الجمعة 5 آب (أغسطس) 2011

هيرست : «هل يمكن أن يهزم الصمود الفلسطيني الصهيونية في نهاية الأمر؟»

الجمعة 5 آب (أغسطس) 2011

يستعرض المحلل في صحيفة «ذي غارديان» البريطانية ديفيد هيرست في مقال نشرته الصحيفة اليوم تحت عنوان «هل يمكن أن يهزم الصمود الفلسطيني الصهيونية في نهاية الأمر؟» التحديات التي تفرضها «إسرائيل» على الشعب الفلسطيني، سواء ضمن «إسرائيل» نفسها أو في الضفة الغربية وقطاع غزة والإستراتيجية التي يتبعها الفلسطينيون لمكافحة الخلل الهائل في ميزان القوى بينهم وبين «إسرائيل». وفي ما يأتي نص المقال:

«هناك كلمة عربية كثيراً ما يسمعها المرء عندما يتحدث الفلسطينيون عن مستقبلهم. إنها كلمة «الصمود» التي تحولت إلى إستراتيجية : عندما يكون ميزان القوى مختلاً إلى هذه الدرجة، يكون أهم شيء ينبغي عمله هو الصمود.

يعتبر الصمود في وجه تحديات ساحقة انتصاراً. ولكنه أكثر من مجرد كلمة. انه النظرة في عيني رفقة الكرد وهي تكافح ضد إجلائها من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. أنها تعيش بينما ثيابها ومتعلقاتها موضوعة في صناديق لأنها لا تريد، عندما تأتي الشرطة وتلقي بها إلى الخارج ويدخل المستوطنون، ان ترمى ملابسها في الشارع. الصمود هو العناد الذي يتمسك من خلاله محمود حسين جبور، وهو مزارع، بقطعة ارض حافلة بالصخور في تلال الخليل الجنوبية في جو تبلغ حرارته 38 درجة. لقد دمر خزان مائه ثلاث مرات هذه السنة لأنه لا يملك رخصة له، مع أن المحكمة تقر بأن الأرض أرضه. الصمود يلخص موقف البدو المكافحين للبقاء في 45 قرية غير معترف بها (من جانب «إسرائيل») في النقب، من دون إمدادات مياه أو كهرباء أو مدارس. كان النقب برمته يوماً ما ملكهم، والآن لم يبق منه سوى 6 في المئة. «إسرائيل» تريد وضع البدو في بلدات بينما تقوم بإنشاء 130 قرية ومستوطنة زراعية يهودية على تلك الأرض. ويقول طلب الصانع، النائب الذي يمثلهم: «يريدون لليهود ان يكونوا بدواً وللبدو ان يصبحوا اشكناز (أي يهوداً أوروبيين)».

يبرز «الصمود» في بعض الأماكن غير المتوقعة - ليس فقط في القدس الشرقية، والضفة الغربية أو غزة، ولكن في يافا واللد والتجمعات العربية في «إسرائيل»، بين الناس الذين يملكون اسمياً الحقوق نفسها كأي مواطن آخر. وبينما يلوح أيلول (سبتمبر) في الأفق ومعه محاولة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، فإن الضوء قد بدأ يتركز على هؤلاء.

هذا ليس تحولاً عارضاً، ويمكن أن يكون مؤثراً. إذا أنهت «إسرائيل» احتلالها للضفة الغربية، وسمحت لها بالانضمام إلى غزة، فإن النتيجة ستكون دولتين - دولة فلسطينية إلى جانب «إسرائيل». لكن إذا ترافق ذلك مع حركة للحقوق المدنية داخل «إسرائيل»، فإن الهدف سيكون مختلفاً تماماً - دولة علمانية ديموقراطية «لكافة مواطنيها»، سواء كانوا يهوداً، مسيحيين أو مسلمين. حل الدولة الواحدة حيث يفقد اليهود الغالبية. أي نهاية الصهيونية، وليس أقل من ذلك.

بقي أكثر من 100 ألف عربي بعد عام 1948، وصار عددهم الآن أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، أي خمس السكان في «إسرائيل» تقريباً. عرب عام 48 كما يشار إليهم، لم يعودوا يعتبرون منفصلين، أو متميزين أو أصحاب وضع خاص. فبعد سنوات عديدة، أصبح كفاحهم من أجل الحقوق المدنية داخل «إسرائيل» مثل نضال أي فلسطيني تحت الاحتلال. لم يكن الوضع هكذا دائماً. فقد كانوا ينتقدون على أنهم «من الداخل»، وفقاً للمؤرخ «الإسرائيلي» المعارض إيلان بابي، الذي ألف كتاباً يتحدث عنهم. محاولة أن يكونوا «عرباً طيبين» في العيون اليهودية كان مساوياً للعمالة في العيون العربية. لكن الكثير تغير.

يقول بابي: «الناس في الضفة الغربية فهموا ما تمر به الأقليات داخل «إسرائيل»، بعد سنوات من اعتبارهم أقل فلسطينية، وعلموا انه حين يكون الدافع الأساسي للقوة التي تتحكم بكل شيء في حياتك هو الإقصاء، فإن البقاء في مكانك هو إنجاز بحد ذاته».

مؤرخ آخر هو سامي أبو شحادة، يعد رسالة دكتوراة عن يافا باعتبارها أكبر مركز ثقافي واقتصادي عربي خلال فترة الانتداب. فقد كانت لديها صحافتها الخاصة، وثماني دور سينما، وخمسة مستشفيات وكان يعيش فيها نحو 120 ألف نسمة. وبعد حرب عام 1948، بقي فيها 3900 شخص فقط.

إنه إجراء ثابت لدى المؤرخين في جامعة «تل أبيب» بأن يشرحوا الجدول الزمني لبحثهم ولماذا ينتهي على النحو الذي انتهى عليه. توقف شحادة عند عام 1948 لأنه العام الذي توقفت فيه يافا عن الوجود كمدينة. يقول أبو شحادة: «قال لي أستاذي: سامي، قد نتفق أو لا نتفق على كلمة «تهجير»، لكنني لا أعرف من سيجلس في لجنة نقاش رسالتك إذا أصررت على استخدامها»، وتم التوصل إلى حل وسط - وهو أمر نادر في هذا الجزء من العالم. كتب شحادة أنه نتيجة للحرب، فإن عرب يافا «كان عليهم الرحيل ولم يسمح لهم بالعودة».

وأضاف: «انس السياسة، حتى في الحقائق التاريخية الأساسية نحن نتعارك بشأن كل شيء، أنا لا أعرف أين أبدأ محادثة عادية. نحن نعيش حياة منفصلة تماماً. الناس من الخارج لا يرون هذا».

«هناك في «إسرائيل» كيانات مختلفة لليهود والعرب. وتكمن المشكلة في ان الغالبية العظمى من النخبة، ليس السياسية فقط بل الاقتصادية والمثقفة، تصف نفسها بأنها جزء من الديمقراطية اليهودية وتركز كل تفكيرها على حقوق اليهود. أما غير اليهود، سواء منهم المسيحيون أو المسلمون، فإنهم خارج إطار أي عملية لصنع القرار الجاد في حياتهم».

وينطبق هذا على «الإسرائيلي» يسارياً كان أم يمينياً. وبصفته عضواً في المجلس البلدي لـ «تل أبيب» - يافا فقد حاول أبو شحادة أن يقنع يائيل ديان، رئيسة الجناح اليساري المسؤول عن المجلس، تقسيم «تل أبيب» - يافا إلى ضواح، مثلما هو الحال بالنسبة إلى المدن الكبرى الأخرى. ولكن قيل له لعل من الأفضل بالنسبة إلى أهالي يافا من العرب أن نواصل ادارة الأمور بالنيابة عنهم.

غير أن شحادة يقول «الشيء الوحيد الذي يعرفه العالم عن يافا هو البرتقال. أنا لست برتقالة. ولقد وصف (بنيامين) نتنياهو، عندما كان وزيراً للمالية، أمثالي من الأهالي بأنني قنبلة ديموغرافية موقوتة. كيف يمكنني أن اشرح لأبنائي أنهم قنبلة؟».

هناك دلائل جلبة على التمييز الذي يعاني منه أبناء هذه الجالية. فنصفهم يعيش تحت خط الفقر، و48 في المائة لا يستطيعون بناء مساكن لهم على مدى 15 عاماً لعدم وجود تصاريح أو خطط. و19 في المائة فقط من الفتيات العربيات اللائي حصلن على الجنسية «الإسرائيلية» يعملن، مقارنةً بـ 65 في المائة من النساء اليهوديات.

ولا سبيل لترسيم مسار هويتهم وولاءاتهم المتغيرة. فـ «إسرائيل» تطالبهم بإعلان ولائهم لها. ويتساءلون لأي شيء يكون الولاء؟ هل هو لدولة ديموقراطية أم لدولة المؤمنين بالتفوق؟.


titre documents joints

Could Arab staying power ultimately defeat Zionism? | David Hearst | The Guardian

5 آب (أغسطس) 2011
info document : HTML
234.1 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2178596

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2178596 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40