السبت 20 آب (أغسطس) 2011

قهقهات عبّاس في حضرة جعجع.. هل من مبرر..؟!

السبت 20 آب (أغسطس) 2011 par شاكر الجوهري

هل يعقل هذا يا أبو مازن..؟!

هل يعقل أن تلتقي سمير جعجع.. سفاح مخيمي صبرا وشاتيلا قبل أيام من حلول الذكرى السنوية التاسعة والعشرين للمجزرة بين 16 ـ 18 أيلول/سبتمبر المقبل..؟

ما هي القضايا الملحة التي تقتضي منك عقد هذا اللقاء مع قاتل الآلاف من ابناء شعبك العزل..؟!

ألا تعرف ما فعله جعجع بأبناء الشعب الفلسطيني في لبنان..؟

ألم تشاهد على شاشات التلفزة في حينه، أو بعد ذلك، عبر البرامج الوثائقية التي تبث كل عام في ذكرى تلك المجزرة..؟

ألم تهزك صرخات النساء والأطفال والشيوخ المفجوعين بذبح وقتل أقرب اقربائهم..؟!

ألم يخبرك أحد بفعاله..؟

ألم تسمع ذلك من قبيل الصدفة..؟!

ألم يخبرك أحد عن رسومات المرحوم ناجي العلي عن تلك المجزرة التي هزت حتى الضمير «الإسرائيلي»، ولم تهز ضميرك..؟!

حتى «الإسرائيليون» خجلوا من تواطؤ شارون مع القتلة، فشكلوا له لجنة تحقيق قررت منعه من اشغال وزارة الدفاع، وأنت لم تخجل من لقاء جعجع..؟!

هل طق شرش الحياء عندك إلى هذا الحد..؟!

ثم ألم تسمع بمقولة «إذا بليتم فاستتروا»..؟!

إن كان لا بد من اللقاء، فهل من ضرورة لتوزيع الصور..؟!

وقبل ذلك، هل من ضرورة لأن تفتح «جالوقك» ضاحكاً بهذا الشكل المستفز..؟!

ألم تقارن بين ضحكتك المجلجلة مع جعجع، وعبوسك الذي حال حتى دون ابتسامة، تفلت من بين عقدة حاجبيك، اثناء لقاءك الأخير بخالد مشعل في القاهرة..؟!

ثم ألم تلحظ أن جعجع لم يبادلك الضحك..؟!

حين كانت ضحكتك تعيد تشكيل منظر خديك بروزاً وانبعاجاً، كان ينظر إليك بحزن..؟!

يبدو أن جعجع شعر بآلام الشعب الفلسطيني التي تحققت على يديه بأكثر مما شعرت أنت..؟!

أئلا هذا الحد كان حديثه مثيراً للبهجة في صدرك..؟!

ألم تستشعر وجود علم فلسطين إلى يمينك..؟!

ألم يشعرك العلم، وهو رمز لفلسطين وللفلسطينيين.. كل الفلسطينيين، بحجم العيب الذي ترتكبه بهذا اللقاء..؟!

ألم تخش أن يقع العلم فوق رأسك من هول ما ارتكبت..؟!

ألم تفكر بالذي يمكنك قوله للفلسطينيين مبرراً لهم هذه الفعلة..؟!

ألم تتذكر أنك للتو فقط كنت قد قررت محاكمة محمد دحلان، بجملة تهم من بينها ارتكابه جرائم قتل بحق بضعة فلسطينيين، مقارنة بآلاف ضحايا جعجع..؟!

لا نطالبك بالعفو عن دحلان، بغض النظر عن قناعة أكيدة لدى كل فلسطيني بحقيقة الدوافع الشخصية لموقفك منه، ولكن هل يبرر هذا جلسة الأنس التي وثقتها الصور مع جعجع، الذي قتل وقواته في مخيمي صبرا وشاتيلا فقط قرابة الخمسة آلاف فلسطيني..؟!

ألم يأتك دم هؤلاء الشهداء في منامك، وأنت الذي قدمت فاصل قهقهة منفرداً مع قاتلهم، على مبعدة قرابة فقط الكيلومترين خطي من مكان ارتكاب الجريمة..؟!

ماذا قال لك دم الشهداء عن التقائك وقهقهتك مع سافحهم..؟!

هل أثرت تلك المجازر مع جعجع..؟!

هل اشترطت اعتذاره عنها، كما بقيت تشترط ذلك على حركة «حماس» سنوات، عطلت خلالها المصالحة الفلسطينية..؟!

ثم وإن إعتذر جعجع، هل فوضك الشعب الفلسطيني بالتنازل عن دماءه التي سفكها هذا المجرم..؟!

نفهم أن تكون مضطراً للصمت على الدم الفلسطيني الذي سفكه «الإسرائيليون»، وأن تلتقيهم ما دام هدف الدولة الفلسطينية يحتاج إلى موافقتهم، ولكن ما الذي تريده من جعجع يا أبو مازن..؟!!!

ألم تفكر في أن فلسطينيي لبنان قد يهاجمونك في فندق اقامتك، يحفزهم على ذلك حراك شعبي عربي واسع، عليك بانتظاره مقدمه إليك..؟!

بل إنك في انتظاره، وقد كنت تنسق قبل أيام مع «الإسرائيلي» في كيفية مواجهته «بالإشتراك»..؟!!!!

نعم.. جريمتك المقبلة بحق الشعب الفلسطيني ستكون «بالإشتراك» يا أبو مازن..!!!!!

هكذا قررت أنت..!!!!!!

نعرف أنك ترفض التقاء ابناء شعبك الفلسطينيين اللاجؤون في لبنان خلال زياراتك للبنان، ولكن كيف تحملت نظرات العاملين في سفارة فلسطين التي افتتحتها خلال زيارتك «الجعجعية» لبيروت..؟!!!

هل فقد هؤلاء أيضاً الإحساس كما فقدته..؟!!!

ويظل السؤال الأهم : ما هو الهدف من اللقاء مع جعجع..؟!!!

وهل من علاقة له بما ارتأيت أن تعلنه في بيروت من أنك «ضد السلاح الفلسطيني في لبنان»..؟!!!!!

تعلن ذلك، ليس لأنك ضد السلاح الذي يستخدم في أعمال الفوضى في المخيمات، إذ لو كان الأمر كذلك لزرت مخيمات اللجوء الفلسطيني وقلت ذلك لحاملي السلاح انفسهم.. مرشداً وموجهاً..؟!

لكن ما عنيته هو السلاح المقاوم يا أبو مازن..؟؟!!!

السلاح المقاوم الذي تستهدفه في الأراضي المحتلة، وتفكك قاعدته التحتية..!!!

نعلم أن السلاح الفلسطيني المقاوم في لبنان يمر بمرحلة بيات شتوي، لكننا نعلم كذلك أن البيات الشتوي هو موسمي وليس بدائم..؟!

طيب.. أنت ضد السلاح الفلسطيني في لبنان، فماذا عن موقفك من الفلسطينيين في لبنان..؟!

هل طلبت من الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية رفع الحظر الذي يفرض على الفلسطينيين، ويمنعهم من العمل..؟!!

هل طلبت السماح لهم بترميم منازلهم، المحظور عليهم ترميمها..؟!

لم تفعل..!!!!

أن تفرق بين القاتل الإنعزالي اللبناني، والقاتل «الإسرائيلي»، فهذا كما قلنا لك، قد تفرضه الضرورات التي تبيح المحظورات، ولكن من سيصدقك بعد اليوم بأن موقف سلطتك ضد قتل الفلسطينيين في سوريا، هو موقف صادق، غير متصل بتكتيكات، حتماً هي التي جمعتك بجعجع..؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 28 / 2178018

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178018 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40