السبت 6 آب (أغسطس) 2011

أيام السبت المرعبة

السبت 6 آب (أغسطس) 2011 par حلمي موسى

ومع ذلك فإن رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو الذي يبدو متردداً في التعامل مع ظاهرة الاحتجاج أعلن أن هذه الاحتجاجات لا تشكل خطراً على الائتلاف الحكومي. وكان نتنياهو يقصد أن تحالفه مع كل من «إسرائيل بيتنا» و«شاس» راسخ وأنه لن يتأثر بالاحتجاجات. غير أن نتنياهو و«الليكود» يعرفون جيداً أن ما يجري الآن على الحلبة الاجتماعية الاقتصادية سرعان ما سيقفز إلى الحلبة السياسية. فالمحتجون في الشوارع سرعان ما سيجدون لاحتجاجهم سبيلاً إلى صناديق الاقتراع التي تظهر الاستطلاعات الراهن معطيات صادمة. فأغلبية قواعد «الليكود» الشعبية تؤيد الاحتجاجات كما أن الأغلبية الساحقة من «الإسرائيليين» ترى أن الحكومة مسؤولة عن خلق الأزمة الاجتماعية بتقصيرها في مجال الرفاه. ولا يقل أهمية عن ذلك أن صراعا بات يحتدم في داخل «الليكود» نفسه يحمل وزير المالية، وهو الاسم الحركي لرئيس الحكومة، المسؤولية عن الأزمة.

من المفترض أن تجري اليوم أكبر تظاهرة احتجاج اجتماعي في تاريخ ». فقد دعا قادة الاحتجاج إلى اعتبار يوم السبت موعداً لتظاهرات تهز الحكومة وتجبرها على تلبية المطالب الشعبية التي لم تعد تقتصر على جانبي السكن والصحة للطبقة الوسطى بل تخفيض الضرائب وغلاء المعيشة على الجمهور بأكمله. ويبدو واضحاً أن يوم السبت سيغدو نظير يوم الجمعة في العديد من الدول العربية وسيتحول إلى يوم إزعاج للحكومة «الإسرائيلية». فالمتظاهرون يريدون هذه المرة ليس توزيع تظاهرات في المدن بل إبراز عضلاتهم في القدس وقبالة ديوان رئاسة الحكومة لإظهار حجمهم وزيادة ضغطهم.

ويؤمن كثيرون في «إسرائيل» بأنه بعد مرحلة الجنون التي أغرقت الساحة الإسرائيلية ودفعتها إلى الإحساس بالغطرسة جاء زمن «عودة الوعي». ويعتقد هؤلاء أن العودة للحديث عن العدالة الاجتماعية والتفاف الناس حولها قد يكسر حدة الاستقطاب السياسي الذي ساد حتى الآن بين اليمين واليسار والذي ترسخت فيه هيمنة اليمين السياسي والديني والاقتصادي. ودفعت المعطيات الجديدة مفكرين يساريين أمثال زئيف شترنهل إلى إبداء الآمال بإمكانية إعادة خلق أحزاب اشتراكية ديموقراطية بعد أن اضمحلت الأحزاب اليسارية التي غلب عليها البعد السياسي بعيداً عن البعد الاجتماعي.

وثمة من يعتقد أيضاً أن الاحتجاجات الاجتماعية الراهنة قد توفر فرصة ذهبية لاندماج اجتماعي جديد بين «الإسرائيليين» افتقدوه لزمن طويل عندما كانت الاحتجاجات الاجتماعية قطاعية: بين شرقيين، حريديم أو عرب. فالاحتجاجات هذه المرة عامة للطبقة الوسطى والنقابات والنخب الثقافية وجميعها موجهة ضد الحكومة وسيطرة رأس المال الاحتكاري.

ومن المؤكد أن استمرار الأزمة الاجتماعية سيقود إلى أزمة عامة في «إسرائيل» نظراً لترابط القضايا وتداخلها. والواقع أن القلق السياسي والأمني مما يجري في الدول العربية واحتمالات عدم الاستقرار أو حتى المواجهة يشكل هماً كبيراً تجري محاولات جدية لإخفائه. ومع ذلك كان الجيش الضحية الأولى للاحتجاجات ليس فقط جراء تردي المعنويات وإنما أيضاً بسبب خطوات عملية. وكتب المعلق العسكري لـ «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان يوم أمس أنه جراء الاحتجاجات الاجتماعية وإمكانية تغيير سلم أولويات الميزانية العامة قررت المؤسسة العسكرية تجميد خطة «حلميش» المتعددة السنوات لتطوير الجيش وتسليحه. وتمتد هذه الخطة لست سنوات وبتكلفة تزيد عن 80 مليار دولار. وليس من المستبعد أن تقود هذه الهموم إلى اندفاع جهات لإحداث تغيير سريع وإجبار نتنياهو على التعاطي بحكمة أكبر أو تقديم موعد الانتخابات العامة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 46 / 2165247

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2165247 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010