الثلاثاء 25 أيار (مايو) 2010

أبو موسى : نريد مصارعة محمود عباس على تمثيل الشعب الفلسطيني

حاوره في دمشق: شاكر الجوهري
الثلاثاء 25 أيار (مايو) 2010

- أبو موسى : نريد مصارعة محمود عباس على تمثيل الشعب الفلسطيني

- حسابات سياسية دخلت على طرح مشعل فكرة مرجعية المقاومة في قطر

- القدومي قال لنا على بركة الله وعندما أعلنا الإنتفاضة قال “اللي طلع الحمار على الميذنة ينزلو”

- 120 كادرا وقائدا عسكريا في مقدمتهم الحاج اسماعيل فروا من المعركة عبر صفوف العدو سنة 1982

- أبو عمار دفعنا للإنشقاق ليتخفف من معارضتنا للحل السلمي والشعبية والديمقراطية اطلقتا علينا النار

- العلاقة بين القضية الفلسطينية والدعم العربي مثل العلاقة بين الخميرة والعجينة.. المقاومة هي الخميرة

حاوره في دمشق: شاكر الجوهري

في ذات المكتب الذي كان يوما مقرا لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، تم هذا الحوار مع العقيد أبو موسى، أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” الإنتفاضة، بالعاصمة السورية دمشق..

إنه مكتب جمعية الصداقة الفلسطينية السوفياتية..

ذات الغرفة، وذات الطاولة التي كان يجلس عليها عباس.. وكذلك ذات المقاعد التي يجلس عليها ضيوف أبو موسى..

شيئ واحد فقط تغير، هو تعليق صور اضافية، كما أخبرنا الرجل، الذي تشعر بكم كبير من الطيبة والصدق وهو يحدثك دون أدنى تكلف..

بهذه البساطة قال أبو موسى في القسم الأول من هذا الحوار، مزاوجا في روايته ما بين حدث اليوم، وحدث الأمس، إن حسابات سياسية دخلت على طرح خالد مشعل فكرة مرجعية المقاومة في قطر، مؤكدا وجوب تشكيل مرجعية وطنية فلسطينية، لا فقط مرجعية مقاومة، في إطار مصارعة محمود عباس على تمثيل الشعب الفلسطيني.

وفي إطار استحضاره وقائع الإنتفاضة التي كان أحد قادتها ضد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، سنة 1983، يؤكد أبو موسى أن أبو عمار دفعهم للإنشقاق، بهدف التخفف من معارضتهم للحل السلمي، ويكشف لأول مرة أن الجبهتين الشعبية والديمقراطية اطلقتا عليهم النار.

أما فاروق القدومي، أمين سر حركة “فتح” في حينه، فيروي أبو موسى أنه التقاه في خضم الإرهاصات التي قادت في النهاية إلى انبثاق حركة “فتح/الإنتفاضة”، وتحدثا سريعا حول الوضع الراهن، وقال القدومي له “على بركة الله”، بمعنى تأييده للإنتفاضة على الرئيس الراحل، لكنه حين أعلنت الإنتفاضة، قال في تصريح إعلامي “اللي طلع الحمار على الميذنة ينزلو”..!

ويكشف أبو موسى، وهو أحد أبطال القيادة العسكرية الفلسطينية التي أدارت غرفة العمليات العسكرية، خلال التصدي لقوات الغزو الإسرائيلي للبنان سنة 1982، أنه والشهيد سعد صايل، كان في حوزتهم اسماء 120 كادرا وقائدا عسكريا في مقدمتهم الحاج اسماعيل فروا من المعركة عبر صفوف العدو في تلك الحرب..!

هنا القسم الأول من هذا الحوار:

• بعد مرور هذه السنوات الطوال على الإنتفاضة التي شاركتم في قيادتها ضد قيادة حركة “فتح”، والتي كنتم تأملون منها أن تصوب الأوضاع في الساحة الفلسطينية، أرجو أن استمع ابتداءً إلى قرائتك للوضع الراهن للساحة الفلسطينية..؟

ـ عندما اتخذنا قرار العمل لإيقاف المزيد من الإنهيارات السياسية والتنظيمية والمالية في حركة “فتح”، بتاريخ 9/5/1983، لم يكن في رؤيانا أو تصورنا أو خططنا أن نقود، أو أن نعمل على اضافة تنظيم جديد للساحة الفلسطينية، كما حدث فيما بعد.

كانت غايتنا بأمانة العمل على وقف هذا الإنهيار، أو ذلك التوجه الجديد الذي بدأ حقيقة منذ عام 1974، وذلك منذ انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الثاني عشر، الذي اتخذ فيه قرار الحل المرحلي.

مذ ذاك، نحن داخل حركة “فتح”، أكثر من أخ وكادر في الحركة كنا نرى في ذلك القرار أنه بداية لتنازلات ربما تؤدي إلى ضياع كامل القضية الفلسطينية، لأنه لا يمكن، ومن غير المقنع لأحد، أن هذا العدو الذي احتل فلسطين بالقوة والعنف، أن يعيد لنا ولو شبراً واحداً من ارضها دون أن يكون هناك ضغط أو قدرة قتالية نتمكن من خلالها أن نفرض مطالبنا على هذا العدو.

في تلك المرحلة، كان جرى الترويج لمقولة كاذبة مفادها أن العدو سينسحب من الضفة الغربية، وقطاع غزة، وطرح السؤال: لمن تعود هذه الأرض..؟!

نوقش الأمر في المجلس الوطني الفلسطيني سنة 1974. وقيل أن العدو سينسحب، وطرح السؤال: لمصلحة من يكون الإنسحاب.. لنا أم للأردن..؟

أي شخص عادي كان يجيب في حينه، بل لنا..!

ولكن هل فعلا سينسحب العدو..؟ ولم وكيف سينسحب وعلى أية أسس..؟

كل هذا لم يجدوا أن هناك داعياً لمناقشته، وبالفعل لم يناقش أحداً فيه.

أنا أقول أن بداية الإنحطاط السياسي كانت سنة 1974.

بعد ذلك، كانت محطات متتالية، حيث جرت اتصالات واتخذت مواقف سياسية، وصولاً إلى التاسع من آيار/ مايو 1983.

كان لابد من وقفة ميدانية لمنع حدوث المزيد من الإنحراف داخل الساحة الفلسطينية.

هذا عمل تراكمي متواصل، قامت به مجموعة من الكوادر والقيادات، ممثلة بالأخ المرحوم أبو صالح، والأخ قدري حقيقة، في تلك المرحلة..

• هناك اشادات كبيرة بشخصي أبو صالح وقدري..

ـ بلا شك.. انهما رجلان طيبان، لكن قدري رغم كل طيبته، لم يكن رجل مواجهة.

ارهاصات الإنشقاق

• هل تحقق الهدف..؟

ـ لم نتمكن من تحقيق الأهداف التي اردناها.

كان أبو عمار اصدر يومي 4، 5 آيار/ مايو 52 قراراً عسكرياً، بترحيل ما تبقى من قوات حركة “فتح” في لبنان إلى بغداد، وكذلك الكثير من الكوادر الذين أمر بتحريكهم إلى بلدان الشتات..الجزائر، تونس، شطرا اليمن في حينه، والسودان.

وجدنا انفسنا أننا إن انتظرنا ترحيل ما تبقى من قوات الثورة إلى هذه المنافي البعيدة، سنصبح في وضع لا يسمح لنا بالوقوف ومواجهة هذا المسار السياسي الخاطىء الذي كانت قد اصبحت بوادره ملموسة، وخاصة حين تم اللقاء بين عرفات والملك حسين، وعقدت اتفاقات نصت على أن تكون منظمة التحرير جزءً من أية مفاوضات يمكن أن تتم بالتنسيق مع الأردن، وقيادته للعملية السياسية.

كل هذه التطورات مجتمعة دفعت بإتجاه ضرورة أن تكون هناك وقفة، الهدف منها الإحتكام إلى المؤتمر العام للحركة، الذي كان مفترضاً انعقاده، وأن تناقش فيه كل هذه المسائل السياسية، وتجربة القتال خلال حرب 1982.

كان لابد من مناقشة حيثيات تلك الحرب، حيث أننا وقعنا في اخطاء كبيرة، وهنالك قادة قوات ومواقع، تركوا قواتهم ومواقعهم. هنالك من خرج من داخل الحصار من خلال صفوف الجيش الإسرائيلي، وقوات الكتائب اثناء معركة الحصار والصمود في بيروت. غادروا بيروت..

كان لدينا في غرفة العمليات المركزية، أنا والمرحوم سعد صايل، كشفاً بحوالي 120 إسماً لكوادر وقيادات كان يتوجب اخضاعهم للمحاسبة على الأخطاء التي ارتكبوها.

بعض هؤلاء كان قد ابدى جبناً، وهرب من المعركة؛ بل كان هناك شبه خيانة.

واحد مثل الحاج اسماعيل ترك قواته في الميدان، وهرب نافداً بنفسه.

كان لدينا هدف يتمثل في تحقيق انجاز للحركة.

قلنا من اليوم الأول أن انتفاضتنا هي من أجل الحركة، وليس عليها.. انتفاضة داخل حركة “فتح”، وليس عليها.

موقفا الشعبية والديمقراطية

• هذه اطلالة تاريخية جيدة، أرجو الإنطلاق منها إلى تقييم الوضع الحالي..؟

لقد انتفضتم من أجل تصويب الأوضاع، فما هي قراءتك للأوضاع الراهنة..؟

ـ أريد أن اتسلسل في رواية الأحداث، لأحدد اسباب عدم انجازنا لكل الأهداف والآمال التي كانت مرسومة في رؤوسنا.

أولاً: نحن لم يكن لدينا هدف تشكيل تنظيم. كان هدفنا الإلتقاء في مؤتمر عام، خاصة عندما تدخل المجلس المركزي لمنظمة التحرير، وشكل لجنة الـ 18، التي كان من بين اعضائها عبد الخالق يغمور، وبهجت أبو غربية..

لقد تشكلت اللجنة من انظف وأنقى اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني. وتم اللقاء مع اللجنة هنا في هذا المكتب بهدف العمل على اصلاح ذات البين. وقد طرحنا عليهم هدفاً واحداً هو أننا نريد الوصول إلى عقد مؤتمر للحركة. واجابتنا اللجنة أن ما نطالب به حق.

الذي حدث هو أنه حين اعلنا موقفنا، رفض أبو عمار الإحتكام للمؤتمر، وفتح النار علينا وعلى من تبنى موقفنا في البقاع، حيث تبنت هذا الموقف قطاعات واسعة من القوات، وبدأت تطالب أبو عمار بالذهاب إلى المؤتمر.

ثم لابد من التوقف عند التآمر الذي تعرضنا له من قبل الجبهتين الشعبية والديمقراطية.

كنا عندما نتحدث عن سلوك ياسر عرفات، ومنظمة التحرير، كانت الجبهتان تقولان لنا أنهما غير قادرتين على أن تأخذا أي موقف، لأن “عشائر فتح تلتم علينا في هذه الحالة، وتذبحنا”..!

وطالبتنا الجبهتان بأن نعلق الجرس من داخل “فتح”، ولكننا حين فعلنا ذلك، وأعلنا موقفنا، وأننا نطالب بالإحتكام إلى المؤتمر العام للحركة، وإعادة النظر في المواقف والحراك السياسي القائم، وإذ بالجبهتين تتحالفان وتتوحدان معاً اعتقاداً منهما أن حركة “فتح” قد انتهت جراء الخلاف والإنقسام.

• ما هي اشكال الوحدة التي اقامتها الجبهتان..؟

ـ وحدتا مواقفهما، وقواتهما ومواقفهما.. كما وحدت الجبهتان مطابخ الطعام الذي كان يقدم لقواتهما. لكي كل هذا استمر فقد لمدة شهرين، وعندما عادتا إلى وضعيهما السابق للوحدة، اختلفوا على الطناجر والصحون..!! والله اختلفوا على ملكية هذه الطنجرة وذلك الصحن..!!

وبعد ذلك تعاملت الجبهتان مع أبو عمار.

عرفات فرض علينا القتال

• ما الذي كنتم تريدونه من الجبهتين..؟

ـ كنا نريد منهما فقط موقفاً اخلاقياً.. لم نكن نريد منهما الوقوف إلى جانبنا. كنا نتمنى عليهما فقط موقفاً اخلاقياً من جورج حبش ومن نايف حواتمة.. أن يقولا لأبو عمار ما هو الخطأ في الدعوة إلى عقد مؤتمر عام لحركة “فتح”..؟!

كنا نريد منهما أن يضغطوا على عرفات، وأن يلزموه ادبياً وأخلاقياً بالذهاب معنا إلى مؤتمر عام للحركة.

كنا نريد عقد مؤتمر، لكن أبو عمار فرض علينا القتال. وقد أصدر أحمد عبد الرحمن عدداً من مجلة فلسطين الثورة في البقاع بعنوان رئيس “أبو عمار يقود المعركة”..!

• على من..؟

ـ علينا نحن..! اطلقوا علينا النار وارادوا أن يصفوننا جسدياً.

فعلوا ذلك حين كنا نقول إننا لن نرد على من يطلق الرصاص علينا. ولم نرد على الطلقة الأولى، لكن بعد الطلقة الثانية هنالك من قال أريد أن ادافع عن نفسي.

غير أنه لم يجر أي قتال بالمعنى المتعارف عليه للقتال، ومع ذلك حاولوا أن يشوهوا دفاعنا المحدود عن النفس، بالحرب التي سبق أن تعرضت لها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. كل هذا كان كذباً.

• لقد ارادوا أن يتخففوا منكم، ومن معارضتكم لخط التسوية من داخل الحركة..؟

ـ نعم، هذا هو بيت القصيد. هذا ما تبين لنا لاحقاً..

• لأن وجودكم يعرقل مشروعهم السياسي..؟

ـ تماماً.

عندما اقامت الحركة في عدن مطلع كانون ثاني/ يناير 1983 احتفالاً مركزياً بذكرى انطلاق الثورة، تقدمت يومها بمذكرة خطية وزعت على نطاق واسع خلال المهرجان. وقد بينت في تلك المذكرة كل الخطايا التي كانت ترتكبه تلك القيادة.

خرج أبو عمار ثلاث مرات من جلسة المجلس الثوري الذي عقد في عدن بالتزامن مع الإحتفال الجماهيري وكانت هذه أول مرة يتحدث فيها عضو مجلس ثوري ويقدم وثيقة. وقد ختمت تلك المذكرة بالقول “اللهم اشهد إني بلغت”.

• هل استشعرتم أنه كان يريد لكم أن تنشقوا..؟

ـ نعم.. كان يريدنا أن ننشق.

والحقيقة أن موقف المرحوم أبو اياد كان مختلفاً.. خرج له في احدى المرات وقال له “بدك تقعد وتسمع”، رد عليه أبو عمار: “انت عارف مين اللي بتكلم..؟ ده أبو موسى”. رد عليه أبو اياد: نعم أبو موسى، وعليك أن تستمع له.

المهم أنه كانت هناك مؤامرة، وغدر.. بدأوا بنقل قيادات عسكرية (أبو عمار وأبو جهاد).

وأود أن اؤكد أن الجبهتين الديمقراطية والشعبية اطلقتا علينا النار في المخيمات انحيازاً إلى جانب أبو عمار. طوال عمرهما كانت الجبهتان تتحين الفرص للإنقضاض على “فتح”، لكنهما كانتا تتهيبان من ذلك.

“فتح” تظل حركة الشعب الفلسطيني، حتى لو أصبحت عدة “شلل”.

عام 1983 كان الإندفاع في منظمة التحرير شديداً بقيادة ياسر عرفات، بإتجاه التوصل إلى تسوية سياسية، وقد اجريت اتصالات مع ما يسمى بحركة السلام التي تضم الجنرال بيليد، ويوري افنيري.. كانوا يزورون عرفات كثيراً في تونس.

الموقف الذي وقفناه في حينه، حد من الإندفاعة نحو التسوية السياسية.

موقف القدومي

• ماذا عن موقف فاروق القدومي في حينه..؟

ـ قبل تحركنا يوم 9/5/1983، تحدث القدومي لنا بحضور أبو عمار سعد، وأبو خالد الصين في مكتب 23 شارع الباكستان بالعاصمة السورية دمشق، كيف أن أبو عمار كان يريد ذات سهرة جمعتهما معاً، أن يوقع على اتفاق ما مع الملك حسين بشأن مفاوضات التسوية مع اسرائيل، وأنه منع أبو عمار من فعل ذلك.

قلت يومها للقدومي: إلى متى سنظل صابرين..؟

رد علي بسؤال: كيف أنتم..؟ ويقصد استعداداتنا العسكرية.

اجبته: “كويسين”.

أعاد السؤال: كيف موقفكم..؟

أجبته: تمام.

فرد علي: على بركة الله.

بعد اسبوع صرح القدومي لوسائل الإعلام، وكنا قد اتخذنا موقفاً عملياً، قال فيه “اللي طلع الحمار على المئذنة ينزلو”.

• من كان يقصد..؟

ـ كان يقصد أبو عمار. غير أننا كنا نتوقع منه موقفاً مختلفاً.. أن يحمينا، وأن يضغط على أبو عمار.

هذه المواقف المتردية والإنهيارات اضاعت الحركة.

النتائج التي نعايشها الآن هي نتاج هذا الإنهيار. حين تنهار “فتح”، تضيع القضية.

أكرر: الموقف الذي اتخذناه سنة 1983 حد من اندفاع الإنهيار. وعدم تحالف الفصائل الأخرى معنا، باستثناء الجبهة الشعبية/ القيادة العامة، التي وقفت إلى جانبنا بقيادة أحمد جبريل.. التي وقفت إلى جانبنا بكل امكانياتها، ومنظمة الصاعقة، التي وقفت إلى جانبنا اخلاقياً.

بين المقاومة والدول العربية

• هل أنتم الآن بذات الحجم الذي كنتم عليه يوم الإنتفاضة..؟

ـ الحقيقة أنه حصل تراجع في حجمنا التنظيمي من اسباب ذلك..

• أنت حتى الآن لم تبدأ بالرد على السؤال: ما هي قراءتك للوضع الفلسطيني الراهن..؟

إلى أين تسير الساحة الفلسطينية الآن..؟

ـ الساحة الفلسطينية، إن استمر هذا الوضع، سواء من قبل قوى الإستسلام الممثلة في الداخل بشخص محمود عباس، والتنظيمات المتحالفة معه، أو من قبل قوى المعارضة في دمشق، التي تمثل جانباً مها..

إن بقينا على هذا الحال، ونحن الذين نطرح انفسنا بأننا ضد هذا المسار السياسي، وإذا لم نخط خطوات نفرض من خلالها وجهة نظرنا السياسية الوطنية الواضحة، المتمسكة بحق الشعب الفلسطيني في وطنه، من النهر إلى البحر، فإننا والقضية الفلسطينية سنواجه المزيد من الضياع، وستضيع القضية الفلسطينية.

إذا كان هذا هو حال وضعنا الفلسطيني، فكيف أطلب أنا من الأنظمة العربية، أن تواجه وتقاوم، إذا كانت هي في الأصل التي تريد حلاً سياسياً.

أنا أشبه العلاقة بين القضية الفلسطينية والدعم العربي، كما هي العلاقة بين الخميرة والعجينة. الخميرة هي الفصائل الفلسطينة المقاومة وأقول، إذا صلحت الخميرة صلح العجين. وإذا فسدت الخميرة، فسد العجين، ولم يعد يصلح للخبز.

الخميرة الآن فاسدة..!

مرجعية وطنية لا مقاومة

• طالما أن الفصائل لا تفعل شيئاً، كما قلت قبل قليل، فما هو المطلوب منهم أن يفعلوه في رأيك..؟

سبق أن طرحت فكرة تشكيل مرجعية موازية لمرجعية منظمة التحرير، ثم تم التراجع عن ذلك، ولم يحدث أي شيىء. ثم تم الحديث عن تشكيل منظمة تحرير بديلة، وأيضاً لم يحدث أي شيىء من هذا القبيل. وتم الحديث عن توحد فصائل المقاومة، وأيضاً لم يحدث شيىء من هذا القبيل.

هل هذا ما تقصده..؟

ـ فيما يتعلق بفكرة المرجعية الوطنية، فنحن في حركة “فتح” قدمنا منذ أكثر من سنة ونصف السنة مذكرة للإخوة في فصائل المقاومة، تتضمن رؤيتنا لكيفية تشكيل هذه المرجعية. كما أننا نطرح هذا الأمر في كل لقاء نعقده في إطار تحالف القوى الفلسطينية، دون أن نجد أي تجاوب معنا.

خالد مشعل كان طرح فكرة المرجعية المقاومة في قطر، ثم دخلت حسابات سياسية على الموضوع.

• معروف أنكم تطرحون هذه الفكرة في لجنة المتابعة وأمانة السر لفصائل التحالف والمؤتمر الوطني الفلسطيني..

ـ في البداية لم نجد رداً، ولكن مع التكرار، حصلنا في آخر اجتماع على رد أفضل من السابق.

• هل أصبح هناك الآن، استعداد لقبول الفكرة..؟

ـ نعم.. “حماس” تحدثت في آخر اجتماع وقالت إن الفكرة معقولة..

• من الذي تحدث بهذا..؟

ـ خالد مشعل، وكذلك تحدث فيها أحمد جبريل. الموقف الحالي يتلخص في أنه يمكن الآن أن نخطو خطوة في هذا الطريق.

هذه الفكرة، أو هذه الخطوة أصبحت ضرورية. لكننا لم نتفق متى يكون البدء في التنفيذ.

• ستبدأون بالتنفيذ في ظل أية ظروف..؟

ـ الشرعية الفلسطينية الظاهرة شكلياً موجودة الآن عند محمود عباس.. الإعتراف العربي الدولي موجود عند محمود عباس.

نحن نريد أن نصارع محمود عباس على تمثيل الشعب الفلسطيني. هل الشعب الفلسطيني مع هذه الشرعية الموجودة في رام الله، أم مع الشرعية الوطنية..؟

في آخر اجتماع تحدث مشعل عن مرجعية المقاومة، فقلت له إن مرجعية المقاومة هي غير المرجعية الوطنية. لكل واحدة شكلا مختلفا.

مرجعية المقاومة تعني أنها مرجعية للفصائل، أما المرجعية الوطنية، فتعني أننا نريد مصارعة محمود عباس على من يمثل الشعب الفلسطيني، وذلك في ضوء شرح برنامج عباس، وبرنامجنا للناس، ثم سؤالهم: مع أي البرنامجين أنتم..؟

لا يجوز أن يقتصر دورنا فقط على ردود الفعل واصدار بيانات تشجب وتعارض الخطوات العملية التي يتخذها عباس.

دورنا ليس دعوة الشعب للتظاهر. هذا دور المنظمات الشعبية، لا دور فصائل المقاومة.

يتبع.......



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2165274

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165274 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010