الأربعاء 10 آب (أغسطس) 2011

«هيرالد تريبيون» تتوقع أن تؤدي الثورات العربية إلى تحول سياسي داعم للقضية الفلسطينية

الأربعاء 10 آب (أغسطس) 2011

نشرت صحيفة «انترناشيونال هيرالد تريبيون» اليوم الأربعاء تقريراً من العاصمة اللبنانية بيروت اليوم شارك في كتابته انتوني شديد وديفيد كيركباتريك تحت عنوان «الثورات العربية تجدد الدعم للقضية الفلسطينية»، هذا نصه : «في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، وهو ركن من بيروت يحمل جراح المجازر واليأس المزمن، ألمحت كلمات حلاق شاب تفاؤلاً ناشئاً حول ما يمكن ان تعنيه الثورات العربية بالنسبة الى القضية التي ظلت خلال نصف القرن الماضي القضية المركزية في «الشرق الأوسط» - وهي مصير الفلسطينيين.

الحلاق، محمد اسعد، لم يكن ساذجاً، والحياة هنا لا يسمح عبوسها بالسذاجة. ولكنه رحب، في منطقة تتم مراجعة السياسات فيها مجدداً، بالتأثير المتصاعد للإرادة الشعبية على الحكومات، التي طالما تجاهلت هذه القضية.

وقال : «هناك أمل». وفي كل ضجيج الثورات العربية، يجد المرء ان أحد أكثر مظاهر التغيير لفتاً للانتباه هو انبعاث التبني مجدداً للقضية الفلسطينية. ويقدم تفجر حركة الناشطين في مصر ولبنان، وحتى في تونس، رفضا للذريعة القديمة التي تبنتها السياسات العربية، وهم يعتقدون أن القادة المستبدين أشعلوا العواطف بشكل ساخر في ما يتعلق بـ «إسرائيل» وفلسطين من أجل تحويل الانتباه عن عجز أنظمتهم.

لكن تبني القضية ساعد على تأكيد وضعها كبارومتر للعدالة والحرية بالنسبة الى كثير من العرب والمسلمين.

والآن فإن مطالب الجمهور العربي المتمكن ترفع من احتمال حدوث تغيير ملموس في السياسات الخارجية للمنطقة التي استسلم قادتها، ضمنياً على الأقل، لإملاءات الولايات المتحدة و«إسرائيل».

قال جمال عيد، مؤسس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في القاهرة : «كنا نقول دائماً (إذا أردتم تحرير فلسطين، عليكم أن تحرروا أنفسكم)».

وأصر الناشطون في تونس على أن ينص الدستور المقبل على بند يحظر التطبيع مع «إسرائيل» ويجعل دعم الفلسطينيين سياسة لتونس. ومن خلال شبكة اجتماعية إعلامية نشطة نظم شبان لبنانيون وفلسطينيون مسيرات وسعوا إلى وسائل لتكون لهم كلمة أكبر في قرارات القيادة الفلسطينية. وطالب المحتجون المصريون بإنهاء الحصار الجزئي المفروض على غزة، ورست سفينة في ميناء الإسكندرية الشهر الماضي قبل أن يقوم الجيش «الإسرائيلي» بالصعود عليها واحتجازها.

وقال رشيد الخالدي استاذ الدراسات العربية المعاصرة في جامعة كولومبيا : «حتى لو فشلت الثورات العربية في تحقيق تغيير كامل وشامل للأنظمة العربية، فليست هناك حكومة عربية تستطيع تجاهل شعبها الآن. كل الحكام - ملكا المغرب والأردن، والحكام المستبدون والدكتاتوريون - خائفون إلى حد العمى من شعوبهم».

وفي أرجاء المنطقة تطلعت معظم الانتفاضات نحو الداخل بإصرار، نحو قضايا الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة. ولكن بالنسبة لكثيرين، فالكرامة يتم تعريفها فردياً وجماعياً. وحتى في أكثر اللحظات مثالية خلال هذه الثورات فإن ضعف حكوماتهم كان في احيان كثيرة محط غضب المحتجين. وكان التعبير عن الغضب على «إسرائيل» وأميركا في ميدان التحرير بالقاهرة أقل من استنكارهم لخنوع القادة المصريين للسياسات «الإسرائيلية» والأميركية، خصوصاً ما يتعلق بحصار غزة.

ويصف وزير الخارجية المصري الآن حصار غزة بأنه «عار». وكان اتفاق المصالحة الذي وقع في شهر أيار (مايو) بين فصلين متعارضين بشدة نتيجة مباشرة لسقوط حسني مبارك. وأثار مؤيدون للقضية الفلسطينية موضوع الثورات العربية، حتى عشية التحرك من أجل الحصول على اعتراف بفلسطين كدولة عضو الأمم المتحدة الشهر المقبل. واعتبر الناشطون هذه الثورات الإطار المناسب لإنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» للأراضي الفلسطينية الذي استمر 44 عاماً.

وقال محمد بسيوني، سفير مصر السابق في «إسرائيل» وأحد أقوى الأصوات التي طالبت بعلاقات أوثق مع «إسرائيل» في إشارة الى نتنياهو : «نأمل أن يستطيع رئيس الوزراء «الإسرائيلي» الاستماع لحكمة أصوات القادة الذين يتصفون بالاعتدال الآن. عليه أن لا يضيع الفرصة الذهبية لأنه لا يعرف ما الذي سيحدث إذا تحققت الديموقراطية، إذ ان الديموقراطية تعني الاستماع للشعب».

لقد استخدمت القضية الفلسطينية لفترة طويلة كمجال تتلاعب فيه الحكومات العربية، ونادراً ما ينعكس الاحترام الشعبي لهذه القضية على معاملة الفلسطينيين في الأقطار العربية، وخصوصاً في لبنان، حيث يفتقد الفلسطينيون للحقوق المدنية الأساسية. لكن هذه القضية تحتفظ بقوة دفع في أرجاء المنطقة، تزداد قوتها نتيجة إحساس جديد بالهوية العربية مستلهم من الثورات.

وتظهر استطلاعات كثيرة بشكل منتظم أن الاحتلال «الإسرائيلي» يعتبر العقبة الكبرى أمام السلام والاستقرار في المنطقة. ويأتي التدخل الأميركي في أحيان كثيرة في المرتبة الثانية.

ويقول نشطاء ان المسيرات التي حصلت في أيار (مايو) وشارك فيها آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا متوجهين الى الحدود مع «إسرائيل» كانت عرضاً غير مسبوق لما سماه احد المحللين «التعبئة التلقائية». وقتل الجنود «الإسرائيليون» 14 فلسطينياً، ومن الممكن ان تكون فئات وحكومات، خصوصاً سوريا وحلفاءها في لبنان، قد استغلت الأحداث وأعطت دعماً لوجستياً مهماً.

لكن المسيرات كانت إشارة الى نشاط ارتفع من الأسفل، وانتقل بالكلام وبالتقنيات الجديدة، وليس باملاءات من الزعامات التقليدية. وقد تعرضت تلك الزعامات الفلسطينية الأكبر عمراً في الآونة الأخيرة لضغط من الناشطين الساعين الى إصلاحهم بطريقة تجعلهم أكثر تمثيلاً وخضوعاً للمساءلة.

قال اندرو دالاك وهو ناشط عمل مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان: «كانت هناك طاقة في تلك المسيرات، كما كانت أجواؤها مثيرة. الناس لم يخشوا من كون تلك مسيرات لا سابق لها لأنهم شاهدوا أحداثاً لا سابق لها في مصر، وليبيا واليمن».

في مخيم شاتيلا الذي يلتحم بؤسه مع نسيج بيروت ملصق معلق منذ كانون الثاني (يناير) يقول «الشهادة حياة» بالقرب من كوخ يبيع قمصان «تي شيرت» عليها صور الممثل الأميركي آل باتشينو من فيلم «سكارفيس». وكثيراً ما تكون الأمزجة هنا متعكرة كمزاجه في دور دوره في ذلك الفيلم. واليوم ثمة ملصق آخر يحيي ذكرى مسيرة 15 أيار (مايو) الى الحدود. ويقول الملصق بكلمات تنم عن التوقع أكثر مما تنم عن الرغبة في الانتقام «كي لا ننسى».

قال يوسف شنتف، 42 عاماً، وهو من سكان المخيم ومصاب بجروح طلقات نارية شوهته في الحرب الأهلية اللبنانية: «ما زلنا نعتقد أن الطريق أمامنا ستستمر 200 سنة».

لكن جاراً له رأى في الأفق أملاً.

قال أسامة غزلان، جالساً أمام بيوت اللبن التي تبدو عابرة بصورة دائمة : «القضية كانت دائماً مع أنظمة الحكم العربية. الشعوب وقفت دائماً معنا».


titre documents joints

In Tumult, New Hope for Palestinian Cause | By ANTHONY SHADID and DAVID D. KIRKPATRICK

10 آب (أغسطس) 2011
info document : HTML
127 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165635

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165635 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010