الخميس 16 حزيران (يونيو) 2011

بالأسماء والوقائع .. أهل التطبيع (الحلقة السابعة)

تحقيق وتوثيق : شفيق أحمد علي
الخميس 16 حزيران (يونيو) 2011

ما هو المبلغ الذي دفعه أنيس منصور ليصبح عضواً في نادي الروتاري ولماذا يحذر الأزهر المسلمين من الانضمام لهذه الأندية؟

أنيس منصور يعترف : اخترت الكذب والاحتيال وبيع النكت عن الاستجابة لما طلبه عبد الناصر.

أم أنيس منصور تقول : ابني كذاب .. ووالده يقول : ابني لا يكذب .. والأم ترد : كيف تعرف ذلك وأنت لا تراه إلا نصف ساعة كل أسبوع؟

وبخط يده : أنيس منصور لا يعلم ماذا يعمل والده وأمه لا تناديه باسم «أنيس» ومأمور المركز يقول له : ما تبقاش طري كده زي البنات.

[**الأزهر وأندية الروتاري والمحافل الماسونية .. وأنيس منصور*]

«والدي كان يغيب دائماً عن بيتنا ولا يأتي لزيارتنا سوى مرة واحدة في الأسبوع .. وباستثناء هذه المرة، أمي هي التي كانت تربيني، وتعلمني، وتضربني أنا فقط من دون بقية إخوتي بقسوة، ولأتفه الأسباب .. طوال أيام الأسبوع»، هكذا نصاً يقول الكاتب المشهور أنيس منصور على صفحة (12) من كتابه «البقية في حياتي» من دون أن يذكر سبباً واحداً يجعلنا نصدق اتهامه لأمه، بأنها كانت زمان مثل أصدقائه الصهاينة والأمريكان، تكيل بمكيالين وتضربه وحده، من دون بقية أشقائه التسعة، الذين لم يتكلم عنهم أنيس منصور في كل ما كتب.

وعلى صفحة (92) من الكتاب نفسه يدعي أنيس منصور أنه لم يكن يعرف ماذا يعمل أبوه .. كل خلق الله، يعرفون جيداً عمل آبائهم إلا أنيس منصور، هكذا يقول .. وعلى نفس الصفحة، يقول أيضاً : (لا أبي قال لي ولا أمي، ماذا يعمل أبي) .. ورغم ذلك، حينما كان زملاء أنيس في المدرسة يسألونه عن عمل أبيه، كان يتفنن في تضليلهم ومراوغتهم قائلاً : (خمنوا أنتم ماذا يعمل أبي؟) هكذا نصاً قال أنيس منصور على صفحة (92) من كتابه نفسه.

وعملاً بالحكمة الشهيرة التي تقول : (من شب على شيء شاب عليه) .. من يومها، والمطبع المشهور أنيس منصور، يتعامل معنا بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها مع زملائه في المدرسة، أي يتفنن في المراوغة والتضليل .. بدليل، أنه على مدى كل صفحات الكتاب، لم يكشف لنا عن السبب الحقيقي الذي جعل أبويه يخفيان عنه طبيعة عمل والده .. وكشف فقط، صفحة (15) عن أن والده كان يغيب دائما عن البيت ولا يأتي لزيارتهم سوى مرة واحدة في الأسبوع .. وعلى نفس الصفحة، يقول أنيس منصور أيضاً : (في أحد الأيام سألت أمي، ماذا يعمل والدي يا ماما .. فقالت لي كلاما لم أفهمه، ولم تكن أمي سعيدة وهي تقوله .. ولما سألتها : ولماذا يسافر أبي كثيراً ولا يقيم معنا .. لم تسترح أمي لهذا السؤال، ولم تجبني عنه).

وعلى صفحة (17) يقول أنيس منصور أيضاً : (حينما سألت والدي: لماذا تقفل الباب عليك أنت وأمي وتتشاجران .. لم يقل لي أبي شيئا هو الآخر، وراح يبكي).

إذن : لماذا يبكي والد أنيس منصور، ويغيب عن بيته طوال الأسبوع؟ أم أنيس، على صفحة (19) كانت تقول لابنها : (أبوك ليس عنده سوى الكلام .. أبوك ليس عنده فلوس) .. فهل الفلوس هي سبب البكاء والشجار والغياب عن البيت؟ وإذا كان ذلك صحيحاً .. فهل اقترف أنيس منصور كل ما اقترفه ويقترفه حالياً من أجل الفلوس؟ وهل لهذا السبب قال أنيس منصور نصاً أنه يكسب قوته (بالكذب والتسول والاحتيال وبيع النكت والنوادر المسلية، وأن والده أدخله مدرسة الكونستبلات؟).

للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، تعالوا نمضِ في قراءة أوراق أنيس منصور وما كتبه فيها زمان ويتناساه حالياً.

[**من أول السطر :*]

في كل ما كتبه أنيس منصور، لم يذكر السبب الحقيقي الذي جعل أمه وأباه وأشقاءه وأهل قريته لا ينادونه وهو طفل باسم «أنيس» وإنما ينادونه باسم «صلاح». ولما كبر، تنكر أنيس منصور لهذين الاسمين، واختار لنفسه اسماً حريمياً، بدأ به حياته الصحفية محرراً لأخبار الموضة والمطبخ، ويكتب في مجلة «روزاليوسف» أوائل الخمسينات باسم حريمي هو «سيلفانا ماريللي» .. ويبدو أن أم أنيس منصور كانت تخشى أن يحدث لابنها هذا التحول، فكانت باعترافه على صفحة (15) من كتابه «البقية في حياتي» تمنعه (من الرغي ومن الجلوس مع الحريم) وتقول لقريباتها : (الواد صلاح ابني زي البنت) .. ويقول أنيس منصور أيضاً صفحة (121) إن مأمور المركز حينما رآه لأول مرة قال له أمام والده (ما تبقاش طري كده زي البنات) .. ورغم ذلك، بدأ أنيس منصور حياته الصحفية في مجلة «روزاليوسف» كما قلت منذ قليل، منتحلا أسم امرأة هي «سيلفانا ماريللي» وأحياناً منى جعفر .. ولما انتقل عام 1952 للعمل في جريدة «أخبار اليوم» مترجماً كما يقول، لكتب الخرافات وتحضير الأرواح، ومحرراً لأبواب البخت والأبراج .. لم يصارح القراء بحقيقة «سيلفانا ماريللي» .. ونشر خبراً كاذباً أدعى فيه أنها ماتت في حادث سيارة.

وتلك أول القصيدة : كذب وتضليل وأسماء مستعارة .. عفواً، ليست هذه هي أول القصيدة .. أولها اعترف به أنيس منصور نفسه على صفحة (15) من كتابه «البقية في حياتي» حينما قال إن أمه وهو صغير كانت تصفه لأبيه بأنه (كذاب) .. وحينما كان والد أنيس يقول للأم أن ابنه (لا يكذب) كانت أم أنيس ترد على أبيه قائلة : (أنت كيف تعرفه .. إذا كنت تغيب عن البيت طول الأسبوع، ولا تراه إلا مرة واحدة، ولمدة نصف ساعة فقط)؟

وحينما كبر أنيس منصور وأصبح مطبلاً ومطبعاً شهيراً، نبش قبر أمه، وتناسى أنه سبق أن كتب في مجلة «الجيل» مقالاً شهيراً عنوانه (هذا الجيل الجديد) .. قال فيه نصاً : (أمي مرت بي على أبواب المدارس وأنا صغير وفي يدي شهادة فقر ممضاة من شيخ الحارة ومن عدد من الموظفين، ورغم ذلك طردتنا المدارس لأن الإمضاءات غير واضحة، وبعد أن حصلت على الابتدائية، عدت ثانياً أدق أبواب المدارس وأطلب إعفائي من الرسوم، فقرر والدي أن أدخل مدرسة الكونستبلات، وذهبت إليها وكلي دموع وفي يدي كتاب وفي قلبي حلم وفي رأسي أمل، حيث لا أمل لفقير وقتها في أن يتعلم أو يتقدم إلا بالفلوس .. ثم قامت ثورة 23 يوليو عام 1952، وتغيرت الدنيا وأصبح كل طالب من حقه أن يتعلم بالمجان .. ولم ينس الزعيم والقائد العظيم جمال عبد الناصر أن ينبه الجميع في خطاباته إلى أن الدولة تطالبهم بالكثير وأن مسؤولياتهم أكبر، وأن هذه المسؤوليات تتجلي في ضرورة أن يعمل الجميع على إطلاق الطاقات التي حبسها الفقر، والاستعمار، في الأمة العربية).

هذا هو بالحرف بعض ما تناسى أنيس منصور، انه كتبه عن طفولته، وعن أمه، وعن أبيه، وعمن تنكر له الآن ووصفه زمان بـ (الزعيم والقائد العظيم) جمال عبد الناصر وثورته، تحت عنوان (هذا الجيل الجديد) على صفحات مجلة «الجيل» التي رأس تحريرها في الفترة من عام 1960 وحتى عام 1962 فهل تنبه أنيس منصور فعلاً، إلى ما نبهه إليه عبد الناصر وقتها؟ هو في الحقيقة وباعترافه في نفس المقال، اختار (الكذب والتسول والاحتيال) على أن يصدع رأسه (بإطلاق الطاقات التي حبسها الفقر والاستعمار في أبناء الأمة العربية) كما طلب عبد الناصر .. اختار أنيس منصور الاحتيال على الحكام والمحكومين بالنكت والكتب المسلية، بحجة كسب قوته .. يقول أنيس نصاً : (لكي أكسب قوتي كان لابد أن أجمع الناس حولي لكي أضحكهم، وهذا نوع من التسول يسمي الكدية، بمعنى أن الرجل يكدي .. أي يحتال على الرزق، ببيع النكت والنوادر الأدبية) .. أما موقف أنيس منصور من (الكذب) حينما أصبح كاتباً شهيراً .. فتستطيع أن تقف عليه بنفسك بالعودة على سبيل المثال، إلى جريدة «مايو» التي كان الحزب الوطني الحاكم يصدرها، وكان أنيس منصور رئيساً لتحريرها، وتحديداً عددها الصادر في 25 سبتمبر/أيلول عام 1989 لتقرأ على صفحته التاسعة، مقال للمطبل والمطبع المشهور أنيس منصور، يقول فيه نصاً : (حينما علمت بأن صديقي الدكتور خيري السمرة عميد كلية الطب بجامعة القاهرة، عثر على كمية ضخمة من الكتب القديمة في أحد البدرومات المهجورة بالكلية ذهبت إليه سائلاً : لو كان لابد أن توزع بعضاً من هذه الكتب يا دكتور فمن الذي تعطيه كتاب وصف مصر؟ فقال لي الدكتور خيري السمرة : أعطيه لك .. ولكن قبل أن تأخذه يجب أن تكتب لي تعهداً بأنك أخذته مني، لأنك إذا لم تكتب هذا التعهد، فسوف تحكي لنا بعد ذلك حكاية تقول فيها بأنك وجدت هذا الكتاب في باريس، تحت إحدى الأشجار التي كانت تجلس فوقها فتاة حسناء، وأن هذه الفتاة هي التي رفعت طرف فستانها وأشارت إلى الأرض، وقالت لك هنا وهناك وحكايات أخرى مسلية).

هذا هو باعترافه، الحد الذي وصلت إليه شهرة المطبع المشهور أنيس منصور في التدليس والتضليل وإخفاء الحقيقة .. حتى مثيله الكاتب الصحفي صلاح منتصر، كشاهد من أهل التطبيع، ها هو أيضاً على صفحات جريدة «الأهرام» في 17/8/2009 يقول إن أنيس منصور : (يلتقط من ذكرياته زرار قميص صادفه قبل سنين وسنين، فيكبره ويضخمه ويصنع من الحكايات والمعلومات التي يسبغها على الزرار قميصاً، ومن فوقه صديرياً وجاكتة وبنطلون، وأحياناً بالطو كمان .!!) تلك هي حقيقة كبير المطبعين والمطبلين المشهور أنيس منصور في رأي شاهد من أهل «التطبيع» هو صلاح منتصر .. أما أهل «الروتاري» فهذا لغز آخر في حياة أنيس منصور .. أو قل، هذه ورقة أخرى قديمة تفضح هي الأخرى حرص أنيس منصور المبكر على التضليل وإخفاء الحقيقة.

من أول السطر : في العاشر من يونيو/حزيران عام 1963، وعلى صفحات مجلة «الجيل» التي كانت تصدر من مؤسسة «أخبار اليوم» وكان يرأس تحريرها أنيس منصور .. على صفحات تلك المجلة، أرسل الكاتب الصحفي الراحل محمد صبيح وكان وقتها رئيساً لتحرير جريدة «التعاون» رسالة مفتوحة إلى صديقه أنيس منصور قال له فيها بالحرف : (صديقي أنيس .. إذا كان ولابد أن أحاول إغاظتك كما حاولت أنت في الأسبوع الماضي، فإني أقول لك إن للروتاري كل حين وآخر سهرة ليلية ممتعة، وكانت سهرة الشهر الماضي مع وفد إيطالي يمثل 33 نادياً للروتاري في إيطاليا .. ومن المؤكد أنك ستندب حظك أو على الأقل ستندم على ما فاتك .. إذا علمت مثلاً أن السيدة أدريانا التي تعرفها جيداً، أعجزت جميع منافسيها رجالاً ونساء في براعة الرقص، حتى في رقصة الشارلستون الجديدة .. والأهم من كل هذا هو أن كل عضو في نادينا العزيز، نادي الروتاري، قد تلقى دعوة خاصة لزيارة الثلاثة وثلاثين نادياً إيطالياً، وزيارة نسائها أيضاً .. وما أدراك ما نسائها طبعاً .. وعلى الرغم مما قلته أنت عني على صفحات مجلة «الجيل» في الأسبوع الماضي، فقد حجزت لك نصيبك من كل ما فاتك .. بأمانة).

هذا هو بالحرف ما قاله الكاتب الصحفي محمد صبيح، في حق صديقه أنيس منصور على صفحات مجلة «الجيل» في العاشر من يونيو/حزيران عام 1963 وقبلها بأسبوع، أي في 3 يونيو/حزيران عام 1963 كان المطبل المشهور أنيس منصور قد كتب بالحرف : (تلقيت التهاني من كثير من الأصدقاء، لأنني أصبحت عضواً في نادي الروتاري، وكل واحد من هؤلاء الأصدقاء يضغط على يدي بطريقة معينة، وبعضهم كان يضربني على كتفي أو يقرصني من أي مكان في جسمي، كما تفعل الفتيات عند زفاف زميلة لهن حسداً وأملاً في أن يلحقن بها .. وهو ما يعني أن عضوية نادي الروتاري شيء مهم جداً، وشرف وأمل كبير وعظيم قد تحقق لي، وأن هذه العضوية مثل الزواج يجب أن أحافظ عليها وأتمسك بها وأن تبقى معي مدى الحياة!!). .. أما كيف حصل أنيس منصور على «شرف» عضوية نادي الروتاري .. فيقول في نفس مقاله : (علاقتي بنادي الروتاري بدأت عن طريق محمد صبيح رئيس تحرير مجلة «التعاون»، ودفعت 30 جنيهاً .. نعم دفعت ثلاثين جنيهاً رسم عضوية .. دفعتها وشعوري يقول أنها مائة جنيه).

وبعدها بعشر سنوات تقريباً .. وتحديداً، في 20/5/1973 مارس أنيس منصور هوايته في التضليل وإخفاء الحقيقة، وسخر من ذاكرة القراء، وكتب على صفحات جريدة «الأخبار» يقول نصاً : (اشتركت من باب العلم بالشيء في أحد اجتماعات نادي الروتاري منذ أكثر من عشر سنوات) .. وهكذا كما ترون، أنكر أنيس منصور أنه عضو قديم في نادي الروتاري، وأنه دفع ثلاثين جنيهاً رسماً لهذه العضوية .. وقال على صفحات «الأخبار» أنه اشترك في اجتماع «واحد» فقط من اجتماعات نادي الروتاري (من باب العلم بالشيء).

ومن باب العلم بالشيء أيضاً، ومن باب التذكرة لمن باعوا الذاكرة أو صهينوها .. أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر، فتوى مؤرخة في 15/5/1985 وموقعة بإمضاء رئيسها في ذلك الوقت وهو الشيخ «عبد الله المشد» ومعتمدة من مفتي مصر وقتها وهو الشيخ عبد اللطيف حمزة، بل وعليها أيضاً تأشيرة لفضيلة المفتي «بتعميم» هذه الفتوى على كل أنحاء مصر .. تقول الفتوى في نهايتها بالحرف : ( .. لكل ما سبق يحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية الماسونية والأندية التابعة لها مثل الروتاري والليونز، لأنها من أخطر المنظمات الهدامة التي يسيطر عليها يهود وصهيونيون يبتغون السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان وإشاعة الفوضى الأخلاقية، وتسخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم .. باسم الإنسانية).

من أول السطر : على ذكر الماسونية، والأندية التابعة لها مثل أندية الروتاري والليونز، وغيرها من الأندية التي وصفتها فتوى الأزهر السابقة بأنها (من أخطر المنظمات الهدامة التي يسيطر عليها يهود وصهاينة) .. منذ (293) عاماً في عمق التاريخ .. وتحديداً في الرابع والعشرين من يونيو/حزيران (عام 1717) ميلادية، شهدت العاصمة البريطانية لندن، تأسيس أول «محفل ماسوني» في العالم .. فهل تعرف ما هي «الماسونية» أو ما هي «حقيقة» علاقتها بالصهيونية؟ هل تعرف رأي الأزهر في الماسونية؟ وهل تعرف أيضاً لماذا أصدرت جامعة الدول العربية عام 1979 القرار رقم (2309) بحظر (أية نشاطات أو محافل ماسونية) في الدول العربية؟

من أجل التضليل والتطبيل والانتشار، كلمة «الماسونية» في اللغة الإنجليزية معناها (البناؤون الأحرار) مثلما أسموا غزو العراق (بتحرير) العراق .. والماسونية في العديد من المراجع التاريخية، ومنهم جورجي زيدان في كتابه النادر القديم «تاريخ الماسونية العام» هي بالحرف : (جمعية عالمية يتشارك أعضاؤها في عقائد وأفكار وأهداف تتميز بالغموض والسرية) .. أما المحفل الماسوني (فهو المكان الذي يعقد فيه الماسونيون كل اجتماعاتهم، وهي دائما سرية) .. وفي المحفل أيضاً، تتم طقوس ما يعرف «بتكريس» الأعضاء الجدد .. وأصل الماسونية وجذورها وكيفية نشأتها (لم يتفق عليه المؤرخون) هكذا تقول صفحة (14) من كتاب «تاريخ الماسونية العملية» لواحد من أشهر أعضائها هو شاهين مكاريوس، المتوفى في حلوان عام 1910 أما أول من أرخ في اللغة العربية للماسونية فهو جورجي زيدان وأصدر عنه كتابه النادر القديم «تاريخ الماسونية العام» .. ورغم أنه اعترف في هذا الكتاب بأنه من (نصراء الماسونية) بنص تعبيره .. إلا أنه اعترف أيضاً في نفس الكتاب بأن (سبب الاتهامات التي تكال للماسونية، وسبب الجدال الدائر حول حقيقتها، هو شدة حرص الإخوة الماسون على سرية أعمالهم، إلى حد أوجب إساءة الظنون واختلاف الأقاويل، حتى أصبح الناس لا يعتقدون في صدق ما يظهر من أعمالنا الماسوني، اعتماداً على أن وراء تلك الأعمال غاية متسترة في خدر الاجتماعات السرية، ولو أننا أخلصنا النية وأردنا بالناس خيراً، لما كان هناك ما يمنع من اجتماعنا جهاراً نهاراً).

هكذا نصاً قال جورجي زيدان الذي وصف نفسه بأنه من (نصراء الماسونية) منذ (121) عاماً مضت، ورغم ذلك مازالت اجتماعات الماسونيين حتى الآن (سرية).

بقي أن تعرف سريعاً أن مصر هي أول دولة عربية تدخلها الماسونية، وكان ذلك كما يقول جورجي زيدان، على أيدي الفرنسيين المحتلين عام 1798 (حينما أنشأ نابليون في القاهرة محفلاً ماسونياً أسماه محفل إيزيس .. ولعل نابليون، والكلام مازال لزيدان، كان له في ذلك مقصد سياسي لأنه أدخل في ذلك المحفل كثيراً من عمد مصر وأعيانها).

[**من أول السطر :*]

على صفحات جريدة «الأخبار» .. وتحديداً، في 14/3/1973 كان أنيس منصور قد خصص عموده اليومي «مواقف» للدعاء بالصحة وطول العمر للدكتاتور الشهير هيلاسيلاسي، وقت أن كان إمبراطوراً للحبشة التي تعرف حالياً باسم إثيوبيا .. وفي نفس المقال، أعرب الليبرالي المشهور أنيس منصور عن إعجابه الشديد بذلك الإمبراطور الدكتاتور، الذي فتح بلاده لـ «الإسرائيليين» ويتسلى برؤية أسده الشهير وهو ينهش معارضيه .. وفي نهاية المقال توجه أنيس منصور إلى الإمبراطور الدموي قائلاً بالحرف : (سيادة الإمبراطور هيلاسيلاسي .. متعك الله بالصحة والعافية، وأطال في عمرك لنفسك، ولشعبك، نموذجاً يحتذى) وهكذا كما ترون، تغزل أنيس منصور بأشهر دكتاتور في العالم ولم يخجل وهو يدعو له بالصحة وطول العمر، مما يدلل على أن محاولات أنيس منصور لتشويه عبد الناصر وتسويد «كل» منجزاته، بدعوى دكتاتوريته، ودون غيره من الملوك والرؤساء الحاليين، هي محاولات «انتقائية» ومغرضة .. ولما استهجن القراء وقتها ما كتبه أنيس منصور عن هيلاسيلاسي دكتاتور الحبشة .. كتب أنيس ما يلي : (كأنني كفرت بالله عندما كتبت عن إمبراطور الحبشة، لأن عدداً كبيراً من رسائل القراء من السودان واريتريا واليمن ومصر، كلها جاءتني تستنكر بشدة أنني أدعو الله أن يطيل عمر الإمبراطور ويمتعه بالصحة والعافية .. وأنني نسيت ما يفعله هيلاسيلاسي في الأحرار والمعارضين في بلاده .. ولم أكن أتصور أنني هكذا قريب من الله، فإذا دعوت لأحد استجاب الله لدعائي) .. هكذا يراوغ أنيس منصور كعادته، ويقول إن الله لا يستجيب لدعائه للإمبراطور الدكتاتور بالصحة وطول العمر .. ورغم ذلك، كررها مع الإمبراطور شاه إيران حينما أسقطته الثورة الإسلامية عام 1979 وقتها، جاء الشاه طريداً شريداً ذليلاً إلى صديقة أنور السادات .. ففتح السادات للشاه قصر القبة، وفتح السجن لمن اعترض على ذلك .. ولما كان أنيس منصور وقتها أنيساً وجليساً ومضحكاً للرئيس السادات قبل اغتياله، فقد كان من الضروري أن يسارع أنيس منصور لنيل شرف «تسلية» الشاه المطرود والترويح عنه في محنته .. وعليه، ذهب أنيس منصور إلى قصر القبة وجلس ينتظر .. وعلى صفحات جريدة «أخبار اليوم» يقول مضحك القصور أنيس منصور في 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1988 ما نصه : (لما طال انتظاري، جاءني من أعلن أن الإمبراطور شاه إيران قد وصل، وبسرعة وقفت، وزررت الجاكتة، وسلمت، و«انحنيت» للشاه، وشكرت جلالته لأنه سمح لي بهذا اللقاء، ورجوته ألا يكون مرهقاً، وأن يشير جلالته بيده فقط إن أطلت، فيكفي أن أجلس إلى جلالته بضع دقائق).

هذا هو بالضبط الكاتب «الديمقراطي» المشهور أنيس منصور بعظمة لسانه .. حينما يتحدث إلى هيلاسيلاسي ديكتاتور إثيوبيا، ينسى جرائمه ويدعو له بالصحة وطول العمر ليرتكب المزيد من جرائم القتل والتعذيب ضد معارضيه .. وحينما يكون في حضرة شاه إيران، لتسليته وإضحاكه مثل السادات، ينحني أمامه قائلاً : (يكفي إشارة من إصبع جلالتك، لكي أصمت وأنصرف) .. أما حينما يكون أنيس منصور في حضرة الشعب المصري، أو يتحدث عن المصريين، فيصفهم كما رأينا في الحلقة السابقة، بأنهم (شعب من الحمير، وأن القطط والكلاب تتصرف أحسن منهم).

[**نص فتوى الأزهر بتحريم الماسونية*]

في عام 1979 أصدرت جامعة الدول العربية القرار رقم (2309) الذي يتناساه الجميع، وينص حرفياً على (اعتبار الماسونية حركة صهيونية، لأنها تعمل على تدعيم أباطيل الصهيونية وأهدافها، لهذا يحظر إقامة محافل لنشاطات الماسونية ويغلق أي مكان لها في الدول لعربية .!!) .. أما لجنة الفتوى بالأزهر، فقد أصدرت هي الأخرى في 28 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1984 فتوى تحمل رقم ( 1405) وتقول نصاً :

(المسلم لا يمكن أن يكون ماسونياً، لأن ارتباطه بالماسونية هو انسلاخ تدريجي عن شعائر دينه، ينتهي بصاحبه إلى الارتداد التام عن دين الله).. اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.

- [**المصدر : صحيفة «الخليج» الإماراتية، وينشر بترتيب مع وكالة «الأهرام» للصحافة.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2177373

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2177373 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40