الفلسطيني. وما هي الظروف التي قد تجعلها تفعل ذلك..؟*]

* الاتفاقات التي عقدت بين «إسرائيل» والولايات المتحدة تدلل بشكل واضح على أن الولايات المتحدة تريد أن ترى «إسرائيل» أقوى دولة في المنطقة، وتعتمد عليها في ابقاء النفوذ الأميركي في هذا الإقليم. وأن ما تمتلكه «إسرائيل» من اسلحة الدمار الشامل، أيضاً توافق عليه الولايات المتحدة، وترفض أن تخلو منطقة «الشرق الأوسط» من هذه الأسلحة. وقد دفعت اميركا «إسرائيل» لضرب المفاعل النووي العراقي (مفاعل تموز) سنة 1981، وهي تهدد الآن ايران لأنها تسير باتجاه انتاج قنبلة نووية، كما تدعي «إسرائيل».

لهذا السبب، فإن الولايات المتحدة بدأت تتهاوى، إذ أنها تعاني من أزمة مالية، كما أنها بدأت تنهار كإمبراطورية في هذا العالم.

الأزمة المالية هي دليل واضح على أن الولايات المتحدة بدأت تنهار، ولذلك هي تحتاج إلى قوة تعتمد عليها للإبقاء على سيطرتها على نفط المنطقة، الذي أصبح القوة الأساسية التي تدير شؤون كل دولة من دول العالم.

المستقبل للصين

- [**انهيار اقتصاد الإتحاد السوفياتي أدى إلى تلاشي الإمبراطورية السوفياتية..*]

* نعم.

- [**وانهيار الاقتصاد الأميركي، هل تتوقع أن يؤدي إلى تفعيل الدور الأوروبي..؟ هل تستطيع أوروبا في هذه الحالة أن تستقل بمواقفها عن المواقف الأميركية..؟ وهل سيتغير الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية في مثل هذه الحالة..؟*]

* ثبت بشكل قاطع أن الدول الكبرى في أوروبا بدأت تئن، لأنها أصبحت تتحمل مسؤوليات دول أوروبا الشرقية، بعد انهيار الإتحاد السوفياتي، وتفكك منظومة الدول الاشتراكية.

ولكن، في نفس الوقت، بدأ اقتصاد عدد من هذه الدول ينهار مثل اليونان، اسبانيا، البرتغال، ودول أوروبية أخرى صغيرة.

لهذا السبب نقول أن هذه الدول التي شكلت سابقاً الاستعمار القديم، لا عودة لدورها، وكما قال الشاعر :

لابد للشرق من يوم يفوز به فليلعبن برغم الغرب أدوار

لذلك، الغرب في طريقه إلى الانهيار، والدليل على ذلك هو أن الصين هي التي تدعم الآن الولايات المتحدة، ذلك أنها تبحث عن اسواق، والسوق الأميركي كبيرة. وهي (الصين) أكبر دولة في العالم تمتلك من ارصدة الدولار. وأميركا تعتمد الآن على الصين، من أجل أن لا ينهار الدولار.

- [**هل ما زلتم ـ في منظمة التحرير الفلسطينية ـ تراهنون على الصين..؟*]

* الحقيقة أن للصين مصالحها. ولكن الصين، كما يقال، أنها تقلل من سيطرة الولايات المتحدة، التي تحارب في افغانستان، العراق، وغيرهما.. وقد بدأت تنهار. وليس سهلاً أن تفعل دولة ذلك خلال فترة محدودة من الزمن.

هذا هو مصير الامبراطوريات في العالم.

الثورة العربية تنقذ فلسطين

- [**هذا المشهد السوداوي، كيف يمكن أن يستنبط منه سيناريو وخطة عمل لإنقاذ فلسطين..؟*]

* الحقيقة أن الثورة العربية المعاصرة هي الطريق إلى انقاذ فلسطين. ولذلك، فإن «إسرائيل» مرعوبة. وقد بدأ ايهود باراك يقول «نحن أمام تسونامي». وبعض القادة «الإسرائيليين» يجاهرون الآن بمخاوفهم من نتائج الثورة العربية.

لا شك أن سقوط حسني مبارك كان نجاحاً كبيراً للأمة العربية، لأن نقطة التغيير العربية دائماً تبدأ بمصر، كما كانت عام 1952.

ذهب مبارك، وجاء الشباب، وهم لم تكن لهم تجربة سيئة، وهم متحمسون ويملكون القوة والدفع، من أجل تغيير، ليس فقط النظام، بل تغييره من اساسه. وهم يعتقدون أن ثورة مصر ستكون لها آثارها على الدول العربية الأخرى، بما في ذلك دول الخليج العربي.

هنا نلحظ تصريح عصام شرف رئيس وزراء مصر الحالي من أن أمن الخليج يهم مصر. ومثل هذا التصريح يشعر الدول العربية الخليجية بالأمان. وفي ظل هذا المناخ، بدأت هذه الدول تتحدث عن وحدة الممالك العربية.

في ضوء ذلك، فأنا أعتقد أن هذا التفكير، ربما يقود إلى وحدة الأمة العربية.

- [**الأمة هي التي تصنع فجرها، كما هي الشعوب. هل يمكن المراهنة على المسيرات المليونية في تحرير فلسطين..؟*]

* هذه المسيرات تقلق «إسرائيل». وقد وصل أحد الشباب إلى يافا وآخر إلى القدس.

هذا دليل واضح على أن «إسرائيل» سوف تخترق، عبر سبل سلمية.

- [**السؤال لا يتحدث عن اختراقات فردية، وإنما عن اختراقات مليونية.. والقادة العسكريين «الإسرائيليين» يتحدثون عن عدم قدرتهم على التعامل مع اختراق بحجم نصف مليون انسان، فما بالك بالملايين..؟*]

* يمكن أن يتطور الأمر مع الزمن. ولذلك، هؤلاء الشباب يؤكدون ضرورة أن يستمروا في مثل هذه المسيرات الضخمة، نحو الحدود الفلسطينية واختراقها، وهذا دليل واضح على أن التاريخ سوف يغير حتى حدود الدول في المنطقة العربية هنا، ثم في الدول المغاربية.

- [**هنا إذن يمكن توظيف الكثافة البشرية العربية في مواجهة القلة البشرية اليهودية، بدلاً من نظرية كثافة النيران الفلسطينية في مواجهة نيران «إسرائيلية» أقل كثافة. هكذا افترضتهم يوم انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وقد كان افتراضكم خاطئاً، وفي غير محله.*]

* وهذا أمر مقبول (المسيرات المليونية) لدى الدول الأخرى، ما دام الأمر سلمياً.

ولهذا، لم تجد «إسرائيل» مبررات لمنع هذه المسيرات، أو أن تستخدم السلاح ضدها.

هذه المسيرات ستكون وبالاً على «إسرائيل».

- **المصدر : صحيفة «المستقبل العربي» الالكترونية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2177747

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2177747 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40